عندما وصلت إلى بلاد “الأمريكان” الذي يحلو لكثير من المنافقين في ديارنا العراقية خصوصا و الإسلامية عموما أن يسميهم بالـ”كفار” و “المحتلين”، عندما وصلت إلى المطار اكتشفت ما لم يكتشفه كولومبوس في هذه الأرض، فجأة اكتشفت أنني إنسان له قيمة، اكتشفت أننا كشرقيين و مسلمين لا نمتلك حتى ذواتنا كحيوانات فضلا عن كوننا بشرا.
هنا في أمريكا هرع إلى الأطباء و الممرضات و قد كنت منهكا و متعبا فراحوا يفحصونني و يضعونني تحت أجهزة عجيبة و متطورة و دون أن يتعب أي منهم نفسه مشقة السؤال عن “ديني و معتقدي” أو حتى انتمائي القومي أو أرضي “المتنازع عليها”؟ بل كل أسئلتهم كانت طبية بحتة، و العجيب أنهم كانوا يراعونني و كأنني فرد مدلل في عائلة حقيقية و يقومون بمساعدتي بشكل عجيب جعلني أتحسر على حال العراقيين و ألعن ساسة هذا البلد المنكوب و بدون استثناء، لم أدري حينها و أنا أرقد في هذه الجنة الأرضية التي يسمونها “مستشفى” أنني أصبحت مواطنا و فردا من ضمن عائلة كبيرة اسمها “أمريكا” لا تفرق بين أحد من أبنائها على أساس العرق أو اللون أو الدين و الجنس إلا بالالتزام بالقانون و النظام، أدركت لحظتها كم نحن غافلون عن إنسانيتنا.
في هذه البلاد التي ينعتها ملالي السوء و مشايخ الإجرام بأنها “بلاد الضالين و الكفار” بدأت أفكر في نفسي كإنسان من حقه أن يحلم بالحب و الطمأنينة و الاستقرار، أن أطمح إلى الأفضل و الأحسن دون أن يحاول أي عقل مريض أن يقنعني بأن عليّ أن أرضى بالأسوأ و الأردأ تحت شعار “القناعة كنز لا يفنى”، و ليتنا فهمنا أن الصبر على ما لا نستطيع تغييره و أن نغيّر ما نستطيع تغييره و لكنه عقلنا الخرافي المتخلف الذي لايستطيع أو بالأحرى لا يريد أن يفهم ماهية الحرية و لا قيمتها، حريتنا مشروطة بالممنوعات الدينية و القومية و القبلية، أما هنا في الغرب و في أمريكا فإن الإنسان حر بلا شروط و هو مقدر و محترم بدون مقدمات، فإلى متى يبقى العراقيون يصوتون للقومجيين و الإسلامجيين و الماركسجيين و أصنام الأمم القومية و العزة “الطائفية” بدلا من الإنسانيين الذين يفكرون بالعراقي ـ أيّا كان انتماءه ـ و همومه..؟ سؤال أترك جوابه للعراقيين
هنا في أمريكا هرع إلى الأطباء و الممرضات و قد كنت منهكا و متعبا فراحوا يفحصونني و يضعونني تحت أجهزة عجيبة و متطورة و دون أن يتعب أي منهم نفسه مشقة السؤال عن “ديني و معتقدي” أو حتى انتمائي القومي أو أرضي “المتنازع عليها”؟ بل كل أسئلتهم كانت طبية بحتة، و العجيب أنهم كانوا يراعونني و كأنني فرد مدلل في عائلة حقيقية و يقومون بمساعدتي بشكل عجيب جعلني أتحسر على حال العراقيين و ألعن ساسة هذا البلد المنكوب و بدون استثناء، لم أدري حينها و أنا أرقد في هذه الجنة الأرضية التي يسمونها “مستشفى” أنني أصبحت مواطنا و فردا من ضمن عائلة كبيرة اسمها “أمريكا” لا تفرق بين أحد من أبنائها على أساس العرق أو اللون أو الدين و الجنس إلا بالالتزام بالقانون و النظام، أدركت لحظتها كم نحن غافلون عن إنسانيتنا.
في هذه البلاد التي ينعتها ملالي السوء و مشايخ الإجرام بأنها “بلاد الضالين و الكفار” بدأت أفكر في نفسي كإنسان من حقه أن يحلم بالحب و الطمأنينة و الاستقرار، أن أطمح إلى الأفضل و الأحسن دون أن يحاول أي عقل مريض أن يقنعني بأن عليّ أن أرضى بالأسوأ و الأردأ تحت شعار “القناعة كنز لا يفنى”، و ليتنا فهمنا أن الصبر على ما لا نستطيع تغييره و أن نغيّر ما نستطيع تغييره و لكنه عقلنا الخرافي المتخلف الذي لايستطيع أو بالأحرى لا يريد أن يفهم ماهية الحرية و لا قيمتها، حريتنا مشروطة بالممنوعات الدينية و القومية و القبلية، أما هنا في الغرب و في أمريكا فإن الإنسان حر بلا شروط و هو مقدر و محترم بدون مقدمات، فإلى متى يبقى العراقيون يصوتون للقومجيين و الإسلامجيين و الماركسجيين و أصنام الأمم القومية و العزة “الطائفية” بدلا من الإنسانيين الذين يفكرون بالعراقي ـ أيّا كان انتماءه ـ و همومه..؟ سؤال أترك جوابه للعراقيين
www.sohel-writer.i8.com
www.sohelahmedbahjat.blogspot.com