كثير هي الصور التي تستوقف العقل وتبقى تجول بطياته وتعبث بخياله
كما تعبث ثلاسيميا الدم في الدم،،كل الصور التي تستوقف العقل هي أفكار وخيالات وتصورات وهواجس فلولاها ما كانت الكتابة.
فالعقل مشحون بأفكار وطاقات بحاجة إلى ترجمتها ترجمة حقيقية كتابية فلو بقي العقل هائما في خياله لحار المرء في فكره.
فالكتابة أولى العلاج الباعث على إفراغ الشحنات الفكرية الخيالية التي لو بقيت بداخل العقل كانت أشبه بأجنة ميتة في الأرحام.
ما يتصوره الإنسان بعقله يكون عالما خياليا لتصبح الكتابة مجسدة هذا الهاجس الذي يبيت بالعقل،،.فالعقل مركز الإدراكات الفكرية والعصبية والحسية.
فالكتابة كالجماع يستشف المرء منها أفكاره كما يستشف بالجماع لذته فلولا هذه الوديعة ما كان النسل والذرية،،ولولا هذا الفكر الذي يدور بالعقل ما كان العناق مع الكتابة التي تحبل بالأفكار وما يعتري المرء من تصورات.
فالعقل كالماسح الضوئي يصور لنا الأشياء جميلة براقة ثم يطبعها صورة حقيقية نتلمس فيها صورة مرآة نفوسنا التي نرى بها الأشياء أجمل شكلا
وأكثر رقة.
فنحن جميعا مصابون بثلاسيميا الكتابة،،والعلاج الناجع لهذا الداء الكتابي هو إجهاض ما يعترينا من إحساس بالألم أو الغربة أو صورة امرأة جميلة.
فالألم والحزن ومشتقاته كل ذلك يخلق جوا كتابيا جميلا ؛لأن ذاكرة المرء بالفرح تكون عاقرة أحيانا ولا تلد في كنف الكتابة ومهدها فهي خارج نطاق المخاض.
وقديما قال الفيلسوف الفرنسي أنريه دي بلزاك:
“إيقاظ الشهوة وتغذيتها وإنماؤها وإثارتها وإرضائها كل هذا يؤلف قصيدة كاملة”.
فبالكتابة نستدل على هذا من قول الفيلسوف فهم أصحاب تجارب كبيرة مع مخاض الولادة الكتابية،،إن وجود الألم في خيال العقل الهائم يجعل المرء قريبا من الكتابة،،فالمكتوي بالنار يخاف النار؛ لأنه استشعر الكي بذلك،،ومقبلات الكتابة تجربة يعشيها الكاتب في فترات صراعه وعراكه مع واقعه الأليم الذي لولاه ما كان هذا الوهج الكتابي الذي يتخذ من عقله حيزا فكريا،،فكيف لرجل يستحم بصابون جلسرين وامرأة تغتسل في ضوء القمر أن يكتبا وهما بعيدان كل البعد عن مرارة الواقع والتصارع مع العقل في معركة الأفكار.
فالفكر والخيال وليدة هذه الكتابة التي هي ترجمة مجازية لمرآة العقل بما تصوره،،إن الشعراء والأدباء هم أوائل المصابين بثلاسيميا الكتابة التي شاهدناها في أقلامهم ولسمناها في بريق عيونهم.
فهل يختمر الألم والحزن في المرء ليخرج منه كاتبا وشاعرا وأديبا
لهذا نجد نزار قباني يصف لنا هذا بأدق ما وصف
“إن أروع الآثار العالمية من شعر ورواية وموسيقى نضجت وتخمرت في رحم الحزن لذلك أعتبر الحزن معلمي وصانعي”.
إن إفراغ الطاقات الفكرية لا تكون إلا عن طريق الكتابة التي هي مراودة للعقل بما ينتج فيسري الفكر في العقل كما يسري النخب في أذهان شاربيه.
فالمرء عندما يكون في جماع مع أفكاره يكون أشبه بحالة زرقاء مع أدواته وخياله فتخرج الصورة صورة فنان عرف كيف يرسم بريشته مع تصوره لتصبح طبق الأصل عن صورته التي رسمها في مخيلته.
فالعقل ينجذب لكل شيء فمنظر امرأة جميلة حسناء تتألم يؤثر في كيمياء العقل فيقوم هرمون الدوبامين مباشرة بفرز مادة كيميائية يرتاح لها الدماغ أو يتألم لها من تصوره لهذا التصور.
فالعشق مثلا يلعب بالمرء حتى يجعله هائما مغنيا بالمحبوب فهذا كله بفعل إحساس العقل الذي صور له هذا الشعور بهذا الشعور.
فهل الكتابة نقمة أم نعمة؟
وجود المرء بين الكتابة لا يكون أمرا سهلا فالكلمات لا تأتي هكذا طواعية إليه،،فهو ليس نبيا يوحى إليه فتكون الكلمات مستساغة سهلة في تناولها
ففي بداية الكتابة يكون المرء بين نقمة ونعمة،،فالنقمة صراعه مع فكره من أجل الكتابة ومشاجرته لأقلامه،،فمرة ينضب قلم ومرة يجف قلم ومرة يغير قلما ومرة يكسر قلما،،ففي بداية كل بداية صراع لنهاية كل نهاية،،فآثار الاستغراق هياما لإملاء صفحة كتابية يكون المرء أشبه بلحد قد دفن فيه ثم خرج منه حيا فكيف تكون ملامحه،،فهي نقمة ونعمة.
فالنعمة فيها أن خرجت من النقمة بعد الفراغ منها.
فما أجمل الصراع مع الكتابة،،إما أن تصرعها وإما أن تصرعك،،والكاتب الجيد هو الذي تصرعه الكتابة وهي التي تحييه وتميته وهي التي تستدعيه لجماعها فيجامعها،،فأمر المرء في هذه الحال بين كاف الكتابة ونونها.
وكثير هم الكتاب والأدباء والفلاسفة قد تركوا الزواج بسبب انشغالهم بزوجاتهم الكتابية فقد تزوجوا الكتابة ؛لاعتقادهم أنها أجمل الأبناء التي يرون فيها بنيات أفكارهم.
فها هو الفيلسوف الأعمى شاعر الفلاسفة وفيلسوف الأدباء أبو العلاء المعري،،نجده في مثاليات فلسفته وأيديولوجياتها لم يتزوج وحرم على نفسه الزواج ولحوم الأبقار واعتزل الناس في زمانه حتى لقب “رهين المحبسين”العمى والدار.
وهذه الفلسفة إنما هي نابعة من إيمان الشاعر للعيش لما يكتبه من فلسفة وشعر فترك الأمر لهذا،،وعندما توفي أبو العلاء وقف على قبره اثنان وثمانون شاعرا يرثونه،،أليس هذا الفيلسوف ترك شيئا من أجل شيء بعدين كل البعد عن الاعتقاد الفلسفي الذي يدور في ذهن أبي العلاء فلولاها ما فعل،،.فهل عزوف المرء عن الزواج أحيانا قد تكون لأسباب فلسفية أو زهدية أو كتابية.
فها هو الأديب المصري توفيق الحكيم لم يتزوج إلا بشروط قد أملاها على خطيبته قبل الزواج وجاء من بين هذه الشروط عدم تدخل زوجته في كتاباته وأعماله الأدبية.
فمن المنظور الابستمولوجي لمعرفة الأشياء الدالة على حقائقها لا ورد بلا شوك ولا نار بلا دخان.
فالواقع السوسيولوجي المرير يحتم على هواة الكتابة هويتهم حتى يكون لهم هذا الواقع مع الكتابة فتكون رقعة شطرنج يغلب فيها الخيال الواقع ثم يغلب الواقع الخيال فتكون لصالح المتألم والفائز في النهاية.
كذلك الأوضاع السيكولوجية التي تحيط بالمرء من كل جانب تخلق منه كاتبا كبيرا يحس هذا فسيولوجيًا من خلال عيشه بين ستائر هذا الوضع التراجيدي الذي لولاه ما كانت السبابة والإبهام شهادتين على ولادة كاتب.
كما يتصارع المرء للعيش في الحياة يتصارع الكاتب أيضا مع كتاباته،،فويل لمن جاء إليه في غرفته وهو بين أفكاره وخياله ومحبرته
وأقلامه يقطع عليه حبله الذي تعلق بفكره ويطفئ عليه نبراسه الذي أناره لجوه،وينغص عليه مزاجه الذي استدعاه لفكره،ويقطع الخيال الذي ربط به واقعه.
**********
كما تعبث ثلاسيميا الدم في الدم،،كل الصور التي تستوقف العقل هي أفكار وخيالات وتصورات وهواجس فلولاها ما كانت الكتابة.
فالعقل مشحون بأفكار وطاقات بحاجة إلى ترجمتها ترجمة حقيقية كتابية فلو بقي العقل هائما في خياله لحار المرء في فكره.
فالكتابة أولى العلاج الباعث على إفراغ الشحنات الفكرية الخيالية التي لو بقيت بداخل العقل كانت أشبه بأجنة ميتة في الأرحام.
ما يتصوره الإنسان بعقله يكون عالما خياليا لتصبح الكتابة مجسدة هذا الهاجس الذي يبيت بالعقل،،.فالعقل مركز الإدراكات الفكرية والعصبية والحسية.
فالكتابة كالجماع يستشف المرء منها أفكاره كما يستشف بالجماع لذته فلولا هذه الوديعة ما كان النسل والذرية،،ولولا هذا الفكر الذي يدور بالعقل ما كان العناق مع الكتابة التي تحبل بالأفكار وما يعتري المرء من تصورات.
فالعقل كالماسح الضوئي يصور لنا الأشياء جميلة براقة ثم يطبعها صورة حقيقية نتلمس فيها صورة مرآة نفوسنا التي نرى بها الأشياء أجمل شكلا
وأكثر رقة.
فنحن جميعا مصابون بثلاسيميا الكتابة،،والعلاج الناجع لهذا الداء الكتابي هو إجهاض ما يعترينا من إحساس بالألم أو الغربة أو صورة امرأة جميلة.
فالألم والحزن ومشتقاته كل ذلك يخلق جوا كتابيا جميلا ؛لأن ذاكرة المرء بالفرح تكون عاقرة أحيانا ولا تلد في كنف الكتابة ومهدها فهي خارج نطاق المخاض.
وقديما قال الفيلسوف الفرنسي أنريه دي بلزاك:
“إيقاظ الشهوة وتغذيتها وإنماؤها وإثارتها وإرضائها كل هذا يؤلف قصيدة كاملة”.
فبالكتابة نستدل على هذا من قول الفيلسوف فهم أصحاب تجارب كبيرة مع مخاض الولادة الكتابية،،إن وجود الألم في خيال العقل الهائم يجعل المرء قريبا من الكتابة،،فالمكتوي بالنار يخاف النار؛ لأنه استشعر الكي بذلك،،ومقبلات الكتابة تجربة يعشيها الكاتب في فترات صراعه وعراكه مع واقعه الأليم الذي لولاه ما كان هذا الوهج الكتابي الذي يتخذ من عقله حيزا فكريا،،فكيف لرجل يستحم بصابون جلسرين وامرأة تغتسل في ضوء القمر أن يكتبا وهما بعيدان كل البعد عن مرارة الواقع والتصارع مع العقل في معركة الأفكار.
فالفكر والخيال وليدة هذه الكتابة التي هي ترجمة مجازية لمرآة العقل بما تصوره،،إن الشعراء والأدباء هم أوائل المصابين بثلاسيميا الكتابة التي شاهدناها في أقلامهم ولسمناها في بريق عيونهم.
فهل يختمر الألم والحزن في المرء ليخرج منه كاتبا وشاعرا وأديبا
لهذا نجد نزار قباني يصف لنا هذا بأدق ما وصف
“إن أروع الآثار العالمية من شعر ورواية وموسيقى نضجت وتخمرت في رحم الحزن لذلك أعتبر الحزن معلمي وصانعي”.
إن إفراغ الطاقات الفكرية لا تكون إلا عن طريق الكتابة التي هي مراودة للعقل بما ينتج فيسري الفكر في العقل كما يسري النخب في أذهان شاربيه.
فالمرء عندما يكون في جماع مع أفكاره يكون أشبه بحالة زرقاء مع أدواته وخياله فتخرج الصورة صورة فنان عرف كيف يرسم بريشته مع تصوره لتصبح طبق الأصل عن صورته التي رسمها في مخيلته.
فالعقل ينجذب لكل شيء فمنظر امرأة جميلة حسناء تتألم يؤثر في كيمياء العقل فيقوم هرمون الدوبامين مباشرة بفرز مادة كيميائية يرتاح لها الدماغ أو يتألم لها من تصوره لهذا التصور.
فالعشق مثلا يلعب بالمرء حتى يجعله هائما مغنيا بالمحبوب فهذا كله بفعل إحساس العقل الذي صور له هذا الشعور بهذا الشعور.
فهل الكتابة نقمة أم نعمة؟
وجود المرء بين الكتابة لا يكون أمرا سهلا فالكلمات لا تأتي هكذا طواعية إليه،،فهو ليس نبيا يوحى إليه فتكون الكلمات مستساغة سهلة في تناولها
ففي بداية الكتابة يكون المرء بين نقمة ونعمة،،فالنقمة صراعه مع فكره من أجل الكتابة ومشاجرته لأقلامه،،فمرة ينضب قلم ومرة يجف قلم ومرة يغير قلما ومرة يكسر قلما،،ففي بداية كل بداية صراع لنهاية كل نهاية،،فآثار الاستغراق هياما لإملاء صفحة كتابية يكون المرء أشبه بلحد قد دفن فيه ثم خرج منه حيا فكيف تكون ملامحه،،فهي نقمة ونعمة.
فالنعمة فيها أن خرجت من النقمة بعد الفراغ منها.
فما أجمل الصراع مع الكتابة،،إما أن تصرعها وإما أن تصرعك،،والكاتب الجيد هو الذي تصرعه الكتابة وهي التي تحييه وتميته وهي التي تستدعيه لجماعها فيجامعها،،فأمر المرء في هذه الحال بين كاف الكتابة ونونها.
وكثير هم الكتاب والأدباء والفلاسفة قد تركوا الزواج بسبب انشغالهم بزوجاتهم الكتابية فقد تزوجوا الكتابة ؛لاعتقادهم أنها أجمل الأبناء التي يرون فيها بنيات أفكارهم.
فها هو الفيلسوف الأعمى شاعر الفلاسفة وفيلسوف الأدباء أبو العلاء المعري،،نجده في مثاليات فلسفته وأيديولوجياتها لم يتزوج وحرم على نفسه الزواج ولحوم الأبقار واعتزل الناس في زمانه حتى لقب “رهين المحبسين”العمى والدار.
وهذه الفلسفة إنما هي نابعة من إيمان الشاعر للعيش لما يكتبه من فلسفة وشعر فترك الأمر لهذا،،وعندما توفي أبو العلاء وقف على قبره اثنان وثمانون شاعرا يرثونه،،أليس هذا الفيلسوف ترك شيئا من أجل شيء بعدين كل البعد عن الاعتقاد الفلسفي الذي يدور في ذهن أبي العلاء فلولاها ما فعل،،.فهل عزوف المرء عن الزواج أحيانا قد تكون لأسباب فلسفية أو زهدية أو كتابية.
فها هو الأديب المصري توفيق الحكيم لم يتزوج إلا بشروط قد أملاها على خطيبته قبل الزواج وجاء من بين هذه الشروط عدم تدخل زوجته في كتاباته وأعماله الأدبية.
فمن المنظور الابستمولوجي لمعرفة الأشياء الدالة على حقائقها لا ورد بلا شوك ولا نار بلا دخان.
فالواقع السوسيولوجي المرير يحتم على هواة الكتابة هويتهم حتى يكون لهم هذا الواقع مع الكتابة فتكون رقعة شطرنج يغلب فيها الخيال الواقع ثم يغلب الواقع الخيال فتكون لصالح المتألم والفائز في النهاية.
كذلك الأوضاع السيكولوجية التي تحيط بالمرء من كل جانب تخلق منه كاتبا كبيرا يحس هذا فسيولوجيًا من خلال عيشه بين ستائر هذا الوضع التراجيدي الذي لولاه ما كانت السبابة والإبهام شهادتين على ولادة كاتب.
كما يتصارع المرء للعيش في الحياة يتصارع الكاتب أيضا مع كتاباته،،فويل لمن جاء إليه في غرفته وهو بين أفكاره وخياله ومحبرته
وأقلامه يقطع عليه حبله الذي تعلق بفكره ويطفئ عليه نبراسه الذي أناره لجوه،وينغص عليه مزاجه الذي استدعاه لفكره،ويقطع الخيال الذي ربط به واقعه.
**********
America_california@hotmail.com