فطومة! كان يدللني أبي ،صبية بين أربعة أولاد. لا يتحمل أبي النسيم البارد أن يلمس جبهتي. إذا انتهرني أحد إخوتي ،كان يقتبس قول رسول الله “”من اذي فاطمة ،اذاني””.كنت قطة البيت ،كبرت علي الدلال و الاخلاق. حفظت المعوذتين في الثالثة ،و جزء عامة في الخامسة.تفوقت في دراستي.
ماريان ، صديقتي منذ الصغر ،كانت اقل مني جمالا ،لكن روحها خفيفة كالريشة عندما يداعبها النسيم. ذهبنا و أتينا معا ،دخلنا طب الأسنان معا .
تقدم لخطبتي الدكتور عبدالله ، استاذ التركيبات الصناعية،في السنة الثانية. غمرتني الفرحة ، و فرحت ماريان لي ،جاءت يوم الخطوبة باكراً ،لتضع لمساتها علي زينتي و الفستان.
في السنة الثالثة تمت خطبة ماريان ،كانت سعيدة بخطيبها، الذي تعرفت عليه في أحدي الرحلات الكنسية ،
تزوجت عبدالله بعد إنتهاء الجامعة ،كان كرجل عصري ، متفتح الذهن ، شجعني علي استكمال الدراسات العليا.
دعتني ماريان لحفل زواجها ، فذهبت أنا و عبدالله لكنيسة القديس يوسف البتول ،غرب المدينة. كان حفلاً جميلا ، ارتدت فوق الفستان سترة كنسية ،ذهبية التطريز. بعد ساعة من الطقوس و الوصايا أنتهي الحفل و عدنا للبيت. تهاتفنا بعد فترة قصيرة ، كنت أمزح معها، ما هذه الطقوس و الوصايا ، أهو زواج ملكي؟ فضحكت وقالت لا، لا، أنه رباط مقدس.
تهاتفنا بعد عام ، أخبرتني إنها أنجبت طفلة جميلة ،بنية العينين ، دعتها چوي. ماريان كانت تحب الأسماء ذات الدلالة.
و أنا ، شاء الرحمن أن يهبني ولدين توأم ، يصغران عن چوي ثلاثة أشهر.
وفي عيد مولدي الثلاثين ، وصلتني رسالة علي الهاتف من أبن عمتي الذي يعيش بدولة شيلي ،في اميريكا اللاتينية ،يتمني لي أعواما سعيدة .
لم تروق الرسالة لعبد الله ، فتلفظ اليمين ،انت طالق ثلاث مرات ،فصدمت وبكيت . علمت ماريان بالأمر.
حزنت وبكت ماريان.