
بصعوبة بالغة تحاول فتح عينيها، تمد يدها تتحسس كوب بجانب سريرها، تشرب فلا ترتوى، في المطبخ تستند على البوتجاز وهي تصنع فنجان قهوتها الصباحية وتجلس لتشربه، تخرج على صوت المنبه.
طفلة تناديها، ترتمى بين ذراعيها، ومع كلمة ماما تعود للمطبخ تحضر أطباقا، تطعمها، تساعدها في ارتداء ملابسها … تمشيط شعرها، يستيقظ صوت آخر تتحرك، تقدم أطباقا أخرى من الطعام، أكواب …. ترتب فراغات……
توميء برأسها مودعة …. تغلق باب الشقة خلفهما …..!
*******
في حجرتها تثني مرتبة السرير القطنية وترفع الألواح الخشبية تركنها بجانب الحائط …مفترشة الأرض تفتح كراتينها … تتشمم الروائح النافذة منها ، كل كتاب يملك رائحة خاصة به وحده، الكتب القديمة ذات الأوراق الصفراء تحمل عبقًا كذلك الذى نتشممه على جدران الأبنية التاريخية، القصص والروايات لها أيضًا رائحة خاصة بما تحمل في داخلها من ورود مجففة حرصت على شرائها لنفسها منذ أيام الجامعة، كلما مشت في طريق تشترى وردة تخفيها بين طيات كتاب.
تتشبع رئتيها بعطر الكتب، تمسك قلمها المخبأ بعناية داخل مقلمة قطنية صنعتها من قصاصات فساتين ملونة لم تعد ترتديها، تترك لخيالها العنان، تكتب عن فتيات حسناوات يرتدين زى أميرات يرقصن ، عن قبلات ممنوحة، وأحضان ، ابتسامات ، ضحكات، فراشات ملونة، وزهور.
صوت المنبه يعلن انتهاءً، تغلق دفترها، تعيد الألواح لأماكنها، تعدل السرير، تذهب مسرعة إلى المطبخ …….!!!