كتب عبد العزيز أمزيان:
مجموعة نصوص شعرية للأديب المغربي عبد القادر محمد الغريبل والأديبة اللبنانية سامية خليفة الموسوم (ليس هذا رأسي ولا تلك أفكاري ) وهذا هو المنجز الثاني بعد ديوان (ديدان الأرض الطيبة ) يتضمن بين دفتيه 30نصا عدد صفحاته 72 من الحجم المتوسط صدر عن جامعة المبدعين المغاربة في حلة أنيقة لوحة غلافه للفنان المغربي محمد العلوي المحمدي كتب مقدمته الأديب المغربي المقتدر عبد العزيز أمزيان
المقدمة :شعر عبدالقادر محمد الغريبل المغربي على الرغم من أن أغلبه ينحو منحى واقعيا، بنبرة شديدة الوقع، قوية الأثر، تصور الواقع المزري لإنسان العصر، الذي عصرته المأساة، وضغطت عليه الآلام، إلا أنه يظل ينثر المجاز، بين ثنايا القصيدة، ويلقي الإستعارة بين طيات سنا الحرف، وينبع من جناته الماء، كنبع النهر، يستقر في الذاكرة، لاستقطار الدلالات، وتكثيف المرامي، ليكون في النهاية نسقا بنائيا، يعكس رؤية الشاعر للإنسان والوجود المفعم بالتراجيديات والدراما.
ملمحان يبرقان في شعر عبدالقادر محمد الغريبل، ملمح واقعي، وملمح شعري، ملمح ملموس اليد، محسوس الشكل، وملمح خيالي يتأبى على القبض، انزياحي يستعصى على السيطرة.
الشاعرة سامية خليفة من لبنان، يولد شعرها من بيئة لبنان أخضر، لكن تعلو ملامحه بعض الوجع الأصفر، والموت المعفن بمرايا الصقيع، تخرج الكلمات من روح مكلومة مجروحة، تندفع من قلب منكسر محطم، إنه بوح صارخ، ومكاشفة مدوية، تفتح النوافذ للطبيعة كي تدخل إلى جرحها، وتسمو بها في أطياف الحلم والسفر والحريق المومض…..تتلوى الروح، وتتموج عبر أثير الحياة البعيدة، تحترق، وتنعطف عبر المدى الواسع القريب من سحر الأحلام، التي تربك الشاعرة سامية خليفة، وتغرقها في ألوان من جمال العبارة، وتسحبها إلى إشكال من فن القول الحارق، المشتعل بالمجاز المفتوح-أبدا-على الهروب من زيف الواقع، والإستعارة المشرعة -دوما- على الفرار من قبح الحياة ..