الى الأميرة الخنساء
أيّها الحُب ّ ، زدني كلمات..
(خَناس ٌ) ،
مَرَّتَين ِ ذكرْت ِ صَخْرا ،
وإنّي
ذاكر ُ الأَحباب ِ عَشْرا “١”
على عَدَد ِ الصّلاة ِ
مُضاعفات ٍ
وقَد ْ زادَت ْ بنون ِ ” ٢”
الحُب ّ جَمْرا
فَمَن ْ مِنّا اشْتوى بالنّار ِ
وَقْدا ً ،
ومَن ْمِنّا آكتوى ،
بالعِشق ِ صَبْرا !
أَيا خنساء ُ ،
حُزنُك ِ في قَتيل ٍ
وَحُزْني
بالدّم ِ المَشْبوب ِ .. يَثْرى
على كُل ّ القبور ِ
عَصَرت ُ قَلْبي ..
وصدري
صار َ للخُلان ِ قَبْرا
تضافَرَت ِ الليالي داجيات ٍ
وكانت ْ نافحات ُ الحلم ً
أسرى
تَجَلّى الحزْن ُ
فآخضَرّت هموم ٌ ،
وهَسْهَسَت ِ الجراح ُ ،
فَماج َ شِعرا
تَبَخْتَر ْ أيّها الحُزْن ُ ..
تَبَخْتَر ْ ،
فقَد ضَيَّعْت ُ في مجراك َ
نَهرا
وما هامت ْ على نجواي َ
نفْسي
سِوى المحراب ِ ، والأذكار ِ..
تَتْرى
وران َ الوِقْر ُ ” ٣”
في الأحشاء ِ مُرّا ،
وَنَزفي لوّن َ الرّايات ِ
حَُمْرا
جنونا ً تحتَسي بالهجر ِ
روحي
أَعَز َّ الله ُ مثواها ،
وذكرى
فما مِن راحم ٍ يشتار ُ
ودّي
ونَبض ُ المنحَل ِ الملهوف ِ
أدرى
فيا أحلى أمانينا ،
أفيقي ،
وإلّا ماوَهَبْنا الموت َ
عُذْرا
لتَجلو َ أفقَنا بالضّوء ِ
شمس ٌ
ونَزغ ُ “٤” الرّاية السّوداء ِ ،
يَعرى
وداعا ً ما حَييت ُ ،
فلَيس َ مِنّي،
ولكن ْ مِنك ِ ..
في سُقياك ِ خَمرا .
___________________
١ _ إشارة إلى قول الخنساء
يُذَكرني طلوع ُ الشّمس ِصَخرا
وأذكره ُ لكل ّ غروب ِ شمس
٢ _ النون : من معانيها = شفرة السّيف.
٣ _ الوِقْر : الحمل.
٤ _ النّزغ : الإفساد ، و الإغراء.