فاتُ الأوانُ
أوصدتُ أبوابَ الحنينِ
محَوْتُ سكَّةَ الدَّربِ الحزينِ
و اللَّيالي الحالماتِ
حاولتُ أنْ أتحرَّرَ
من شرنقةِ الجُمودِ
و أنسى الماضيَ المُعاقَ
مُعلَّقةٌ في دواليبِ الذِّكرياتِ النَّائحاتِ
فتحتُ فَحوى القصيدِ
كي أستزيدَ …
و أُصارعَ اللَّيلَ العنيدَ
و الذِّكرياتُ المُتأرجحةُ
في طواحينِ السِّنين
تأبى الفراقَ
تتعلَّقُ آمالي
برغمِ الألمِ الذي لا يُطاقُ
العهدُ باقٍ رغمَ التَّنصُّلِ
و التَّوتُّرِ و التَّواتُرِ و الافتراقِ
فاتَ الأوانُ
أجهضتُ الجوى
و البلسمَ المعسولَ
بأجملِ الأمنياتِ
فاتَ الأوانُ
أ تعودُ البسمةُ
بعدَ الدموعِ ؟
هلْ ينجلي عامُّ الرَّمادِ
و تزدهرُ كلُّ الرُّبوعِ
و تبعدُ الأنا عنِ الذِّكرياتِ ؟
تنتثرُ مداراتُ الرَّهقِ
تجعلُني أُقهققُ في وقتِ الشفقِ
أرمي حِبالاً بالياتٍ
و أنسى شتاءً قاسياً
نمَتْ فيه عيوني مُسهَّداتٍ
فاتَ الأوانُ …
و يبقى برقُ ذكراكَ رعداً
و مطراً وابلاً
يغسلُ كلَّ لوثٍ
بعدَها أمتطي
خيولَ أيَّامي الحالماتِ
فاتَ الأوانُ …
التَّراجعُ و الأملُ الساكنُ
في كلِّ الأماكنِ
و دَّعتُ الدُّموعَ
على حوافي المآقي سافرنَ
القلبُ راضٍ ببسمتهِ الكاذبةِ
اعتلَّتِ الزَّوايا أملاً
فجرٌ جديدٌ
يرسمُ الفرحَ الهُلاميَّ
يسافرُ في كلِّ وادٍ
يتنحَّى الحزنُ عني
أغنِّي ..
أسافرُ إلى بلدِ النُّجومِ
فرحي يهلُّ
يتبدَّدُ الوجومُ
وقتٌ جديدٌ
يمضي فرحاً
بدنيا سعيدةٍ
تُشعِلُ شمسَ الأماني
تبعدُ طواحينَ الهواءِ الشَّقيَّةِ
تعاودُني الأزمانُ المخمليَّةُ
و أُعانقُ ضفائرَ أحلامي
حتَّى تهلُّ صباحاتي النديَّةُ