كنت أراه جيداً وعن كثب كما لو أنه سينفجر بعد لحضات محاصراً من كل ناحيه بالاصوات والعلامات الشنيعه يغطي وجهه الشيطاني بمسحه إنسانية مؤلمة ومتقنة بيد خفية.
لم يكن سوى إنسان في شيطانيته ومع ذلك فقد كان شيطاناً بحق.. حتى تلك الأجنحة الشفافة كانت عديمه الجدوى للخلاص من زاويه الموت التي اضطجع فيها.
كان عليه أن يرمي تلك الأوراق بوجه العيون التي لاترى سوى الأشكال والحراشف…أوراق تحكي عن القضبان وأخرى تتحدى وتموت لتذوب في زمن اللاجدوى، زمن البحث عن الأشياء عن البلورات الحياتية.
إنه يذوب في غيبوبة تشبه فلسفة قديمة وينتقل الى مرتبة ذهنية ولاهوتية بهيئة اعترافات زمنية مختصره.
الطريقه الشبحية :
يجلس أحدهم خلف طاولة العشاء بكسل ولايعرف ماذا يقول
ينساب بعض الماء فوق الطاولة
يتبلل المقعد…ياللضجر
حاول أن يلخص حياته بكلمة (معدن)
لأن أعضاؤه تقلصت كلياً وصار يشبه علبة القرطاسية
ثم إن الكرسي القديم ذا المزلاج المعدني يصدر صوتاً يجعله يشعر بأن احدهم يحاول دائماً أن يدفن رجلاً طويلاً في تابوت قصير فيضطر إلى تكسير القدمين..
دعني أريك شيئا في هذه الصفحة الثانية انظر …
ليس المهم أن تفهم شيئاً..
رغم هذا الصمت رغم هذا الألم تعلمت أن أقول حقاً وبكل صدق إن البكاء لم يعد يرعبني أنا بحاجة إلى ماهو أكثر من البكاء.
مرةً أخرى في ذلك اليوم القائض خرج وراح يحملق في ذرات التراب التي تشبه زجاجة الملح في الدولاب العالي…
يتذكر كيف أنه كان يكتشف الكلمات (المتفسخة) والكتب التي تبدو له ضيقه جداً وتافهة وكيف أنه كان يفضل الجوع على تناول وجبه مع الآخرين.. وكيف أن الجحيم هو في كل مكان من حوله..
ان لم تكن الحياه تستحق أن تعاش فإن الكتب هي الأخرى لاتستحق القراءة…
ولكن ماذا عن الفراغ الهائل الذي يشغل جوانب نفسي؟
أخبريني أيتها الروح
لماذا أرى الناس كأنهم مثل الصخور
وبما أننا كنا نجلس في مسرحية حياتي أريدك أن ترى شيئاً على الفور انظر…
قاعة مظلمة..هدوء عام يسود الجميع إلا من بعض من كائنات كانت قد نزلت من ظلمات كوكب رأسي أنا..!
يقف أحدهم فوق المسرح ويتوقف فجاه عن التمثيل بعد ان يجتاحه الملل والضجر يتحدث الى الجمهور قائلا…
هل سابقى هكذا ؟؟ هل سادور في هذه الافكار التي تحاول ان تجعل مني مجرد اله؟؟ انه التمثيل ابشع الامور
ويتحدث ممثل اخر….وانا الى متى سوف اخاطب هذه الراس الميته؟؟
يقصد راسي انا
وثالث…ورابع ..
وممثل خامس
ضجه فوق المسرح الجمهور في دهشه
ينطلق المخرج مسرعا صوب المسرح بعد ان ينتاب الممثلين هياج عام..!
يحاول انزال الستائر على مسرحيه حياتي من الأعلى.. لكن تتعلق رقبته بالحبال فيختنق وقد ارتسمت على وجهه ملامح الموت والضجر
بعد ان اُسدل الستار على مسرحيتي تذكرت كم اني اكره التمثيل والمسارح والجمهور..
لذلك هلمَ ياصديقي
لنصفق معا
نصفق بالايدي اليابسة
نصفق للفشل والدَهشة
للعَظَمه السحريه التي تخرج الى حيث لاندري
هناك سنضيع معاً سنطلب مزيدا من الماء
حيث الصراخ والحزن الطويل
في قلب اللاوعي..!