كأنه مدينة ..مدينة من كرستال اليوتوبيا .. يتعايش سلميا فيها المرئي واللامرئي ..بل هو المدينة العاصمة ..عاصمة التأمل المطلق الذي ينير قلق الميتافيزيقيا بتواز مع تطور المدنية البروسية قبل وصولها الى الذروة.
في نسيج أفقه لايتدفق سوى اعتدال الهادىء وتأمل المتأني.فقد علمنا هيغل في كل شيء ألأ نفصل الناتج عن المسير المفضي أليه والمقوم له وحسب جاك تكسية – أن توكيد اللحظة التعقلية في المسيرة الفلسفية يمكن أن يساعد على فهم هذه الفكرة العظيمة من فينومنولوجيا الروح.*
هيغل:طراز خاص من رهف فلسفي مستمر يوصله الى ألأقاصي وهو الثابت في المركز.
… :مدينة تهدم نفسها لتبنيها بقوة قوانينها المثلثة
*نفي النفي
*وحدة وصراع ألأضداد
*تحويل الكم الى الكيف.
هيغل :مدينة نابضة كالقلب،وعلى كافة البنى..مدينة دائما تطالب بتزويدها برفوف تحتمل مجلداتها.
وحده هيغل من يجعلني أتساءل هل التأمل حوار الذات مع ذاتها عبر آلآخر الذي يتماهي ذاتويا معي؟
مع هيغل وحدها الفلسفة من تخلص التأمل من ألأزدواج ويكون ذلك عبر ممحاة ألأدراك التي تمحو النقائض..وهنا يقربنا هيغل من الدين عبر هدأة التأمل وهي تستحيل بشفافية روح التقوى.
ايمان هيغل بالمطلق لادخل له بأستسلام المهزوم ..ايمان هيغل سعي دؤوب لأستيعاب حقيقة مضمونة.
وهيغل ليس مدينة على قمة جبل غائم،بل مدينة تتعايش سلميا مع مدن فلسفية تزامنت معه امثال الفلاسفة:فختة/شيلنج/ أشيلوماخر وأدباء امثال صديقه العزيز هلدرين والموسوعي غوتة ووو.
-2-
آلآن وتحديدا للجهة في هذه اللحظة من الثورة المعلوماتية الدائمة حيث(يوسع طريق المعلومات السريع نطاق السوق ألألكترونية ويجعل منها الوسيط المطلق أوالسمار الشامل /ص258- بيل جيتس) وبالطريقة هذه فعلت الثورة المعلوماتية أتصالية بين العرض والطلب من خلال تسهيل التسعير التنافسي وأتاحة المجال للسلع للأنتقال السريع من البائع الى المشتري بكفاءة متطورة وبمحدودية أحتكاك بين الطرفين وهكذا شيدت ماسوف يعرف ب(رأسمالية متحررة من ألأحتكاك).هذا الترسمل المدعوم نتيا(انترنت)، هل حقق أو اقترب من تحقيق حلم حلمه في عام 1776 العالم ألأقتصادي ألأكبر آدم سميث وكتبه في كتابه الأقتصادي الخالد(ثروة ألأمم)؟
الذي مايزال يستضاء به ضمن التراث ألأقتصادي العالمي
في مثل هذه اللحظة النتية والثورة المعلوماتية تنزع من الضوء سرعته وتزود العلم بقوة ضوئية الدفع ،حارقة من اجله مراحل من تشكيلات اجتماعية سلحفاتية السيرورة…
قوة مكنت العلم من أزاح الميتافيزيقيا التي ازاحت معها منظومة من العلوم ألأنسانية بالتدريج .وحررت اللسانيات من طوق الفلسفة.- حسب جان هيبيوليت –
في مثل هذه اللحظة…
هل ثمت متسع لفكر فلسفي محض؟
في مثل هذه اللحظة…
ألأيعتبر الكلام عن فيلسوف من عيار(هيغل) :
فنا من الفنون النادرة ولا أقول المنقرضة.
ونضع السؤال نفسه امام مرآة معينة ،لتنتج من صوغ معاكس السؤال المضاد: وهل بالتقنية والثورة المعلوماتية ونوافذ الماسنجر :يحيا ألأنسان ويؤثل ثقافة
ويفعل أتصالية مواجهة حقيقية دون عازل نتي بينه وبين سواه؟ مع مايحمله هذا العازل من حصانة ألأقنعة بتنويعاتها المشفرة ألأ تحتوي هذه الثورة ومشتقاتها ادمانات استمنائية ..لاتقل خطورتها عن مسكالين الذاكرة وجفلون آلآيروس خصوصا وهي تنافس الخلايا السرطانية في ألأنتشار واستحالة المعالجة ؟ حيث يتم تعليق العالم الخارجي ،ودسه في طية مغلقة ،لادخل لها بطية جاك ديريدا أو التعليق الفينيومولوجي للعالم حسب اموند هوسرل أثناء انشغاله بالشعور.-3-
حين يقرأ هيغل قراءة متأنية بعيدا عن اي موقف مؤدلج نكون في حيرة..:أي راتوب يليق بهذا العقل المنير؟ سوى :قمة الخاتمة الرصينة للمثالية الموضوعية .واذاكانت الأمبريالية هي أعلى مراحل ألرأسمالية، ألأيمكن ان القول ان فلسفة هيغل هي القمة ألأعلى للفكر الميتافزيقي وانه لاقمة بعد هيغل بل ثمة منحدر الى سفح الميتافيزيقيا ،وهذا المنحدر ليس من مزاعم قارىء مثلي مايزال متشبثا بوهمه الجميل ان الأنسان أثمن رأسمال ..بل يعود اكتشاف المنحدر لهيغل نفسه فقد..توصل هيغل ببصيرته الفلسفية النافذة :ان شمس الميتافيزيقيا ..قدأكتمل شفقها وكل المحاولات الميتافيزيقيا بعد هيغل .. ماتجاوزت(فينيوميولوجيا الروح) ..
شخصيا أرى ان الميتافيزيقين الذي حملوا صخرة أو نافذة الفلسفة على أكتافهم لايختلفون عن أولئك الذين يصفهم في مقدمة كتابه(فينوميولوجيا الروح) وها أنا بتحريض من الساحر المعرفي جاك ديريدا أشوه جملة هيغل واثبت تشويهي لها في المتن و ..ألأصل في الهامش
(أناس يريدون التحدث عن شيء أكثر من التحدث عما هو داخل ذلك الشي)*
هذا الكم السالب من ألكثرة الناطقة يحيلني الى كم موجب يذكره ماركس في صدد الحديث عن لودفيج فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسية :(أن الناس لايطرحون على أنفسهم الأ المسائل التي يستطيعون حلها )*
-4-
بأختصارلايشوه جمالية الجوهر بل يختزله الجمال كله في العينين ..
*مهيمنة فلسفة هيغل هي :أن مجمل التأريخ ألأنساني والطبيعي ماهو ألأتحقيقا خلاقا لكلية المطلق….
أذن كل تمظهرات:الفكري/ألأجتماعي/الطبيعي..
ضمن السيرورة التأريخية: محض تجليات لكلية المطلق المتعالي.
بالطريقة هذه يؤثل هيغل ديالكتيكا ذاتيا يتحقق في الواقع الموضوعي:للوجود/ للأنسان/للطبيعي…
ولكن اي واقع موضوعي يشيده هيغل؟ بأختصار أنه التعبير المتحقق عن كلية المطلق ..
وهنا بشىء من صلافة معرفية ،اقترض من هيغل لأهمسه وحده .. (ليس كل ماهو واقعي هو حقيقي).
-4-
كلما عدت لكتابات العالم اللغوي دوسوسير،أرى كأن مايكتبه محاولة تفصيلية خلاقة لهامش هيغل وهو يرى اللغة:(ذلك الشيء المنعكس في ذاته والعالم من خلال اللغة يكتسب معنى وأن الفكر نفسه هو الذات فضلا عن أنه الشىء الذي تدركه الذات) ضمن الميتافيزيقيا ومن خلال عدسة هيغلية : المحيط اللغوي هو الوعي
الذاتي العالمي للوجود
وأنه العقل
أو المبدأ العقلاني للكون.
-5-
(اذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في أيطاليا علينا أن نعرف مايحدث في البرازيل)..
هكذا كان يردد فقيد الكوميدية العربية الممثل الرائع(نهاد قلعي) في مسلسلة ماتعة كنا نتابعها أيام زمان..من شاشة التلفزيون قبل تلوثه تعددية الفضائيات.
وها أنا أقتفي أثر (نهاد قلعي) ،واقول من أجل معرفة قامة هيغل الفلسفية علينا ألأقتراب من ديكارت ،بأهاب سوانا وحصريا متقنعين بفكر الفيلسوف(أدمون هوسرل)…وتحديدا في كتابه (تأملات ديكارتية) ..ستتكشف لنا ألأتصالية الفينو ميولوجيا بين هوسرل/هيغل وسيكون الرابط بين الهائين، هو الفيلسوف (ديكارت)….
هوسرل وهويفعل تمثيلا غذائيا معرفيا/ ليراكم من خلاله المواد الخام لفكره الفلسفي من :ليبنتز/مين دو بيران/ برنتانو/ أشتنتف/…
لكنه لايقترض من ديكارت سوى روح المنهج الديكارتي ،ليؤثل منه منظورا فلسفيا ستكون براءة اختراعه خالصة ل(هوسرل) ..الذي يتوقف طويلا أمام الكوجيتو الديكارتي(أنا أفكر فأنا اذن موجود) لكنه لايتعامل مع هذا الكوجيتو كتميمة بل يسعى بدأب معرفي لأيجاد تبريرا لهذه الذات ألأنسانوية المفكرة
فيراها من خلال تراكم تكويني عبر مسافة زمنية لايستهان بها،ثم يقوم بفعل أركيولوجي(حفريات معرفية)،في الطبقات الجيولوجية للذات المفكرة
ومن خلال ألتنقيب الفلسفي ….تتكشف له (ألأنية المطلقة)..عن أنية قصدية وأن قصديتها هي التي تجعل من كل شعور،شعورا بشىء من ألأشياء فلا يبقى من فاصل بين الذات والموضوع..
وهاهي حفريات هوسرل المعرفية ،تجعله يغترف غرفة بكلتا يديه من نهر هيغل الدفاق بالفينيوميولوجيا والتي يرى فيها(علم الشعور)..نهرضفتاه: الذات / الموضوع.
اذا كان ديكارت شكاكا فلسفيا كبيرا بخصوص العالم الخارجي ..يتساءل هوسرل :لماذا لايتشكك بوجوده هو ذاته؟ يتساءل هوسرل ويجيب متسائلا:)أليس شعور ديكارت بوجوده دليلا على هذا الوجود؟) وكقارىء أتساءل هل بصيرة هوسرل الفلسفية قادته الى نواة أخرى وتحديدا نواة ألأرض وقد تراكمت عليها الطبقات الجيولوجية ورأى فيها صورة مكبرة لنواة أدراكنا للعالم وقد تراكمت عليه طبقات جيولوجية من طراز خاص
وبالطريقة هذه وصل الفيلسوف هوسرل الى ..(الشعورالبدئي) ليدرس البنية ألأساس لهذا الشعور.
وهنا ستحدث ألأشكالية المعرفية التالية:كيف ستكون أتصالية الحفر المعرفي والعالم الخارجي؟
يجيبنا هوسرل: من أجل دراسة البنية ألأساس للشعور
فأنه مضطر الى تعليق العالم الخارجي،وحسب هوسرل فأنه سيحصره بين قوسين ( )
بعدها التعليق سينجز اتصالية بين العالم والشعور
في هذه الحالة سينتج هوسرل دراسة مزدوجة القيمة
*ألأولى…دراسة جوانية/ خاصة تقتصر على البنية ألأساس للشعور
*الثانية….دراسة برانية/ جوانية تشتمل على :
الشعور———— العالم.
لكن هذه ألأتصالية بشقيها:اتصالية سالبة
لأن غايتها تعليق العالم
لذا سيحاول هوسرل تجاوز السلب عبر الحدس وتحديدا الحدس الفينيومولوجي حيث سيكون ألأتصال مباشر
مع ألأشياء ذاتها.
-6-
نتوقف عند ماركس وتحديدا عند (مخطوطات 1844) *وبالضبط في الفصل ألأخير من المخطوطة :(عظمة فينومنولوجيا هيغل وعظمة حصيلتها النهائية أي حصيلة الجدل السلبية كمبدأ محرك ومبدع تقوم اذن على هذا وهو أن هيجل يدرك انتاج ألأنسان لذاته من جهة ماهو حركة واقعية ويدرك ماهية العمل ويتصور ألأنسان الموضوعي الذي هو حقيقي وواقعي أي نتيجة لعمله الخاص )..حين نفكك مابين القوسين نرى أن وعي الذات هو نتيجة أنتاج ألأنسان لذاته وهي تتولد تتدريجيا من خلال الجهد والمكابدات …
واذا كان ألأنسان هو تاريخه نفسه فأن الفلسفة من حيث النظر لن تكون سوى تفهم توليد الذات بالذات – حسب جاك ألكسية –
*هيغل لم يهمل كوجيتو ديكارت (أنا افكر اذن انا موجود)..لكن أستوعبه ضمن افق استجابته مضافا أليه
المديات الجديدة التي استولدتها الفتوحات الفلسفية في عصر هيغل فأتسع الكوجيتو الديكارتي ليمتد من الفرد الى التاريخ وتصبح مفردة ذات تعني ألأبداع و(الكوجيتو ليس فردا يدرك كلية الفكرة ادراكا مجردا وانما هو ال(روح) الذي ينتج ذاته عبر تاريخه الخاص
ويعي ذاته عبر تاريخ الفلسفة)…وفي هذه الحالة نصل الى خلاصة مفادها: اذا كانت المعرفة هي معرفة ماهو موجود فأن الفلسفة تشتغل على معرفة الوجود وتحويله
وتمتاز كل فلسفة بأشكاليتها وقد تقتصر احيانا على انتاج ألأسئلة ..أما عند هيغل فأن الفلسفة هي تاريخ الفلسفة بتناقضاته المذهبية وهي انعكاس من جهة واحدة للصيرورة المتناقضة التي تتصف بها الروح. ومذهب هيغل :هو محاولة عبقرية لتوفير رؤية تركيبية للصيرورة بكليتها – حسب جاك تكسية –