جالس تحت شجرة الجميز العجوز؛ التى يتمايل أحد أغصانها مقتربَا من الأرض تاركآ ظله على مياه الترعة الكبيرة، المتفرعة من النيل، ممسكًا نايه، مرت من أمامه، حاملة إناء الحليب الذي تذهب به صباح كل يوم لمكينة الفرز؛ لفصله عن القشطة، وبعد عودتها تخضه داخل قربة مصنوعة من جلد الماعز لتحصل على الزبدة البلدى.
ألقت نظرة خاطفة، عيناه اخترقت أسفل ظهرها النحيل؛ فشعرت برجفة شديدة تيبست على إثرها قدماها، تراقصت مع عزف نايه، تمايل بها الصوت يمنة ويسره، هزها بحركات دائرية، تباطأت خطواتها مع أنين الناى الذى أنّ معه جسدها وحرك العزف شجونه، بعد أن مورست عليه سلطات الهيمنة، فأصبح مجرد دمية لا روح فيها مليئة بالثقوب كعود قصب الناى،جسدها يتبختر مع حركة أصابعه على الناي، تسير خفيفة كريشة تحلق فى الفضاء؛ تعلو وتعلو وتسبح فى رحلتها إلى السماء تدور وتدور
توقف عن العزف فجأة .
رمقته بنظرة عتاب.
وأكملت طريقها …………..!