
مقداد مسعود: *بدءا أعلن أمتناني الكبير الى صديقي الجميل الدكتور طارق العذاري،الذي أعارني نسخته الخاصة من مقالة المفكرالكبير كامل شياع..ولولا كرمه المعرفي..ماجاءت محاولتي المتواضعة هذه في الكتابة عن كتابة من لاقدرة لي على ايفاء حقه المعرفي في(غوايات الدلالة)أو في سواها من مدوناته أنه شهيد الثقافة العراقية المفكر الكبير كامل شياع.
-1-
من خلال تكرار قراءتي ل(غوايات الدلالة: على عساف ولغة مابعد اللوحة)..توصلت أخلاقيتي في القراءة،أن المفكر كامل شياع،يدعوني كقارىء الى(اعادة تشغيل جذرية لمفاهيم الخطاب السياسي وهي موضع حاجة قبل اي تفكير في تحسين مظالم الحياة السياسية/ص22)حسب كادامير وهو يقودنا في طرق هيدجر.
.. تنقلني قراءة كامل شياع،لأعمال (على عساف)التشكيلية،من مفعولية الوعي المستهلك الى فاعلية الوعي المساهم ،في انتاج (دلالة)،ذلك لأن مقالة المفكر كامل شياع،تحتوي بحد ذاتها على تراتبيات متعددة ،ممايجعل التنقيب فيها ضرورة ماتعة،ومنها يتشقق السؤال التالي:ألأيمكن أن نرى في(العالمية الثقافية)، رأس شيللة المادة ألأساس في(لوحات على عساف) وهي أيضا المادة الرئيسة في مقالة كامل شياع؟ أليست أتصالية: ألأساس/الرئيسي،هي: الوجه /القفا لمهيمنة واحدة؟فمن خلال(العالمية الثقافية) تتجلى
الفضاءات البينية لأطر مزدوجة،حيث تكون أصالتها التاريخية :موسومة بغموض معرفي وذاتها تمارس التدليل في الزمنية القلقة ،التي هي زمنية ألأنتقالي أو حالة الحاضرالمؤقتة البازغة،وتحويل العالم الى مشروع نظري،يشطر ويضاعف الخطاب التحليلي الذي
يكتنف هذا المشروع،ذلك ان سرد الرأسمالية المتأخرة
يواجه مابعد الحداثية المتشظية حسب هومي بابا.
-2-
يشيد المفكر شياع،مدونته من مفصلين:
*مفصل عام:يتسم هذا المفصل بالعمومية،يحددها مفكرنا بحقبة الحداثة ومابعدها(مع ظهور النزعة الحداثية في بداية القرن العشرين..مالت الكفة..حيث لم يعد شاغل الفنان هو تمثيل العالم الخارجي وانما كيفية التمثيل) ..ويعني بذلك تحولات الكم الى كيف ضمن قوانين الديالكتيك .والكيفية الجديدة تتسم بوظيفة مغايرة
لما كانت عليه اذ(الفن أصبح موضوع نفسه وليس وسيلة لمحاكاة مظاهرالواقع أو أعادة انتاج قيم جمالية أو أجتماعية)..وهذا يعني أن الفن أكتسب صفتين جديدتين أو أرتكب أنزياحين مغايرين :
*أزاح الفنان وظيفة المحاكاة الفنية.
*أزاح/توقف من جديد:الجمالي/ألأجتماعي ومن جراء ذلك ،تولدت صيرورة فنية وهي (الفن: موضوع نفسه)
لايكتفي المفكر شياع بالتعميم،فهو يجزىء نزعة الحداثة عبر تحقيبها،فألأنزياح المزدوج،جاءت به التكعيبية والتجريدية وتألق رغم دخان مدفعية بداية القرن العشرين حتى(سنوات الخمسينات وماتلاها)،والتي تمثل
مابعد الحداثة وهنا تبدأ حقبة جديدة شهدت ظهور(أتجاهات البوب آرت وألأساليب ألأختزالية ومابعد الحداثة) ألأمر الذي فعل (نفي النفي) بفعل قنونة
من خلال ازاحة ألأنزياح الذي جاءت به(التكعيبية) (والتجريدية) وعلى حد قول المفكر شياع(جلبت انقلابا على فكرة الفن اللاتمثيلي الخالص وأستعادت تحدي الطليعيين لماهية العمل الفني).
لكن الفن لم يعد كما كان قبل نزعة الحداثة بل أصبح (لايناجي روحا خلف المحسوسات بل يقف بين قبول او رفض ازاء عالم متشيء لاروح فيه ولا يستمد مفرداته من الطبيعة بل مما يتيحه عالم مغرق بالمنتجات الثقافية من أشياء مصنعة أو من بقاياها ولعله بأعادته عرض ألأشياء كما هي يعمق معناها وصولا الى مخالفتها فيحقق بذلك تاريخيته) ..نلاحظ هنا أن المفكر كامل شياع يقوم بعملية شخصنة لحالة الفن فهو مقيد الحراك بين القبول والرفض وهذا ألأمر يخلع على الفن:
*صفة الحيادية.
*كما أنه لايضيىء ريشته بألألوان الطبيعية
*الفن هنا يتبضع من سوق سواه من من فضائه ألأزرق،لذا فأن ألأنزياح هنا أكثر شراسة،أنه يكرر
انتاج الغير بذريعة تعميق المعنى ،أنه يستمد مفرداته من (عالم مغرق متشيىء بالمنتجات الثقافية من أشياء مصنعة أو من بقاياها ولعله بأعادته عرض ألأشياء كما هي يعمق معناها).؟!
-2-
كقارىء للنص لاأعرف كيف يعمق هذا المعنى،وستكون ذريعة التعميق متمرحلة بمرحلتين:
*(وصول الى مخالفته)
*(فيحقق بذلك تاريخيته)
ويمكن رؤية ألأمر كالتالي:
*منتج ثقافي—- مصنع— اعادة انتاج —
— لغرض تعميق المعنى =المخالفة = تحقيق المعنى.
ثم ينتقل المفكر شياع الى المفصل الثاني وهو
*المفصل الخاص
الخاص: من حيادية هذا العام/المفاهيمي والمتمثل بالوقوف بين الرفض والقبول..نصل الى الخاص لدى الفنان العراقي/البصري علي عساف/تولد1950 بصرة،درس الفنون الجميلة في بغداد ثم في 1973 في روما أكمل دراسته في مجال الرسم ومايزال في روما.
..الخاص لدي الفنان علي عساف وكما يشخصه المفكر شياع،يتصف بأزدواج قيمي فهو(مع/ضد) بالنسبة لمنجزمابعد الحداثة..
واذا كانت العائلة(هي مبدأ لبناء الواقع ألأجتماعي)حسب بياربورديو*فأن هذا المبدأ في الوقت نفسه(غيرمشترك لدى كل العاملين ألأجتماعين بصورة ما)..وفي لوحة الفنان علي عساف،ألمس المشترك الوحيد بين :هو/أنا الرسام،هي السماء ألأولى والمفترق ألأساس هو:الكثرة (هم) والسواد هو (ألأنا) ..ال(هم)
بالتراص ألجماعي،في حين تشير ألأنا الى عزلتها وتفردها واذا كانت العائلة:(واقع يتجاوز ويتعالى على افراده وشخصيته فوق الشخصيات مزودة بحياة وروح عامة وبنظرة خاصة عن العالم) واذا كانت مجالا اجتماعيا منفصلا ..وظيفته: صيانة الحدود وتوجيهها على وفق أتصالية التضاد:بين داخل مقدس/سري/مغلق ألأبواب…
وبين خارج/معلن /مجرد/ من التابوات(جمع تابو/محرم)..فأن الفنان علي عساف كما يرى كامل شياع :يتمرد على المقدس ألأسري/على المغلق ..
ويرد على التعالي ألأسري..بتجاوز فرداني/أنفصالي..
من خلال القطع الذي تشير اليه اللوحة،حيث وضعت الى جانب الشجرة المجاورة للعائلة. والتي شخصها المفكر شياع:كأنقطاع عن تواصل أسري.وهو انقطاع لايطمح الى تأسيس ثان من خلال شجرة العائلة بل هو موجود (كفرع لاتربطه علاقة بأصل رمزي) كما أن هذا المنقطع/الفنان لايرغب أن يكون أصلا لمن سيعقبه
في دورة الحياة.
-3-
السيرة التي يرسمها علي عساف من منظور حداثي وبطريقته الخاصة،يستلمها المتلقي كصورة لاتخلو من تشفير(شفرة)، فتستفز استجابته وتطالبه بأعادة تشغيل جذرية لحداثته، ذلك لأن(قوى اللوحة تميل الى ألألتفات
نحو مكان العينين..وألأيد التي ترسم تظل غير مرئية/ص252/ هيو سلفرمان).
في تكرار القراءة أكتشفت كقارىء أن استغراق كامل شياع العميق بموضوعه لايقتصر على لوحات علي عساف،وانما يستغرق ايضا بزمن اللوحات،بعد تكاملها كنص ابداعي.
للزمن هنا أهمية كبرى،لأنه زمن حروب الطاغية،أنه حقا استغراق في أن نرى أليها كعلاقة ديالكتيكية بين سبب ونتيجة…وأنا كقارىء لأنتاج الفنان علي عساف
من خلال نص ابداعي متفرد أنتجته أستجابة المفكر كامل شياع أرى اليه بمحدودية فهمي الشخصي ذلك لأن(محدودية الفهم هي الطريقة التي من خلالها يجد الواقع والمقاومة والعبث واللامعقولية شرعيتها فالمرء
الذي يأخذ هذه المحدودية عليه أن يأخذ حقيقة التأريخ
بجدية/ص28) حسب كادامير.
-4-
وهو يقيم منجز الفنان الكبير علي عساف،يتساءل المفكر الكبير كامل شياع:
*ألأتبدو رؤيته الملتزمة على طرف نقيض مع شكل تحققها؟
*ألأتخذل فكرة العمل جمالية ألأسلوب بمعناها التقليدي؟
*كيف يمكن لرسالة سياسية ساخنة أن تقدم نفسها بطريقة شبه متجردة وباردة؟
*ما العبرة من صب قلق الفنان في أشكال لاتخلو من الذاتية والحميمية وتتخذ من الصور والمواد الجاهزة والرموز المتشبثة دليلا على حال ألأنسان في عالم اليوم.
أن هذا النسق الرباعي من التساؤلات،يسلط الضوء على أتصالية التضاد بين ألأجراءات الفنية المستعملة وتفعيل
دلالة اللوحة،لدى المتلقي لاالعادي بل مابعد العادي المزود بحمولات وعي ثقافي متقدم،ثم تأتي ألأجابة على
هذه ألأشكالية عبر العودة الى ألأصل الذي نهل منه الفنان الكبير علي عساف،لنكون بعدها على مشارف
(ألأقتراب من فهم هذا اللاتوافق الظاهر)،ثم نقبض على النواة قبل تشظيها أعني(نقطة ألألتقاء بين ألأساليب المفاهيمية المعاصرة) وتراث(مارسيل دوشمان) ومن خلال تفعيل اتصالية: النواة/الشظايا..يتم(نزع الهالة شبه المقدسة عن العمل الفني وفضح علاقة ألأغتراب التي تشده الى المشاهدة) هكذا يرى العلاقة المفكر كامل شياع بعد أن يوصلنا الى نسق ثلاثي من ألأنزياحات
*تزيح القيمة المادية :شفافية المضمون
*تزيح فكر المشاهد: استجابته العاطفية
* تزيح كينونة الفنان : بعده الرؤيوي
ولايتوقف المفكر شياع عند هذا الجدارولايتراجع بل يحفره ليؤسس ثغرة نرى من خلاله: أن التمرد الذي
دعى أليه(مارسيل دوشمان) هو بحق تمرد ملون مبهج
وهو ضد:الجمالي/المؤسساتي وضد قيم السائد والنمطي
أن هذا التمرد بأزدواجه القيمي :أعاد ألأعتبار وبطريقة غير مقصودة ومتناقضة ظاهريا الى البعد ألأجتماعي
للفن ولكن..بثمن لايقل عن الغاء الفن لصفته كفن على حد قول المفكر الكبير كامل شياع.
*الثبت ..
1- كامل شياع/غوايات الدلالة..علي عساف ولغة مابعد اللوحة/مجلة أبواب/العدد 18/خريف 1980
2-هانز جورج كادامير/طرق هيدغر/ت:حسن ناظم وعلي حاكم صالح/ط1/2007/دارالكتاب الجديد/الجماهيرية الليبية.
3-هومي بابا/موقع الثقافة/ت:ثائر ديب/المركز الثقافي العربي/ط1/2006
4-بيار بورديو/أسباب عملية اعادة النظر بالفلسفة/تعريب انو مغيث/ليبيا/ط1/1997
5- هيو سلفرمان/نصيات بين الهيرمنيوطيقا والتفكيكية/ت حسن ناظم وعلي حاكم/المركز الثقافي/بيروت/ط1/2002
-1-
من خلال تكرار قراءتي ل(غوايات الدلالة: على عساف ولغة مابعد اللوحة)..توصلت أخلاقيتي في القراءة،أن المفكر كامل شياع،يدعوني كقارىء الى(اعادة تشغيل جذرية لمفاهيم الخطاب السياسي وهي موضع حاجة قبل اي تفكير في تحسين مظالم الحياة السياسية/ص22)حسب كادامير وهو يقودنا في طرق هيدجر.
.. تنقلني قراءة كامل شياع،لأعمال (على عساف)التشكيلية،من مفعولية الوعي المستهلك الى فاعلية الوعي المساهم ،في انتاج (دلالة)،ذلك لأن مقالة المفكر كامل شياع،تحتوي بحد ذاتها على تراتبيات متعددة ،ممايجعل التنقيب فيها ضرورة ماتعة،ومنها يتشقق السؤال التالي:ألأيمكن أن نرى في(العالمية الثقافية)، رأس شيللة المادة ألأساس في(لوحات على عساف) وهي أيضا المادة الرئيسة في مقالة كامل شياع؟ أليست أتصالية: ألأساس/الرئيسي،هي: الوجه /القفا لمهيمنة واحدة؟فمن خلال(العالمية الثقافية) تتجلى
الفضاءات البينية لأطر مزدوجة،حيث تكون أصالتها التاريخية :موسومة بغموض معرفي وذاتها تمارس التدليل في الزمنية القلقة ،التي هي زمنية ألأنتقالي أو حالة الحاضرالمؤقتة البازغة،وتحويل العالم الى مشروع نظري،يشطر ويضاعف الخطاب التحليلي الذي
يكتنف هذا المشروع،ذلك ان سرد الرأسمالية المتأخرة
يواجه مابعد الحداثية المتشظية حسب هومي بابا.
-2-
يشيد المفكر شياع،مدونته من مفصلين:
*مفصل عام:يتسم هذا المفصل بالعمومية،يحددها مفكرنا بحقبة الحداثة ومابعدها(مع ظهور النزعة الحداثية في بداية القرن العشرين..مالت الكفة..حيث لم يعد شاغل الفنان هو تمثيل العالم الخارجي وانما كيفية التمثيل) ..ويعني بذلك تحولات الكم الى كيف ضمن قوانين الديالكتيك .والكيفية الجديدة تتسم بوظيفة مغايرة
لما كانت عليه اذ(الفن أصبح موضوع نفسه وليس وسيلة لمحاكاة مظاهرالواقع أو أعادة انتاج قيم جمالية أو أجتماعية)..وهذا يعني أن الفن أكتسب صفتين جديدتين أو أرتكب أنزياحين مغايرين :
*أزاح الفنان وظيفة المحاكاة الفنية.
*أزاح/توقف من جديد:الجمالي/ألأجتماعي ومن جراء ذلك ،تولدت صيرورة فنية وهي (الفن: موضوع نفسه)
لايكتفي المفكر شياع بالتعميم،فهو يجزىء نزعة الحداثة عبر تحقيبها،فألأنزياح المزدوج،جاءت به التكعيبية والتجريدية وتألق رغم دخان مدفعية بداية القرن العشرين حتى(سنوات الخمسينات وماتلاها)،والتي تمثل
مابعد الحداثة وهنا تبدأ حقبة جديدة شهدت ظهور(أتجاهات البوب آرت وألأساليب ألأختزالية ومابعد الحداثة) ألأمر الذي فعل (نفي النفي) بفعل قنونة
من خلال ازاحة ألأنزياح الذي جاءت به(التكعيبية) (والتجريدية) وعلى حد قول المفكر شياع(جلبت انقلابا على فكرة الفن اللاتمثيلي الخالص وأستعادت تحدي الطليعيين لماهية العمل الفني).
لكن الفن لم يعد كما كان قبل نزعة الحداثة بل أصبح (لايناجي روحا خلف المحسوسات بل يقف بين قبول او رفض ازاء عالم متشيء لاروح فيه ولا يستمد مفرداته من الطبيعة بل مما يتيحه عالم مغرق بالمنتجات الثقافية من أشياء مصنعة أو من بقاياها ولعله بأعادته عرض ألأشياء كما هي يعمق معناها وصولا الى مخالفتها فيحقق بذلك تاريخيته) ..نلاحظ هنا أن المفكر كامل شياع يقوم بعملية شخصنة لحالة الفن فهو مقيد الحراك بين القبول والرفض وهذا ألأمر يخلع على الفن:
*صفة الحيادية.
*كما أنه لايضيىء ريشته بألألوان الطبيعية
*الفن هنا يتبضع من سوق سواه من من فضائه ألأزرق،لذا فأن ألأنزياح هنا أكثر شراسة،أنه يكرر
انتاج الغير بذريعة تعميق المعنى ،أنه يستمد مفرداته من (عالم مغرق متشيىء بالمنتجات الثقافية من أشياء مصنعة أو من بقاياها ولعله بأعادته عرض ألأشياء كما هي يعمق معناها).؟!
-2-
كقارىء للنص لاأعرف كيف يعمق هذا المعنى،وستكون ذريعة التعميق متمرحلة بمرحلتين:
*(وصول الى مخالفته)
*(فيحقق بذلك تاريخيته)
ويمكن رؤية ألأمر كالتالي:
*منتج ثقافي—- مصنع— اعادة انتاج —
— لغرض تعميق المعنى =المخالفة = تحقيق المعنى.
ثم ينتقل المفكر شياع الى المفصل الثاني وهو
*المفصل الخاص
الخاص: من حيادية هذا العام/المفاهيمي والمتمثل بالوقوف بين الرفض والقبول..نصل الى الخاص لدى الفنان العراقي/البصري علي عساف/تولد1950 بصرة،درس الفنون الجميلة في بغداد ثم في 1973 في روما أكمل دراسته في مجال الرسم ومايزال في روما.
..الخاص لدي الفنان علي عساف وكما يشخصه المفكر شياع،يتصف بأزدواج قيمي فهو(مع/ضد) بالنسبة لمنجزمابعد الحداثة..
واذا كانت العائلة(هي مبدأ لبناء الواقع ألأجتماعي)حسب بياربورديو*فأن هذا المبدأ في الوقت نفسه(غيرمشترك لدى كل العاملين ألأجتماعين بصورة ما)..وفي لوحة الفنان علي عساف،ألمس المشترك الوحيد بين :هو/أنا الرسام،هي السماء ألأولى والمفترق ألأساس هو:الكثرة (هم) والسواد هو (ألأنا) ..ال(هم)
بالتراص ألجماعي،في حين تشير ألأنا الى عزلتها وتفردها واذا كانت العائلة:(واقع يتجاوز ويتعالى على افراده وشخصيته فوق الشخصيات مزودة بحياة وروح عامة وبنظرة خاصة عن العالم) واذا كانت مجالا اجتماعيا منفصلا ..وظيفته: صيانة الحدود وتوجيهها على وفق أتصالية التضاد:بين داخل مقدس/سري/مغلق ألأبواب…
وبين خارج/معلن /مجرد/ من التابوات(جمع تابو/محرم)..فأن الفنان علي عساف كما يرى كامل شياع :يتمرد على المقدس ألأسري/على المغلق ..
ويرد على التعالي ألأسري..بتجاوز فرداني/أنفصالي..
من خلال القطع الذي تشير اليه اللوحة،حيث وضعت الى جانب الشجرة المجاورة للعائلة. والتي شخصها المفكر شياع:كأنقطاع عن تواصل أسري.وهو انقطاع لايطمح الى تأسيس ثان من خلال شجرة العائلة بل هو موجود (كفرع لاتربطه علاقة بأصل رمزي) كما أن هذا المنقطع/الفنان لايرغب أن يكون أصلا لمن سيعقبه
في دورة الحياة.
-3-
السيرة التي يرسمها علي عساف من منظور حداثي وبطريقته الخاصة،يستلمها المتلقي كصورة لاتخلو من تشفير(شفرة)، فتستفز استجابته وتطالبه بأعادة تشغيل جذرية لحداثته، ذلك لأن(قوى اللوحة تميل الى ألألتفات
نحو مكان العينين..وألأيد التي ترسم تظل غير مرئية/ص252/ هيو سلفرمان).
في تكرار القراءة أكتشفت كقارىء أن استغراق كامل شياع العميق بموضوعه لايقتصر على لوحات علي عساف،وانما يستغرق ايضا بزمن اللوحات،بعد تكاملها كنص ابداعي.
للزمن هنا أهمية كبرى،لأنه زمن حروب الطاغية،أنه حقا استغراق في أن نرى أليها كعلاقة ديالكتيكية بين سبب ونتيجة…وأنا كقارىء لأنتاج الفنان علي عساف
من خلال نص ابداعي متفرد أنتجته أستجابة المفكر كامل شياع أرى اليه بمحدودية فهمي الشخصي ذلك لأن(محدودية الفهم هي الطريقة التي من خلالها يجد الواقع والمقاومة والعبث واللامعقولية شرعيتها فالمرء
الذي يأخذ هذه المحدودية عليه أن يأخذ حقيقة التأريخ
بجدية/ص28) حسب كادامير.
-4-
وهو يقيم منجز الفنان الكبير علي عساف،يتساءل المفكر الكبير كامل شياع:
*ألأتبدو رؤيته الملتزمة على طرف نقيض مع شكل تحققها؟
*ألأتخذل فكرة العمل جمالية ألأسلوب بمعناها التقليدي؟
*كيف يمكن لرسالة سياسية ساخنة أن تقدم نفسها بطريقة شبه متجردة وباردة؟
*ما العبرة من صب قلق الفنان في أشكال لاتخلو من الذاتية والحميمية وتتخذ من الصور والمواد الجاهزة والرموز المتشبثة دليلا على حال ألأنسان في عالم اليوم.
أن هذا النسق الرباعي من التساؤلات،يسلط الضوء على أتصالية التضاد بين ألأجراءات الفنية المستعملة وتفعيل
دلالة اللوحة،لدى المتلقي لاالعادي بل مابعد العادي المزود بحمولات وعي ثقافي متقدم،ثم تأتي ألأجابة على
هذه ألأشكالية عبر العودة الى ألأصل الذي نهل منه الفنان الكبير علي عساف،لنكون بعدها على مشارف
(ألأقتراب من فهم هذا اللاتوافق الظاهر)،ثم نقبض على النواة قبل تشظيها أعني(نقطة ألألتقاء بين ألأساليب المفاهيمية المعاصرة) وتراث(مارسيل دوشمان) ومن خلال تفعيل اتصالية: النواة/الشظايا..يتم(نزع الهالة شبه المقدسة عن العمل الفني وفضح علاقة ألأغتراب التي تشده الى المشاهدة) هكذا يرى العلاقة المفكر كامل شياع بعد أن يوصلنا الى نسق ثلاثي من ألأنزياحات
*تزيح القيمة المادية :شفافية المضمون
*تزيح فكر المشاهد: استجابته العاطفية
* تزيح كينونة الفنان : بعده الرؤيوي
ولايتوقف المفكر شياع عند هذا الجدارولايتراجع بل يحفره ليؤسس ثغرة نرى من خلاله: أن التمرد الذي
دعى أليه(مارسيل دوشمان) هو بحق تمرد ملون مبهج
وهو ضد:الجمالي/المؤسساتي وضد قيم السائد والنمطي
أن هذا التمرد بأزدواجه القيمي :أعاد ألأعتبار وبطريقة غير مقصودة ومتناقضة ظاهريا الى البعد ألأجتماعي
للفن ولكن..بثمن لايقل عن الغاء الفن لصفته كفن على حد قول المفكر الكبير كامل شياع.
*الثبت ..
1- كامل شياع/غوايات الدلالة..علي عساف ولغة مابعد اللوحة/مجلة أبواب/العدد 18/خريف 1980
2-هانز جورج كادامير/طرق هيدغر/ت:حسن ناظم وعلي حاكم صالح/ط1/2007/دارالكتاب الجديد/الجماهيرية الليبية.
3-هومي بابا/موقع الثقافة/ت:ثائر ديب/المركز الثقافي العربي/ط1/2006
4-بيار بورديو/أسباب عملية اعادة النظر بالفلسفة/تعريب انو مغيث/ليبيا/ط1/1997
5- هيو سلفرمان/نصيات بين الهيرمنيوطيقا والتفكيكية/ت حسن ناظم وعلي حاكم/المركز الثقافي/بيروت/ط1/2002