
1-
سَيِّدَتي
أَيَّتُها البَوْصَلَةُ الْمَشْدودَةُ
نَحْوَ الزَّمنِ اليابسِ
والزَّمَنِ الْمُنْشَطِرِ
بَيْنَ فُصولِ الأُكْذوبَةِ
والزَّبَدِ
والزَّمَنِ الْمَخْضوبِ
بِلَوْنِ الضَّحَكاتِ الْموجِعَة
والأَصْباغِ الْخُرْسِ
وَبالْمَحْوِ…
أَعْتَرِفُ الآنَ أَمامَ مَراياكٍ
وَأَوْراٌقِ التّوتِ
وَهذا الْجَسَدِ الوارفِ
والْمَعْجونِ بِأَلْفِ يَدٍ
وَالْمَنْذورِ لِطولِ الَّليْلِ..
بِأَنَّكِ أَحْسَنِتِ التَّمْثِيلَ
كَانَ الدَّوِرُ يَلِيقُ بِكِ
أَتْقَنْتِهِ
صَفَّقَ الْجُمْهُورُ طَوِيلاً،
صَفَّقَ…
حَتّى سَقَطَتْ كُلُّ الأَقْنِعَةِ الاثنا عَشَرَة
زَالَ الْمِكْيَاجُ
فَبَانَ الْوَجْهُ الْمَجْذُورُ
وَمَا تَحْتَ الْجِلْدِ
وكل قشورِ الجَسدِ الملفوفةِ
بالزيفِ
وبالخيشِ.
2-
سَيِّدَتي….
أَيَّتُهَا الْمَسَيَّجَةُ بِالزَّمَنِ الْمُغْتَالِ
وَبِالْحاءِ
وَبِالأَلْعابِ الْمَسْـورَةِ
وَاللغَةِ الْمَسْلولَةِ
أَنْبَأَني الْعَرَّافُ
قُبَيْلَ لْقاكِ
بِأَنكِ بَارِعَةُ فِي التَّمْثِيلِ
بَارِعَةُ فِي الْكَذِبِ
بَارِعَةٌ فِي الْغَدْر
وَبارِعَةٌ في فِعْلِ الحُبِّ…ِ
فَمَا صَدَّقْتُ
وَرُحْتُ أُعَانِق فِيكٍ حُلْماً
مَطْرُوزاً
بِخُيُوطٍ سَرَاب.
3-
سَي
تَمْثِيلكَ هَذَا
أَدْخَلَني غاباتِ الْحُلمِ الأَخْضرِ
وَالضوْءِ الْمورِقِ…
في رَمْشةِ عَيْنٍ
أَخْرَجَنِي
عَذَّبَنِي
ضَيَّعَنِي
زَرَعَ الْحُزْنَ بِقَلْبي
وَأَضاعَ الـدِّرْبَ
أَضاعَ الْحرْفَ
أَضاعَ الْعُمْرَ…
وَشَرَّدَني
4-
سَيِّدَتي
أَيَّتُها الْمَوْشومةُ بِالنَّارِ
وَبِالأَصْباغِ الْخُرْسِ
وَبِاللوْنِ الْموجِعِ
لاَ تَنْتَفِخي كَالطّاووسِ
كُلُّ تَفاصيلُـكِ أَعْرِفُهَا
نَبْضاً نَبْضاَ
حَرْفاَ حَرْفاً
أَعْرِفُ نَهْدَيْكِ
فَفي نَبْعِهِما تَوَضَّأْتُ
وَأَطْفَأْتُ حَرِيقي،
عطشي،
أَعْرِفُ صَدْرَكِ
فَعَلى رَبْوَتِهِ غَنَّيْتُ
وَأَقَمْتُ صَلاَتي
أَعْرِفُ مِلْحَكِ
قَمْحًكِ
عُشْبكِ
فاكِهَتُك…
5-
سَيِّدَتي
أَيَّتُها الْمُحَمَّلَةُ
بِعَلاَماتِ اسْتِفْهام
كَمْ يَكْفيكِ مِنَ النَّارِ
مِنَ الْجُثَثِ
كَيْ تَغْتَسِلي.