في ضحى يوم ٍ جديدٍ، تثاءبَ فريدُ واقفاً أمام الشّاشة، كانت تعرض أخباراً عن الوباء الذّي حلّ على المدينة؛ بلغ عددُ الإصابات خمسين إصابةً، وأربع وفيّات ومنشور أعلى الشّاشة – خليّك في البيت -.
فتحَ فريدُ الباب إلى الحديقةِ الصغيرةِ، ينظر إلى الأعشاب تلمعُ عليها قطرات الماء. رفع رأسه إلى الازهار الجميلة قال متلعثماً:نحن نبقى في البيوت مِنْ اجلِ سلامتنا، وهنا مرّت قِطّة سمعت كلامه لتقول له، انتمْ في الحجر الصّحي؛ وأنا وقِطط المحلّة نتجوّل في الّشارع… ميو… ميو..، وهناكَ كلب ُ يراقبنا. فقالَ لها فريدُ :منذ أكثر مِنْ شهرينِ ونحنُ في بيوتنا نخاف مِن المرض الذّي يسمّى كورونا! ردّتْ عليه القِطّة :قلوُبنا معكم، ولا ننسى بقيّة طعامكم لنا. وفي لحظة مرّ عصفور ينقر على الأرض قائلاً:أتسمحُ لي بالكلام.ِ؟ قال فريد:تفضّل يا عصفور لكَ الجوّ والبرّ، ردّ العصفور :لا تحسدني فأنا معكم في حجركم الصّحي، وبصوتي الجميل قد تنسون المللَ، هي أزمةُ وتنتهي ابتسمو ا للحياةِ مِثلنا حينما نواجهُ الأخطارَ مِنْ صيْدِكم القاتل لنا، هي أيامُ جديدةُ عليكمْ، ونحنُ أحرارُ في الهواءِ الطّلقِ. لا تغتر يا عصفورُ ربّما يصيُبك المرضُ ردّ فريد ُ. واجابَ العصفورُ كُلنا نمّر بالاذى ونحسّ بالالمِ أنا اشفقُ عَليكم.
قطعتِ الفراّّشةكلام العصفور تقفُ على زهرةٍ حمراءٍمخاطبة فريد:أتسمح لي بالكلام يا فتى الحديقةِ، ردّ فريد بكلّ سرورٍ لك فراشتي الجميلة قالتْ وهي تتنّقل ُ على الازهارِ :هو إختبارُ لكمْ كي تصبروا. ردّ فريدُ كلامك جميك مِثلك، قالتْ ولا تنسى قطف الازهارِ على الأرض ها… لماذا؟
قال فريدُ لها :صحيحُ وهو عملُ لا فائدةَ منه، ولكن ْ نحنُ نعيشُ أزمةَ مرضِ كورونا فماذا تقولينَ؟ ردّت الفراشة:انا في تحليقي لا انساكم يامَنْ تعشقونَ العطورَ، ادعو لكمْ بالصّحة،ومشتِ القِطّة سريعاً، وطار العصفور، وزادتِ الفراّشةُ تحليقها في يوم جميل.
هيّأفريد نفسَهُ ليدخلَ إلى البيتِ، وهو يشكُرُ القِطّةََ، والعصفورَ، والفراشةَ، لقضاءِ يومٍ جديدٍ مَعهُ، كانَ الفرحُ على وجههِ ظاهراً ليخبرَ اهلَهُ عَنْ حُبّ الأحياء الأُخرى لحياتناعلى هذهِ الأرضِ الواسعةِ.