(عن السّيّـاب في ذكراه)
وسيقرؤونكَ قريةً يوماً أضاءتْ عالماً
ثمّ انزوتْ ، وسيحبســـونكَ في قناني
من دمٍ كانتْ تعلّقُها المشــافي ، سوف
يختصرونَ خُطوَكَ عابــــرَ الأزمانِ في
عَثَراتِ عُكّازٍ ، وســوف تدورُ رؤوسُهم
بحدودِها الدّنيـــا فتقصُرُ عن حدودِكَ ،
سوف يقتنصونَ إلاّ الريـــــــحَ والمطرَ
المسافرَفيكَ من غيم إلى غيمٍ وسوف
يقولُ رائدُهم بأنّ محطــةً لاتحتويكَ ،
يمطُّ من شفتيهِ، ألستَ معادلَ التغييرِ
تقدحُ في الهشيمِ النـــــارَ ، تُومضُ في
البروقِ وتُطعمُ الظلماتِ آلافَ الشموعِ ،
فكيف تحضرُ في مــــراثٍ أهلُها موتى ،
وباسم الشعرِ يجترحــــــونَ موتَكَ كي
يعيشوا لم تمُتْ جيكورُ فيكَ ولم تمُتْ
فيها، ولن يطوي شراعَ سفينِهِ السّيابُ
يُبحرُ في عُبابِ الموجِ من منفـــى إلى
منفـــــى ، ومن غيمٍ إلى مطرٍ لتخضرّ
المرابعُ ، عمرُهُ يمتــدُّ في ميلادِ سنبلةٍ
وفي رعــــدِ الســــواحلِ وهي تختزنُ
البروقَ ، تفضُّ عنها ختمَها قبَضـــــاتُ
آلافِ السواعدِ ، وهي تهتفُ ياعـــراقُ
ويهطلُ المطرُ…