وصلَ احمدُ إلى النَّهر، نظر َ إلى الاْمواج التَّي ترتطمُ بالْجدار الْقديمِ، تقذفُ الْقناني الفْارغة وملابسَ رثّة تنتفخُ منِ الْمياه التي تتلاعبُ بها.!
كانَ احمدُ قد سمِعَ كلاماً من اخيهِ يحذّرُهُ منِ النزولِ إلى الْنهر لكثرة ما يتركُ منِ الاوساخِ في الْمدّ والْجزرِ، كانَ يخافُ عليهِ انْ يغرقَ في النهر، ولكنْ ما الذَّي يُريدُهُ من وقوفه قربَ النهرِفهو لا يريدُ النُّزهةَ في الْقواربِ التي تجذفُ الْمياه في طريقِ طويل عندَ شمس الأصيل تُلقي خيوطها الصَّفراء على النَّهر ليُظهرَ بريقَها. سؤالُ واحدُ اوصل اخمد إلى النهر حينَ سمع معلمته انَّ حيواناً مائياَ في الْبحار والاْنهارالْكبيرةِ لا قلبَ ولا اعصابَ له. تذكّر اقوالَ زملائهِ في الصّفِ.
_قال الاْوّلُ:كيفَ يعيشُ هذاْ الْحيونُ؟
_قال الثَّانيُ:مَنْ هوَ؟
_الثالث:لم نسمعْ بهِ. س
َكانَ احمدُ يترقّبُ ما يصدرُ مِنْ معلمته عن الحيوان المائيِ، ولكنْ لا جوابَ من احدِهم بعدَ انْ اعلنتْ عن زيادةٍ في الدَّرجات.
اخذَ احمد يفتّشُ جانبَ النهرِ عن الحيوان، ولم يرَ شيئاً قال:اينَ ساجدُ ما سألتْ عنه معلمتي.! لا شيء أمامي من الحيوانات.! إقتربَ منْهُ سائقُ القارب قائلاً له: هل تنتظرُ أحداً هنا؟
_لا.. لا.
_اتُريدُ نزهة في القاربِ لقاءَ مالٍ قليلٍ؟
_لا.
_ماذا تريد إذن؟
حكى احمدُ لسائقِ القارب عن رغبته في إكتشاف الحيوان المائي الذّي لا قلبَ له ولا اعصابَ. اخذ السّائقُ ينظرُ إلى النهر بينَ الْمدّ والجزر، شاهدَ جسماً اخضرَ تكسوهُ الخيوطُ الكثيرةُ يتموّجُ في النهر.! صاح.َ على احمدَ
:إنظر هذا ما سالتَ عنهُ.
_قال احمدُ:هذا الحيوانُ الذّي وصفتهُ المعلمةُ.
_هو.. هو. ردَّ سائقُ الْقاربِ.
_لكنني لم اعرفْ اسمه!
_هو الْإسفنج ذلكَ الحيوان المائي.
_كيفَ؟
_هذهِ البحارُ. عالَمُ كبيرُ فيه المرجانُ، والإسفنجيّات، والسّمكة الصغيرةُ والدولفينُ.
_وكيفَ تعيشُ.؟
_هي تُكيّفُ نفسَها في النهر، والبحر. تختفي امامَ الأسماك الكبيرة.
_قال أحمد :شكراً يا عمُّ غداً سأبلّغُ معلمتي عن الجواب.!
_ردَّ السائقُ: انتَ ذكيُ حينَ وصلتَ إلى هنا لتحصلَ على الْجواب.. اخذ بعدها يُصيحُ قاربُ للنُزهة.. قارب للنُزهة.
بدأ الدرسُ في يومٍ جديدٍ، رفعَ احمدُ اصبعَهُ ليخبرَ المعلمّةَ عن مشاهدته للحيوان المائي الذَّي سألتْ عنه قائلاً:هو الإسفنجُ، صفّقَ الطَّلابُ له قالتِ المعلمةُ:ستحصلُ على الدَّرجات ِ يا احمدُ لجرأتِكَ في الوصولِ إلى معرفة ما دار في الصَّف من سؤالِ ذلكَ اليَّومِ.!
/٢٠٢٢/البصرة.