كان يحملها على كتفيه فى مظاهرات الطلبة وكانت خفيفة حتى أنه لا يكاد يشعر بها لصغر حجمها ووزنها ولكن الهتاف الذى تصدره كان عاليا ، كان الجميع ينادى بالسلام بعد القذيفة المدوية التى سقطت على قرية الفلاحين وكان المغيب يحكم قبضته تلك الأمسية ،غسق امتزج بلون البحر ودماء الأبرياء ، فقد والديها وجيرانها والجميع ،جعلها تفكر في تعجيل الزواج.
سنتزوج بعد انتهاء المظاهرات السلمية وسندعو المتظاهرين للإحتفال فى قاعة العجوز نعيمة
-لم يكن هذا رأيك منذ ثلاث سنوات ،لكنا قد أنجبنا بنتا تشبه أمها ..
-أريد إنجاب طفل يشبهك ..
الساعات القليلة سنغتنمها ونتزوج ..
أهازيج الإحتفال ورقصة الدبكة التى شارك فيهاالجميع و(فريال ) بفستانها الأبيض ، تمسك أطرافه بيديها كان من خزانة السيدة (نعيمة) وكانت قد ارتدته منذ وقت طويل فى زيجات سابقة ، لم تعد تذكر عددها حين كان السلام يعم القرية ..
صفير القاذفة أوقف القلوب التى هي بالصدور، وانهارت الجدران وغطى ترابها ناشدى السلام ، طبلة الدبكة تعلو الركام وكان (عباس )يحتضن عروسه فى لوحة رسمت بتزاوج التراب والدم ، تمكنا من المغادرة بضعة أمتار وكان شديد الحزن، ومرت دقائق أعاد فيها جلب الطبلة وجعل فريال ترقص رغما عنها
-ارقصى ، ارقصى لأجلى ولأجل فرحنا ولأجل نجاتنا فالحياة معنا وسنعيش.
كانت تحاول الرقص بينما رجلها تمتنع بسبب الكسر الذى بكاحلها ولكنها رقصت.