
باب كثيف حط رحاله هذا اليوم بمدينتنا،وحملت الشتاء حقائبها،وميمون يأتيني برواية من روايات الشطار،يحاول أن يذكرني بأن الأدب رجس من الشيطان؛انه الشيطان بعينيه.
لماذا شرب الخمر؟،لماذا كانت معه المرأةالجميلة؟،ولماذا اختلى بها؟،أسئلة كثيرة وأخرى كان يصفعني بها،قلت له تمتع بالكتابة،ولتكن تجربة تمنعك عن السفر الصعب في الحياة،لم يجبني ولم ينبس ببنت شفة،وظل ساكتا ينبش في الرواية،قلت هل أسلمك قلما أحمر.
بدأت أفأفته تتزايد،وريقه لايبتلع الا القليل منه،والكثير منه كفقاعات تخرج من أركان فمه،كأنه يغسل ملابسه داخل فمه ههههه.
ابتعدت عنه بمسافة الخمسين مترا،وبدأت اتابع مقابلة في كرة القدم،لم تستهويني المباراة،لافتقادها المتعة التي أبحث عنها،ناولت الناذل ثمن القهوة وحلوان من فئة خمسة دراهم،ودلفت باب المقهى خارجا،أبحث عن متع أخرى ولو كانت في خيالي،استوقفني منظر عصابة من الكلاب،قلت مع نفسي انها في طريقها إلى مليلية للوصول من هناك إلى اوربا هههه.
يتبعني ميمون مهرولا،وحالا الرواية على الصفحة 70 وممررا أصبعه على الجملة التالية:
-قتلته بعد أن بالغ في تعذيبي،منهيا حياته بخنقه بقبضة يد .
يسألني:- ألا يستحق هذا الكاتب القصاص؟،يتملكني الضحك والبكاء في الآن نفسه،أجيبه:-هذا خيال وليس واقع،ثم ان الكاتب لما ينتهي من الكتابة،ينتهي دوره ويبقى للقاريء دور التأويل،وتسمى بموت الكاتب.
قبل أن نفترق، وقد يموت القاريء،هكذا كان جواب ميمون،لم أبتعد كثيرا حتى سمعت طلقات بارود.