ضباب كثيف وقر مرعب،تلك هي الليلة الاولى من شهر دجنبر،كان لزاما علي،أن أفترش الأرض وأرضع غمام الضباب،قطتي السحماء لاتفارقني هي خير من بقي معي من الأصدقاء، القر يظهر معنى الصداقة.
الإذاعة ترافقني يتكلمون هذه الأيام عن الحماية الإجتماعية،شهادة الإجازة تحت مخدتي،على الأقل أتوسد ماضي الجميل،وحاضري تزينه ظلمات الضباب،ومستقبلي لا أفكر فيه.
ينتصف الليل يأتي القط الأسود تحس به وكأنه يبكي انطلاقا من مواءه،يخالجني أنه جائع،أخرج من تحت الفراش،أريد أن أنتعل الحداء،أجده ابتل،لايهم إطعام القط أهم من رجلاي.
في الطريق إلى المحطة،تتراءى لي مجموعة من الناس،هم أيضا يفترشون الارض،وتغطيهم البلاستيك،يالها من فكرة سأشتريه من سوق السبت، حلم جميل حين يكون بسيطا،وقد يكبر مع كبر سني،نسيت أني كبرت.
سلمت بقشيشا للنادل كي يسلمني فتات الشواء،يسألني:
-من سيربح غدا البرتغال أم المغرب؟،أجيبه دون تردد:المغرب،يضحك كثيرا ويقول:تبات في العراء وتشجع المغرب؟،هناك فرق بين الوطن وبين الأشخاص هكذا أجبته،تسلمت الفتات ورجعت نظرت إليه،ألفيت بينه مايؤكل دون أن أمس بباقي أكل القط،المهم أكلنا نحن الثلاثة،وغنيت أغنية بعد تعديلها من جهتي:انا والقطين نأكل الفتات ونرتشف السماوات.
عدت إلى الفراش قرأت أدعية المساء،نمت طويلا،نومة المهموم،في إحدى اللحظات أحسست بقبلة،وأنا نائم،قلت أتت التي احبها،في تلك اللحظة استيقظت ووجدت القطة فوق صدري،كانت تلك أجمل،قبلة الوفاء.