« أنا أيضاً لا شيء يُعجبُني
لكنّني تعبتُ من السّفر.» م.د
هل يمكن للمكان أن يسكن بداخلنا بدل أن نسكن نحن المكان؟ هل تحمل الأماكن كل ما يضجُّ بدواخلنا؟ هل تتحمّلنا الأماكن؟ هل يسعُ للمكان أن يحمل ذكرانا؟
(1)
القطارُ القَادمُ منكَ
والمُتوجّهُ إليكَ
لن يُغادرَ المحطّةَ
دُون جَوازِ محبَّة.
(2)
المحطّةُ في آخِرِ الشّارعِ
حمَلَت ذاكرَة حبيبَينِ فرّقتهُما مسافةُ ألفِ مِيلٍ،
ذاتَ مساءٍ عاصفٍ
كانَ عاملُ النّظافةِ يكنسُ صُورهُم القَليلة.
(3)
أعلنَ مُذيعٌ في الرّاديُو ذاتَ صباحٍ
أنّ محطّةَ المدينَةِ أعلَنَت إغلاقَهَا
لأسبَابٍ عدِيدَةٍ لعلّ أهمّهَا
أنّ رُوّادهَا يشتَرُونَ اللَّحظاتِ بدلَ السّفَر.
(4)
مُلمّعُ الأحذيةِ الّذي اشتَعلَ رأسُهُ شيباً
يتأمَّلُ السّاعة العِملاقَة الّتي يطُوفُ حولهَا المُسافرُون،
سارعَ باخفَاءِ دمعَةٍ مُتسلّلَةٍ
لمّعَ الكثِير بينَمَا ابتلعَ الزّمنُ أحلامَه.