![](https://i0.wp.com/basrayatha.com/wp-content/uploads/2023/01/abeer.jpg?fit=450%2C261&ssl=1)
ماما، ماما …أين والدي؟ لقد تأخرتْ عن المدرسة؟ قالت سهى وهيَ تنظر لمريولها المدرسي الذي أخاطتهُ لها والدتها.
-حبيبتي ، لا زالَ الوقتُ مبكراً ، سنفطر وبعدها سيأخذكِ والدكِ إلى المدرسة.كبرتِ يا صغيرتي،أصبحتِ في الصف الثالث.نظرت والدتها إليها بفرح وهيَ تضع في حقيبتها (الساندويش) وقنينة المياه الباردة. أفطرت ْ سهى بسرعة وأمسكتْ يد والدها لتطالبهُ أنْ يسرعْ: بابا، بابا ، يا أروع بابا ، ألا ترى أن عين الشمس تنظر إلينا! قالت لي جدتي سلمى أن البس قبعة ونظارة شمسية حتى لا تضايقني أشعة الشمس الحلوة. بابا ، بابا ، هل تضع سيارتك قبعة؟ وهل عندها نظارة شمسية حتى لا تؤذيها الشمس؟ ضحكَ والد سهى وهوَ يفتح باب سيارته وهمسَ لسهى: سيارتي صديقة الشمس، الشمس لن تؤذيها.
ابتسمت سهى وقالت: لأن سيارتك يا بابا ترتدي قبعة كبيرة.
-ها نحن قد وصلنا إلى مدرستك يا طفلتي الحبيبة.ولا تنسي النصيحة ..في فترة الاستراحة ، اجلسي تحت الشجرة والعبي ، لكن لا تلعبي تحت عين الشمس.
في فترة الاستراحة وجدت سهى أرنباً صغيراً فلحقتهُ مع صديقاتها وهنَّ يضحكن.
قالت لهن الشمس : أيتها الصغيرات سعيدة لأنكن غير خائفات مني. الكل حينَ يراني يهرب مني ويقول أني ضارة، ومن يتعرض لحرارتي يمرض. لا أحد يحب اللعب معي، دائماً أنا وحيدة.لمَ لا يحبونني ؟ أنا من أنضج الخضار والفواكه، كما أنني أزود الناس بفيتامين (د)، كما أن أشعتي تخفف من تساقط الشعر ولي الكثير من الفوائد.
قالت سهى التي احمرّت خدودها لأنها تعرضت لأشعة الشمس:صديقتي الشمس ، أنا أحبكِ وأعدكِ أن ازوركِ كل يوم لمدة دقيقة.
أجابتها الشمس: أنتِ رائعة يا سهى..لا تنسي وعدكِ لي .
ركضت سهى ووقفت وصديقاتها في الطابور المدرسي مجدداً .غمزتْ سهى عين الشمس ، بينما كانت الطالبات يتوجهن لصفوفهن .
حزنتْ سهى حينما لم تظهر الشمس بعدَ شهر. سألتْ والدتها:ماما ، أينْ ذهبت صديقتي الشمس؟ لم تعد تدخل إلى غرفتي من نافذتي؟
أجابتها والدتها وهيَ تبتسم :الشمس أخذت اجازة لأننا الأن في فصل الشتاء، لكنها ستظهر بينَ فترة وأخرى.
نظرت سهى إلى السماء وقالت:وداعاً يا فصل الخريف..وإلى لقاء صديقتي الغالية الشمس ..سأشتاق لكِ.