زوبعة مفاجئة حملت كيسا بلاستيكيا كانت قد وضعته قرب فنجان القهوة بعد ان اخرجت منه كتاباً.. الكيس يطفو في الهواء، الناس يرون الكيس كمنظر مدهش، هي شعرت بالأسف.. في داخل الكيس قصاصة صغيرة تحمل رقم َهاتفِ شخص ٍ تعرفت عليه حديثا، كانت تنتظر الوقت المناسب للاتصال به، هذا الشخص بالنسبة لأحلامها.. الباب الذي يقودها نحو مستقبلها، نجاحها، والحظ الجيد، هي تعرف.. احيانا لا نستطيع فعل شيء ازاء كوننا محظوظات، اخبرتها ذات يوم جدتها: انك مباركة، تحيط بك محبتنا وترش عليك النور، فلا تحزني ان رحلت عنك الاشياء، أو الاشخاص، انها عملية تنظيف المكان لاستقبال ما هو جديد وجميل. حررت الكيس من حبل نظراتها، تراجعت ذاكرتها لأعوام خلت الغيورات والغيورون طوقها.. كأن ثمة اتفاق بين الطرفين، ايديهم على بطونهم يتكلمون فيما بينهم، لا مفاجأة في ذلك لذا قصدت العيش في أقصى المدينة.. ، شعرت انها تستنشق بعض الهواء النقي. رؤية الاماكن المختلفة جعلتها تشعر بتغير هالتها.. احبت السفر هواية لا هروبا.. كما عمل التعرف على اشخاص جدد على توسيع افق عملها.. وهي سارحة بتلك المشاهد التي تتجاذبها بين ماضٍ وحاضر شعرت بشيء ما .. رفعت عينيها.. الشابتان اللتان جلستا بالقرب من طاولتها في المقهى على رصيف النهر كانتا تنظران اليها، تتهامسان وتتباسمان.. بادلتهما النظرة والابتسامة ونهضت وهي تقول: ان تتركا النهر والأشجار وتغريدة طيور الضحى وهذه الازهار والنسمات العذبة وتنشغلان بتأملي والتفكر بي، فتلك نعمة تحسدني عليها الطبيعة، مضت ترافقها نسخة من كتاب صدر لها حديثا تحت عنوان: المنشغلون بنا.