– معضلة التصويت لعنة جهنمية لا تنصف الإبداع ولا تنصرالقصيدة
تزامنا مع مسابقة شاعر اليمن التى أطلقتها جهة ثقافية بذات الدولة والتى تفتش عن مواهب في الشعر ،شارك الشاعر اليمني الشاب أحمد النظامي من مواليد عام 1989 في السباق الخاضع للتصويت ولفت إنتباهنا من خلال قصائده المنشورة وإستحقاقات محققة أبرزها ديوان شعري (إحتفال المرايا)عن مكتبة خالد بن الوليد بصنعاء عام 2022م،وفوزه في مسابقة الربيع النبوي بالمركز الأول،وصدرت له نصوص في دواوين مشتركة وغنى له بعض الفنانين اليمينيين.
وخلال الشهر الفضيل يلتقي أيضا ضيفنا بضيوفه عبر الأثير في برنامج هو معده ومقدمه.. استضفناه عبر مجلة باصرياثا ليجيبنا عن المشهد الثقافي اليمنى وكيف يرى معضلة التصويت وأثرها السلبي على المبدع
بصرياثا: عندما نقول اليمن قديما يظهر شعراء اليمن القدماء في الفترة الجاهلية منهم الشنفرى،الأفوه الأودى وإبن النهدى
كيف يرى شاعرنا اليمني أحمد النظامي القصيدة اليمنية المعاصرة ؟
أحمد النظامي :-دعيني فاتحة القول أشكرك القاصة والصحفية المتألقة /تركية لوصيف
على هذه الإستضاقة الجميلة.. طبعاً القصيدة اليمنية في ثوبها ووهجها المعاصر في اليمن مازالت بخير وكل يوم تتجدد إشراقاتها رغم تداعيات الظروف « فالشاعر إبن بيئته»وبيئة اليمن ولادة بالشعر ونستطيع القول أن : كل ذرة من رمال اليمن بمثابة قصيدة .. شعراء اليمن في تزايد بعضهم يسير على خُطى مدرسة الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني المعجزة الذي لو لم يكن له إلا ديوان « السفر إلى الأيام الخضر » و« من أرض بلقيس»لكفى ولكنه أصدر عشرات الدواوين والمؤلفات التي ترجمت بضعها إلى لغات عالمية ..يليه الشاعر الكبير الراحل د/ عبدالعزيز المقالح أستاذ الأدب والنقد الذي غادر الحياة في غضون الأشهر الماضية.
وهناك شريحة الشباب بمختلف تجلياتها تباغت الوسط الثقافي كل يوم بجديد الحضور والتجلي والمغايرة والدهشة.
بصرياثا:هل برز شعراء المرحلة ؟فى
أحمد النظامي:برز شعراء كثر يصعب الحصر وبالتالي أسهم الفضاء الأزرق ووسائل التواصل الإجتماعي من تلاقح الخبرات ومد جسور التواصل مع الآخر، مختصراً الأزمنة والأمكنة وبرغم الزحام الشديد إلا أن هناك قامات مشرقة استطاعت أن تتميز بقوة.
بصرياثا :هوسكم بالقصيدة العمودية تمخض عنه ديوان شعري منوع
لمن يرسل شاعرنا قصائده؟
أحمد النظامي :_طبعاً القصيدة عندي طائر مجنح لا يعترف بحدودية الجهات الأربع..أرسلها صلوات في ملكوت الحب والبهاء..أوزع روحي عبرها ومنها وإليها للمسافرين إلى شمشهم ..للكاظمين الجراح..لثنائية الأنا والآخر والإبتسامة والدمعة..أرسلها للحيارى في طريق المنى وللصباحات المعتقة بالخير والعطاء ..أرسلها لأرض الجنتين..
طفلٌ أنا صدقوني لستُ أعرفني
سبقت قبل مجيئي مولد الزمن ِ
طفلٌ أنا ما رآني الحقد منذ بزَغَت
أنيابُه غير أن الحب يكتبني
طفلٌ أنا أعشق الحلوى ولي كبدٌ
نذرته للمروج الخضر في اليمنِ
بصرياثا: تعددت تجاربكم مع الحرف وكتبتم في الشعر الغنائي وكتبتم في القصيدة النثرية
لمن ترون الغلبة بين هذه الأجناس الأدبية ؟
أحمد النظامي:كما أشرتِ تجاربي متنوعة في كتابة القصيدة بمختلف فضاءتها وإيقاعاتها وبرغم ما تتميز به القصيدة العمودية الفصحى إلى جانب شقيقتها قصيدة النثر إلا أن القصيدة العامية والمغناة تحظى بزخم جماهيري عريض ,لعذوبة مذاقها وقربها من الوجدان وسهولة مفرداتها..لكن لا يعني ذلك تغلبها على قصيدة الضاد العمودية هي سفير القلوب والشعوب ويكفيها شرفاً أن جذورها تمتد إلى المعلقات العشر وما قبل إمرئ القيس.
بصرياثا : اليمن السعيد بعد نكبته،كيف تناول إبن اليمن يوميات شعبه وتاريخ المدن في القصيدة الوطنية ؟
أحمد النظامي: تداعيات الحرب على اليمن تحولت فيها القصيدة إلى جبهة ثائرة توازي البندقية ..فكانت كلمات الشاعر اليمني مصطلحات نارية تشعل الحماس وتقدس ثقافة الروح الجهادية وحب الوطن.
المسار العربي: حصدتم فوزا في المسابقات الأدبية وانتشار المنصات الثقافية ومعضلة التصويت تضيع بعض المواهب
كيف نعالج معضلة التصويت؟
أحمد النظامي:تعد المسابقات الأدبية متنفساً جميلاً للمبدعين في إشعال فتيل التنافس الشريف ، لكن معضلة التصويت لعنة جهنمية لا تنصف الإبداع ولا تنصر القصيدة ،بل تدفن الشعر بالسِعر، وتذبح القصيد بالرصيد..ذلك لأنها تعتمد على الهوس التجاري وبيع النص الشعري بثمن بخس.والدليل على قبحها أنها تتيح للشخص يرسل عشرات الأصوات من نفس الرقم وهذا يعني أنها مقاولة تمنح أدعياء الشعر الصعود على أكتاف غيرهم.
بصرياثا: ماهي معلوماتكم عن ديوان اللهب المقدس لشاعر الثورة الجزائرى مفدي زكرياء؟
أحمد النظامي: شعراء الجزائر جزء هام من منظومة الأدب العربي ..قامات سامقة وحضور وافر العطاء..لهم التحية رموز الفكر والأدب والتجلي ولا يتسع المجال لذكر رموز جزائر الحب والسلام والحضارة والعمق الثقافي.
طبعاً ..«اللهب المقدس» ديوان شعر لشاعر واحد نجوم الثورة الجزائرية مفدي زكريا.. الديوان نظم أثناء فترة اعتقال السلطات الفرنسية الإستعمارية للشاعر بسجن بربروس.. تناول فيه الشاعر الثورة الجزائرية وأول شهدائها بالمقصلة أحمد زبانة.. صدرت أول نسخة منه تقريباً في العام 79م..
ويعد زمجرة غضب في وجه الإستعمار ،وفتوحات مشرقة في سماء الشعر العربي بنزعته التحررية وبطابعه الثوري.
بصرياثا في ختام حوارنا نود منكم أن تعرجوا على مايسمى بشعر المرأة ؟
أحمد النظامي:لا أخفيك أنني ضد تجنيس الشعر ذكوري/أنثوي .. لكن أعترف أن هناك تجارب قوية وناجحة للمرأة الشاعرة حين يتلبسها وجع الحرف وهوس الكتابة فمثلها مثل شقيقها الرجل في خندق الكتابة.. والشواهد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها…
صحيح هناك شعراء كثفوا كتاباتهم للمرأة ولعل في مقدمتهم الشاعر الكبير نزار قباني، والشاعر اليمني الكبير الراحل محمد حسين الشرفي الذي كانت الفنانة أم كلثوم قد رشحت إحدى قصائده لتغتيها لولا أن داهمها المرض والموت..وتبقى المرأة هي محور الشعر وميلاده ونقطة الكون أنثى.