
فراغ المحطات
من المودعين
همهمة تتلاقف شفاه الراحلين
وتشرب من وجوههم
كل بقايا الامكنة
لتسقط على غبار الأرصفة
كل الأزمنة وماتبقى من أمل
لتمنح ذلك المسافر
وحشة السفر الطويل
وسربا من الأحلام الميتة
عالقا بين اليأس واليأس
لامجال للهرب
وهو يفتش عن كف
ينتشله من الضياع
بتلوحية وداع كاذبة
يقلب الصور في مخيلته المدلهمة
لتسقط منها
كل ماتبقى من لحظاته الغريقة
وشوارعه
العاكفة على الصمت
قصيرة أذرعه
لكي يمدها ألى المجهول
الذي ربما يحمل بصيصا من أمل
أو كسرة من خلاص
هل يرسم في الدخان لوحته
أم يحاول اللهوا ليتناسى ضياعه
ليذق مرار غربته
ويندب لحظة ولادته
بخيلة أوقاته
وهي تسير مسرعة
وتتلاقف الساعات بنهم
ويثقله الحنين ألى العودة
لتتدلى
على وجهه سيماء الغربة
وهو في منتصف الطريق
لم يبقى له سوى الحلم
وذكريات رمادية
من وطن سيصبح بعيدا جدا
وحائط
ستمحوا الأيام ذكرياته
التي خطها عليه بقلمه الرصاص
ويمحى كل أثر له
عندما تهب ريح أذار العتية
لم تعد منائر مدينته
يسمع منها الأذان
فكل شئ قد تلاشى
ولم يتبقى ألا حقيبته
الممتلئة بثياب عتيقة
ودفتر
لم يكتب فيه كلمة
………….
بغداد 28//3//2025