هنا عالمٌ يتشكَّلُ عاشرةً ،
كلُّ تلك الدّناصيرِ
ألقى بها البحرُ خائرةً ،
لاتناموا ،
ادخلوا في تفاصيلِ خارطةٍ
بعدُ لمّاتَزَلْ غَضّةً
لم يجفَّ على يدِها الحبرُ ،
واستنهضوا هاجساً للتغيُّرِ
يَسكنكمْ كان ، دعوا وَهْمَكمْ
كان جدّي يقودُ جيوشاً من الرّيحِ والجنِّ ،
كونوا خميرةَ خبزِ الحياةِ
التي تتشكّلُ عاشرةً بكمُ أنتمُ
بعدَ أن دارتِ الأرضُ ألفاً
وكنتمْ نياماً تنوحونَ في كهفِكمْ
كان كان وكانَ…
وماكنتمُ غيرَ برميلِ نفطٍ ،وأطلالَ ذاكرةٍ ،
ينفخُ العابرونَ الغزاةُ بقايا الرّمادِ الذي هو أنتمْ ، فتنتفخونَ كقَشٍّ على ذمّةِ الرّيحِ…
أنا ها هنا
والرياحُ رياحي
فهُزِّي بكفيكِ
غصنَ الصّباحِ
أنا ها هنا
لستُ متكئَ الظّهرِ
ظهري أنا
عزمتي وسلاحي
وكَفِّي
عجينُ التَّحوُّلِ
والبَتَلاتُ
تجيءُ مواسمُها
فوق راحي
تعلمتُ
كيف أقودُ البذورَ
إلى غيمةٍ
فوقَ زهرِ الأقاحِ
أنا اليومُ والغدُ والمُمكناتُ
تركتُ لأمسِ الحَيارى نُواحي