في خانات الصبح المهربة من بين الأسمال البالية وأنت تفترشين ساعات الزمن المتعب , محتفظة بالبقايا من كسر خبز يابسة
يبرز من خلالها اصطفاق يديك على ما لا يمكنك الحصول عليه في هذا الزمن الصعب
تنظرين إلى العابرين بعيون شطبها الزمن من قاموسه وكأنك تقولين لي إنني أعيش زمنا لم يعشه الآخرون
تقحمين نفسك في مساراته بين أناس تقولين لهم كل يوم وداعا
وكأن ما يدور حولك هو نهاية العالم الذي لا نهاية بعده
يا لهذا الزمن الذي يحفر فوق صفحات وجهك أخاديده
يا لهذا الزمن المضحك المبكي الذي يطوق بسكينته كل ما يحيط بك من جدران مظلمة
لم اشعر حينها أنني أغادر نفسي بين أقدام متصارعة وأصوات متعالية
دون أن أوغل نفسي في ذكريات ماضية مشوبة بالأرق والتأسي
عشقها الأبدي , ضباب أحلامها وذكرياتها التي تمر كطقوس مؤثرة يحاصرها ضجيج العزلة الذي لا مفر منه
فمن ذا يشاطرها الحزن ؟
وهي تقول لهم بصمت
إنني أشاطر الناس كل آلامهم واحفر فوق الحجر بأصابعي السمر كي أجد الكفاف من القوت
احفر الأرض بحثا عمن ينقذني من لوعة الأسى والتعب
باندفاعي على الأرصفة
بتسللي المقيت تحت جنح الظلام أطالع وجوه الذين يمرون عبر هذا الليل الذي أغرقته الأوهام
بالبؤس والشقاء
أعلن باني امرأة أرغمها الخوف على أن تأكل الخبز معجونا بالدموع
حدقت فيها وهي تنظر إلي
شعرت في تلك اللحظة باكتئاب رهيب
أن شيئا ما بداخلي يحترق راسما ظلاله الكئيبة على عيني .
جرني إلى إلغاء وجودي مستسلما للقدر ….
كانت بي رغبة أكيدة للصراخ لكنها بقيت حبيسة بين ضلوعي وترسبت مرارتها في قلبي
حزنا حفر في الأعماق بعدما أكلت دورة الزمن سنوا ت عمرها هباء دون أن تطال من المجهول ذلك المنتظر
ترى هل علي أن احفر صورتها في ذاكرتي وانااغوص في وحل العجز الذي تجهله
ركبتني حالة خوف داخلي
رجفة هزت أعماقي