هفت نفسي لأنسام وطني
وتزاحمت الأفكار والصور
وتحرشت بي الذكريات
فاشتد الألم وعواصف البلاء
بفقد الأم حلو الحياة
فحزمت حقائبي
لا تهمني مشقة السفر
وضمدت جروحي بضماد الصبر
واتكأت على الحي القيوم
واتخذت زادي الكثير من الدعاء
رغم شتات الفكر
وفواجع الدهر
ارتديت إنسانيتي
أينما وجهت وجهي
فللحياة تذاكر سفر
ومواقف ودروب
ومحطات عصفت بها الرياح
وتطايرت الشموع والتهنئات
ولازمت الصمت والحداد
ومسحت دموع الحزن
ورتقت شروخ وتصدع القلب
بما يحدث للخلق من نوائب الدهر
فلا أحرم إنسانا يطلب مساعدتي
وأسعى دائما للقيام بالمكرومات
فهي خير الأثر وخير الصدقات
رغم غربتي وبعد عن الرفاق والأهل والأحباب
أحتسي قهوتي لوحدي
لأعيش برهة من الزمن
مع الأم والإخوتي وكل زاوية في البيت
واللمة فيها الحب والضحكات
والبسمات الدالة على السعادة
مع الذكريات الجميلة والرائعة
من الزمن الجميل
فيه الحب البريء
والمودة الصافية الصادقة
والكلمات الطيبة الدافئة
عدت لبلدي وسكني
وأعفر وجهي بتربتها المعطرة
برائحة أمي وأبي
رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته
اللهم آمين يارب العالمين