مازلتَ مُصرًّا على فلسفتِكَ رغمَ أنّكَ لمْ تقرأْ لنيتشه ولا ديكارتْ.
كُنتَ الشّيءَ الوحيدَ المعلّقَ في ذاكرتي،
ولمْ تكنْ لديْكَ فرصةً لِلهرَبِ أوِ السّقوطِ مِن جيبِ الوجوديّةِ.
كان مِن غيرِ الممكنِ أن تستعجلَ الكسوفَ،وتكتشفَ ما لا يمكنُ اكتشافُهُ.
كنتَ وحيدًا،
غارقًا في غربتِكَ التي تشبهُ البحرَ،توغلُ في بعدِكَ حيثُ الزّمنُ توقّفَ هناكَ،تنظرُ إلى المياهِ،وهيَ تعانقُ آخر دمعةٍ تسقطُ مِن عينِكَ.
ألفلسفةُ مثلَ حلمٍ يجلِبُ الرّومانسيّةَ،
مثلَ انتظارِ غدٍ بفارغِ الصّبرِ،طغى عليهِ الشّوقُ لِيستنشِقَ الهواءَ،
كانتْ فلسفتُكَ أنّهُ بمقدورِكَ تقبيلُ الهواءِ،ومعانقةُ زرقةِ البحرِ.
كالعُلّيقِ على ضفّتيْك،
كالدّوارِ الذي يلفّ محيطَ عينيك،
كوجوهِ المسافرينَ،وضحايا تسونامي وقصّةِ رغيفِ الخبزِ والحمضِ النّوويّ اللعينِ.
وها أنتَ في غايةِ البهاءِ،تُزنّرُ خصرَ البحرِ،تفكّ جزئيّاتِهِ الرّطبةِ،وتسابقُ الرٍيحَ لِتسمعَ وَترى.
ها أنتَ وفلسفتُكَ الزّيتيّةُ،على رفّ واحدٍ مِن الذّكرياتِ،تغطّانِ في النّومِ،ورطوبةٌ لزجةٌ تهمسُ في أذنِ جارَتِها:
لماذا كلّ هذا البكاءِ؟!