سارعتُ إلى الصور أمزّقها ، جميع الصور التي تجمعني معه ، ,أيضا رسوماته التي كنتُ أحتفظ بها في ألبوم الصور!..
كرهته .. أمقته .. صار أبغض شخصٍ بالنسبة لي، في المدرسة والشارع !…
عجزتُ أن أكبح غضبي، فنلتُ من الصور! لم أردْ أن أنقض عليه باللكمات أو الكلام البذيء، وإنما صمتُ وحبستُ دموعا تريد أن تنفجر!
استدرتُ وانطلقتُ نحو المنزل، تاركا إياه ورائي ينادي بأعلى صوته، نداءه يختلط بأصوات أصدقاءنا الآخرين …آ… آه … أهانك … آه … هو يمزح معك … فقط …آه….
دخلتْ أمي الغرفة … الخزانة الصغيرة مفتوحة … ألبوم الصور ملقى على الطاولة الزجاجية … وقطع صور ممزّقة تتناثر على الأرض !..
ـــ ماذا تفعل؟ يا ولد… الأكيد… لقد جننتْ… هل يدمّر الإنسان العاقل ذكرياته؟
ـــ أهانني يا أمي ! طعنني في قلبي أمام الآخرين ! لم أستطع أن أتحمل…
اقتربت ْ …. صفعتني بقوّة ..
ــ اذهب ، والقي نظرة من النافذة ! إنه واقف في الخارج ، يصرخ وينادي باسمك ..
ــ لكنه استخفّ بي .. يا … أمي ..
ــ صديقك! إنه صديقك يحي إن لم أكن مخطئة ! نعم .. هو… أقرب الأصدقاء إلى قلبك .. لكن … كم مرّة تعاركتما ؟… تخاصمتما … لكن سرعان ما تتصالحان … هذه هي معارك الأطفال … تمزّيق الصور التذكارية خطأ كبير … وبالأخص أكثر من تأخذ الصور معه هو يحي !…
ــ آه … يا أمي .. هذه المرّة إهانة لا تغتفر !…
نظرتْ إلي .. تنهدتْ …. ثم شرعت في جمع القصاصات الصغيرة من على الأرض، تتمتم بكلام لم أتبينه جيدّا!…
ومن الشارع كان يتناهى إلي صوت صديقي يحي: ـــ سالم! سالم! …