مهاد نظري :
يحتل مصطلح المسكوت عنه أهمية استثنائية في الاستقصاء النقدي العربي الحديث ويشكل أحد أهم الموضوعات المثيرة للجدل بين النقاد وعند المتلقين فهو (( دالاً على غير المصرَّح به من قبل الكاتب ، إذ تتبلور هيأة المسكوت عنه على شكل نهايات الجمل المفتوحة أو الفراغات ما بين المفردات يُقصد منها مخاطبة المتلقي بشفراتٍ ذات معانٍ غير مُصرَّح بها ))( 1) ، ويتشابك هذا المصطلح مع مصطلحات مثل: الفراغات والبياضات إذ عدت نظرية التلقي الفراغات بنية ديناميكية في النص ؛ لأنها المجال الخصب الذي تتولى القراءة إثراءه في ضوء لعبة الضياء والظلام التي يثيرها النص ، في اعتماده الكشف والخفاء ، التصريح والمسكوت عنه ، والإشارة والإهمال(2 )، ومن المصطلحات التي تتشابه أيضًا مع مصطلح المسكوت عنه : مصطلحا الحضور والغياب ؛ إذ يمثل الحضور التشكيل ، والغيابُ يمثل الدلالة ، وعند سوسير أنَّ الدال يمثل حضورًا (( حضورًا ماديًا )) وأنّ المدلول يمثل غيابًا (( غيابًا ماديًا ولكنه حضور معنوي)) (3 )، ومن أكثر المفاهيم تداولا لاتساع الطرح فيه والذي شكلت موضوعاته ( السياسة ، والدين ، والجنس ) لبنته الأساسية في الخطاب العربي المعاصر لأنها تسبح في فضاء الهامش والمهمش والممنوع والمحظور والمغيَّب والمهمل والمستور. وغالبًا ما يلجأ إليه الكاتب لكشف وبيان بعض المضامين المغيّبة والغامضة وغير المفهومة أو معلومة على المتلقي بطرق متعمدة وأساليب ملتوية وملتبسة بسبب ضغط القامع السياسي أو العادات والتقاليد الاجتماعية أو العقائد الدينية أو الأعراف القبلية أو الأسرية …الخ .
وغالبًا ما يحتاج الناقد أو المتلقي إلى مثل هذا النوع من النصوص التي تحمل فجوات وفراغات بيضاء إلى عملية مسح ميداني للملفات السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية لملء الفراغات المفتوحة في النص الروائي .
وقد تناولها الروائي العربي تناولا متفاوتًا ما بين التلميح والتصريح والمباشرة والإيحاء، وربما غلبت ثيمة معينة على بقية الثيمات، بحسب طبيعة المادة الموظفة في الرواية فغالبًا لا يجرؤ الروائي على تناول بعض الموضوعات الإشكالية المعقدة مثل العقائدية المقدسة التي تخص طائفة باسمها أو مذهبًا محددًا بعينه أو موضوعات جنسية أو سياسية ساخنة ، وإنَّما يتوسلون المقدس الديني العام أو التاريخ السياسي القديم من دون الحديث .
فالرواية أكثر الأجناس الأدبية تناولا للمسكوت عنه ، وربما كان لها السبق في التعريف به ، سواء قاربت الخطوط الحمراء أم تجاوزتها ، فالرواية وإنْ كانت بناءً تخيليًا إلا أنّها تستمد وجودها الحقيقي من قضايا المجتمع فهي انعكاس للواقع لذا ناقشت قضايا تمسّ صميم المسكوت عنه في المجتمعات وأصبحت سلطة ناقدة للسياسة والقيم والأخلاق والتقاليد والأعراف، وتجاوزته إلى الدين ، فكانت النتيجة ظهور روائيين طرحوا معاناتهم ومعاناة مجتمعهم وأحلامهم وآلامهم وآمالهم إلى برزخ اللغة ، مما أسهم في توسع الآفاق المعرفية في النص الروائي، وهذا يعد إرهاصًا لسيرورة الرواية العربية المعاصرة في هذا الإطار .
وقد تمكنت الرواية العربية من القفز على التابوهات المحرمة أو ما يطلق عليها الثالوث المقدس، وهذا ما جعل للرواية العربية نكهةً ومذاقًا وطعمًا وهويةً ووظيفةً معرفيةً مميّزةً ومتفردةً. وهذا ما أصطلح عليه نقدًا بالمسكوت عنه في قضايا الأدب .
والمسكوت عنه (( إما أنْ يكون داخل النص ، أي أنَّ النص الروائي سكت عن قول ما يريد قوله بخصوص أمرٍ ما ، وهنا يمكن تقصّي أسباب الصمت أو السكوت الروائي عن هذا القول ، وهي أسباب قد تكون موجودة في أنظمة القمع ، أو المحظورات الدينية والاجتماعية التي تضع الخطوط الحمراء أو تحاسب من ينتهكها بشدَّة ، والثاني هو المسكوت عنه في المجتمع والسياسة الذي تكشف الأعمال الروائية وجوده أو حضوره في اللاوعي الفردي أو الجمعي ، أو تكشف حقيقته حين يقارب الروائي الموضوعات المباشرة الممنوعة في ظل أحكام مختلفة تقيّد حرية التعبير))( 4).
والمسكوت عنه كما يعرفه الناقد الأستاذ الدكتور محمد صابر عبيد (( مادة كلامية أو حكائية أو تشكيلية تخصّ شيئًا يمكث في منطقةٍ معينةٍ في جوف الفم ومتاهته المظلمة حيث يحرسه الصمت والغياب والحجاب ، وثمة من يغريه البحث عن أسراره وخفاياه ومفاجأته كي يأخذه إلى مجال الإبانة والمعرفة والشيوع والإشهار))( 5).
ويرى فاضل ثامر بأنَّ (( النص الروائي يجد نفسه مضطرًا في الغالب إلى الصمت أو السكوت تاركًا المزيد من الفراغات والفجوات الصامتة التي تتطلب جهدًا استثنائيًا فاعلاً من جهة التلقي والقراءة ))( 6). أي: أنَّ النص بحاجة إلى قارئ مثقف يمتلك خلفية معرفية شاملة سياسية وتاريخية واجتماعية ليستطيع أنْ يفكّ شفرات النصّ ويردم في الوقت ذاته الفراغات والفجوات التي أوجدها الكاتب في نصّه المموه .
والحقيقة أنَّ الروائي حاول أنْ يستدعي التاريخ في نصّه الإبداعي إذ تؤسس الرواية منه عالمها المتخيل وهذا ما يجعل منها فضاءً حرًا مفتوحًا ، تختلط وتتشابك وتتناغم فيه ألوان عديدة ومتنوعة ومختلفة من الإبداع والفن والجمال .
وقد عرف ابن خلدون التاريخ بأنَّه فنٌّ كباقي الفنون إذ قال: (( إنَّه من الفنون ، تتداوله الأمم والأجيال وتشدّ إليه الركائب والرجال ..إذ هو ظاهرة لا يزيد على أخبار الأمم والدول .. وفي باطنه نظر وتعليل للكائنات ومبدؤها دقيق ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها ))( 7). فضلاً عن أنّه قسَّم التاريخ على جزأين : جزء ظاهري ؛ يتمثل في أحوال وأخبار أمة من الأمم ، وجزء باطني يكون مسكوتًا عنه ولا يمكن الوصول إليه إلا بسعة الاطلاع .
والمشكلة التي تتعلق بالمسكوت عنه في التاريخ شائكة ومعقدة وضبابية إذ إنَّ جزءًا منها يتعلق بإخفاء وإقصاء وإبعاد وتغييب وتزوير حقائق وأحداث مهمة تم تشويهها، أو تعديلها أو تزييفها لتحقيق مصالح معينة ، سياسية أو اقتصادية ،أو عقائدية ونسمع مع تقادم الزمن أنَّ وثائق وملفات جديدة اكتشفت لتعيد قراءة التاريخ من جديد إلا أنَّ الواقع لا يسمح بذلك ربما لأسباب سياسية أو عقائدية ولما كانت الرواية أكثر الأجناس الأدبية احتواء للتاريخ والأكثر قدرة على التنقيب والحفر والنبش في متخيل ومكبوت المجتمعات ، فقد اشتغلت الرواية على مرحلة تاريخية حساسة لها حضورها التاريخي المتميز ، ومررت خطابًا معرفيًا أيديولوجيًا، وكأنَّ الروائي يهدف إلى قراءة تلك المرحلة المحددة لربطها مع ما يحث في العراق والمنطقة الإقليمية عامة . وتناول الكاتب توثيقًا تاريخيًا لتفاصيل وأحداث حقيقية وقعت في العراق وفي ممالك وإمارات وسلطنات كانت تحت الحكم العربي لعدّة قرونٍ قبل أنْ تقتطع من الجسد العربي وتلحق بجسدٍ آخر. وتناولت الرواية أحداثًا يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر بداية التوغل البرتغالي و الهولندي للخليج العربي ليمسك بأيدينا ليوصلنا إلى سنوات الملوكية والجمهورية وما حصل فيها من حرب الثمان سنوات ودخول العراق الكويت وحصار العالم لنا حتى سنواتنا هذه بعد دخول الأمريكيين على بغداد عام 2003م.
إن الرواية التاريخية تعطي للكاتب مساحة أوسع وأشمل للخروج من القيد المفروض على المؤرخ؛ وتكسير محرماته واختراق بنيته فالأديب بحكم ما يمتلكه من قناع التخفي بإمكانه تمرير ما يريد تمريره من رسائل بأسلوب مضمر عن طريق شخصياته بعيدًا عن سلطة الرقيب، وممنوعاته ومحظوراته فالكاتب كشف عن المسكوت عنه في الواقع السياسي والاجتماعي في ذلك الوقت بتفكيك هذا الأمر وكشف التباساته سردًيا بإطار بناءٍ فنيّ متماسكٍ ، وبلاغة روائية عالية التشويق ، وهذا ما سنكشف عنه في هذه القراءة .
والحقيقة أنَّ المسكوت عنه ، قد حضر بأنواعه كلها ، السياسي والديني والجنسي ، لا كما يُتمثّل في التاريخ ، بل كما يُتمثّل افتراضًا على أرض الواقع ، واهتمت الرواية بوصف أحداث اجتماعية وسياسية عرفها التاريخ العربي في العراق والوطن العربي زمن الخلافة العثمانية في فترة معلومة تميزت بالخطورة ووظّف الروائي الكثير من الشخصيات الحقيقية والمتخيلة فضلاً عن أنَّه وظّف ما يبدو أنَّه تخيّله مسكوتًا عنه سياسيًا .
المطلب الأول : المعلن والمسكوت عنه في المكان .
من أبرز القضايا المسكوت عنها والتي تم تناولها وبقوة في الرواية قضية الأحواز فالأحواز قضية مغيبة ومسكوت عنها سواء على المستوى الإقليمي أم الدولي بعيدة عن واجهة الأحداث السياسية والإعلامية في عالمنا العربي وربما هي ضحية الأمر الواقع والحقائق المفروضة بالقوة أو التفاهمات السرية أو المصالح المتبادلة ، فالأحواز كما تذكر المصادر التاريخية كانت إمارة شكّلها بنو أسد في القرن الثالث عشر بعد سقوط الدولة العباسية على يد المغول عام 1258م ، واتخذ بنو أسد الأحواز الحالية عاصمة لهم فيما أسس بنو لام وآل كثير وبنو كعب إماراتهم في المناطق الشمالية . وفي القسم الجنوبي من إقليم الأحواز سادت بعد سقوط الدولة العباسية سلطة إمارة هرمز وإمارة لنجة من قبائل القواسم وتميم وبني خالد. وفي فترة لاحقة مع بداية القرن التاسع عشر سادت إمارات آل علي والمناصير والمزاريق فضلاً عن استمرار فعل وتأثير إمارات القواسم على طرفي الخليج العربي.
وفي القرن الخامس للهجرة وفي وقت تشكل الدولة الصّفوية عام 1506م في المناطق الشمالية من الهضبة الإيرانية وتشكل الدولة العثمانية عام 1528م تشكلت دولة عربية في مناطق التماس بين هاتين الدولتين الصاعدتين . عرفت بدولة المشعشعين نسبة إلى العائلة العربية التي كانت تقود الدولة. إذ شيّد الأمير الكعبي (محمد بن فلاح المشعشعي)، إمارة المحمرة على جزء من الأحواز ، استمرت لعدة قرون قادمة . توسعت هذه الإمارة حتى شملت سلطتها كل الساحل الشرقي للخليج العربي ومناطق جنوب العراق الحالي ، واتخذ من منطقة الحويزة عاصمة له ، انتقلت السلطة والسيادة في هذه الدولة العربية في عام 1724م إلى عائلة أخرى من قبيلة بني كعب التي ينتشر أبناؤها في الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي .
واتخذ آل ناصر من بني كعب من مدينة الدورق ، مدينة الفلاحية حاليًا الواقعة على نهر الكارون ، عاصمة لدولتهم . بنت الإمارة في فترة حكم الشيخ سلمان بن سلطان آل ناصر 1737م – 176م أسطولاً بحريًا عظيمًا ، تحدى به حكام الإمارة في طول الخليج وعرضه ، أساطيل الغزاة الغربيين لأكثر من مئة عام متواصلة . استطاع الشيخ سلمان الدفاع عن استقلال إمارته ، وانتصر بجيوشه وأسطوله البحري على الجيوش الفارسية والبريطانية والعثمانية مجتمعةً(8).
ويمكن أنْ نعدّ فترة حكم الأمير سلمان آل ناصر الكعبي ، الفترة الذهبية لسلطة وقوة ومنعة ونفوذ إمارة الأحواز العربية، ويؤكد الرحالة الإنكليزي (استوكلر) قوة ومنعة إمارة الأحواز التي يقودها بنو كعب شرق وشمال الخليج العربي ويذكر (( بالقوة العسكرية التي أعدت لصدّ هجمات الدولة الطامعة في إماراتهم وشاهد المدافع المنصوبة في ميدان الفلاحية وعدد الجيش العربي الكعبي كان قد بلغ تعداده خمسة عشر ألفًا من المشاة وسبعة آلاف فارس))( ) . وذكر المؤرخ الرحالة البرتغالي (بيدرو تاسكيرا ) (( الذي زار منطقة شط العرب سنة 1604م بأنَّ جميع مَنْ في المنطقة الواقعة إلى شط العرب كانت تؤلف إمارة عربية يحكمها مبارك بن عبد المطلب وكانت هذه الإمارة مستقلة عن الفرس والأتراك الذين يحكمون العراق))( )، واستمرت هذه الإمارة العربية بقيادة بني كعب، منذ عهد محمد فلاح المشعشعي ولمدة خمسة قرون متواصلة وحتى الأمير خزعل الكعبي عام 1925م . وكانت قبل ذلك جزءًا من مملكة المناذرة والخلافة العربية الإسلامية(9 ).
وطرح الروائي في روايته قضية الأحواز وبندر ريج بتناوله لقصة فرح وزينة شقيقتي أمير جزيرة خرج ( بدر المهنا ) إذ قال الراوي: (( وفرّ عليّ زمان وكان عدن يتكلم وهو يستمع ويستزيد ويستمع ومن الحديث اكتشف عدن أفندي أنَّ هاتين الفتاتين هما الأميرتان زينة وفرح شقيقتا المير بدر المهنا الخواري أمير جزيرة خرج وبندر الريج وهو مَنْ أغرقهما ولا علاقة للهولنديين بالأمر سوى أنَّ المرساة كانت تحمل شعار الأسد الهولندي الممسك بالسهام السبعة ، فصفق عدن بيديه وقال : الآن عرفت سرّ الأنكر))( 10) . ففي هذا النص يظهر المير بدر المهنا أميراً لجزيرة خرج وبندر الريج الواقعة ضمن حدود الجمهورية الإيرانية حاليًا ، فضلاً عن أنَ الروائي سعى إلى الكشف عمّا كانت تشكله منطقة الخليج العربي من أهمية استراتيجية جعلت من هذه المنطقة بؤرة متوهجة استقطبت قوى استعمارية متعددة لما تتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي ، لفت أنظار الاستعمار الأوربي ، وقد نتج عن ذلك تقاطعات وصراعات بين تلك القوى التي توجهت نحو هذه المنطقة؛ وقد أدى سباق الهيمنة إلى إشعال صراعات سياسية وعسكرية وتجارية في المنطقة عامة .
ففي فترة تولي المير بدر المهنا إمارة جزيرة خرج قام الهولنديين عام 1753م بالتوجه إلى جزيرة خرج( 11) لفتح مقر تجاري لهم وبادروا إلى بناء قلعة عسكرية محصنة ، خلافًا للاتفاق مع الأمير مهنا حاكم ( بندريق(12 ) ) الأمر الذي أثار الحاكم وسكان المنطقة( 13) ، وعلى وفق المرويات التاريخية فإنّ الأمير بدر المهنا قام بعدد من العمليات العسكرية ، كان أهمها مهاجمة تموينات الهولنديين التي كانت تأتي من بو شهر ، وفي عام 1762م أرسل المير مهنا مئتي رجل من رجاله لمهاجمة قلاع الهولنديين ، وقد ساندته قبائل كعب في قتاله ضد الهولنديين والفرس والإنكليز ، وهو الذي خطط للقضاء عليهم في جزيرة خرج( 14)، وكانت بداية عمليات تحرير جزيرة خرج من قبل المير مهنا بعبور المضيق الفاصل بين خاركوة ، وخرج (500) رجل من رجاله ، وتمكن من تطويق الجزيرة ، ومحاصرة الهولنديين عام 1765م ، في حصار دام ثلاثة عشر يومًا ، وبذلك أجبر حراس القلعة الهولنديين على الاستسلام في اليوم الأول من كانون الثاني عام 1766م وتمّ التوقيع على ضرورة استسلامهم ، ومغادرتهم الجزيرة( 15).
إلا أنّ الأمير بدر المهنا تعرض لانقلاب مفاجئ من بعض أقاربه بتدبير مباشر من الانكليز وبمساندة ودعم حلفاء الأمير بدر من الأتراك وهذا الشيء يثبت أنَّ الانكليز هم المتحكمون الحقيقيون في المنطقة العربية منذ ذلك الوقت وإلى الآن وبالتعاون والاتفاق مع حكام بلاد فارس، يقول الراوي: (( تقول الأخبار المتوارثة أنَّ سليمان متسلم أفندي اضطر للغدر بصديقه والاستجابة للإنكليز الذين دبروا الانقلاب ضد الأمير بدر، وحين علموا بوجوده في بادية الزبير في البصرة طلبوا من الوالي العثماني أنْ يعتقله، فخشي من أنْ يشكونه لدى الباب العالي أو عند والي بغداد ، فقام باعتقاله ولكنه استقبله بنفسه وأكرمه وأحسن معاملته في السجن ولم يضيق عليه واعتذر منه بأنَّ الاعتقال مؤقت وسيخلي سبيله. وكتب سليمان متسلم أفندي إلى والي بغداد عمر باشا بما جرى وهو يقصد الاستقواء به في مواجهة الإنكليز ليطلق سراح صديقه الأمير العربي وهو أمنٌ من العقاب ، إلا أنَّه فاته أنَّ عمر باشا كان يتعرض لضغط من شاه فارس كريم خان الزند ويحاول اتقاء شرّه وكسب ودّه ؛ لأنَّ كريم خان مستاء من عمر باشا ويتحين الفرص للإيقاع به بسبب قيامه بالانقلاب على والي بغداد السابق علي باشا والذي كان من المماليك لكنه كان فارسي الأصل وله صلات بالدولة الفارسية ، لذا استغل عمر باشا خبر إلقاء القبض على الأمير بدر المهنا في البصرة وحاول ترضية كريم خان الزند وأصدر أوامره المشددة إلى سليمان متسلم أفندي بشنق الأمير بدر فورًا وقطع رأسه وإرساله إلى بغداد ، فلم يكن أمام المتسلم إلا أنْ ينفذ الأمر ، فتمّ إعدام الأمير لتحسين العلاقات بين الدولتين العثمانية والفارسية))( 16)، وهنا تظهر حقيقة التعاون الانكليزي الفارسي في تحجيم الوجود العربي ومحاولات إنهائه على امتداد الساحل الشرقي للخليج العربي. وذكر الكاتب (أرنولد تالبوت ويلسون) في كتابه ( الخليج العربي ) بعد الانتصار الذي حققه العرب بردّهم الهولنديين من خرج ، وأصبح التعاون الإنكليزي – الفارسي ثنائيًا ضد الأمير مهنا ، الذي غدا قوة كبيرة في شمال الخليج العربي . وأثمر ذلك التعاون عقد اتفاق بين كريم خان الزند والانكليز (1750 – 1779م ) ، تعهد بموجبه كريم خان الزند بأنْ يحصل الانكليز على المراكب والأسلحة والغنائم جميعًا في حال القضاء على الأمير مهنا ، وأنْ يتخلى لهم كذلك عنه جزيرة خرج وللأبد( 17) .
وبموجب هذا الاتفاق قام الأسطول الانكليزي في آيار – مايو 1768م بشنّ هجوم على جزيرة خرج ، إلا أنَّ القوات العربية دافعت عن الجزيرة ببسالة وردّت الهجوم الإنكليزي وأسرت أحد سفنهم . وتوالت عدّة هجومات مشتركة فارسية- انكليزية على الجزيرة والإمارة من البر والبحر ، إلا أنَّها فشلت جميعها في إضعاف موقف الشيخ مهنا . فعمد الانكليز والفرس إلى إثارة الفتن والاضطرابات داخل الإمارة ، وتحريض بعض الناقمين ضد الشيخ مهنا والخروج عن طاعته ، وساعد على ذلك مجموعات من الفرس المندسين بين الناس ، فأطيح بحكم الشيخ مهنا في كانون الثاني – يناير 1769م إثر حركة داخلية ، فتسلم السلطة شخص فارسي الأصل يدعى حسين خان . وبعد القضاء على الحكم العربي في الإمارة والشيخ مهنا ، ازداد التدخل الفارسي بشؤونها ، ثم تواطأت انكلترا مع الفرس لإنهاء الحكم العربي فيها وضمّها مع جزيرة خرج إلى بلاد فارس( 18).
إذًا سرد الكاتب لجزءٍ من حياة أسرة الأمير بدر المهنا أمير جزيرة خرج أزاحت الستار عن حقائق تاريخية خطيرة جدًا ؛ ربما أُقصيت عمدًا عن المشهد السياسي والإعلامي العربي والدولي ، لأسباب كثيرة منها سياسية وأمنية ربما تؤدي إلى إثارة خلافات ونزاعات وعداء وفتنة تسهم بزعزعة الاستقرار الدولي فما دوّنه التاريخ من حقائق يثبت بما لا يقبل الشك حقيقة عروبة الأحواز وجزيرة خرج والريق وغيرها من الجزر التابعة لإيران حاليًا، وأنَّ هذه المدن والجزر سكنتها قبائل عربية وحكمها أمراء عرب على مرّ التاريخ ، وهم مَنْ حرروها من الاحتلال الهولندي والانكليزي وأنَّ التحالفات ما بين البريطانيين والهولنديين والأتراك والفرس أسهمت في التآمر على المشيخات والإمارات العربية الحاكمة لتلك الجزر في ذلك الوقت وأنَّهم جميعًا تآمروا على قتل أمير جزيرة خرج بدر المهنا مثلما تآمروا على قتل أمير الأحواز خزعل الكعبي .
ومن القضايا المغيبة والمسكوت عنها إعلاميًا وسياسيًا قضية ( زنجبار وبمبا )( 19) فهي لا تختلف كثيرًا عن قضية الأحواز فقد حاول الروائي أنْ ينفض الغبار عنها بتوظيفها روائيًا ليوصل للقارئ رسائل مشفرة عن حقيقة حكم العرب لزنجبار وبمبا وأنها كانت تحت حكم سلطان عُمان سعيد بن سلطان ولولا التآمر البريطاني الإسرائيلي عليها لكانت إلى الآن تحت الحكم العربي، يقول الراوي (( وفي السنة التالية توفي السيد سعيد سلطان زنجبار واندلع الخلاف بين ولديه ماجد وبرغش وتقول سهيلة إنَّ مهنا انحاز إلى صفّ الأمير برغش وتعرض للسجن أيامًا ثم أخلي سبيله فاضطر لمغادرة زنجبار والإبحار إلى البصرة هو وزوجته وولده حيث قضى فيها ثلاثة أعوام أعدّ خلالها قبرًا رمزيًا لأبيه إلى جوار القبور الثلاثة ، وبعد مراسلات مع أستاذه أحمد الكعبي الذي طمأنه بعفو السلطان ماجد عنه عاد لوحده إلى زنجبار لتصفية تجارته وممتلكاته ، رسا أولا في جزيرة بمبا واستقر بمنزله على ساحل بمبا ثم راسل أستاذه ليتأكد من عفو السلطان عنه وبعد التوثيق والاطمئنان أبحر مع ركاب آخرين على متن قارب إلى جزيرة زنجبار ليلتقي بأستاذه وربما ليسلم على السلطان ويعتذر منه ))( 20) .
وسعى الروائي لإيصال معلومة مهمة للقارئ أنَّ زنجبار كانت تحت الحكم العربي لأكثر من ثلاثة قرون ؛ إلا أنَّه ترك الباب مواربًا للمتلقي للبحث عمّا حلّ بتلك السلطنة الغنية ، بعد خلاف الأخوة على الحكم والسؤال بعد ذلك عمّا حصل في زنجبار هل هو ثورة أو انقلاب أو مؤامرة أو احتلال تنجانيقي فالكثير من العرب وبسبب سياسية التغيب الإعلامي يجهل حقيقة ما حدث للسلطنة من الحركة القومية الأفريقية المتطرفة التي ثارت على الحكومة العربية بحجة الثورة إلا أنَّها في الحقيقة وكما يرى البعض من الدارسين أرادت تصفية وجود العرق العربي؛ لأنها ترى القارة للسود حصرًا وتنظر للعرب كغزاة ، وأنَّ ما حدث في زنجبار في صباح يوم الأحد الموافق الثاني عشر من كانون الثاني / يناير 1964 من قتل موجّه وتشريد ضد العرب دفع بالناجين للفرار إلى الدول العربية تاركين موطنهم زنجبار . فضلاً عن أنَّ الكثير منهم قد ألقي في البحر وكذلك اعتقل الكثير لمجرد أنه عربي وبالأخص ( عرب عُمان ) مما يجعلنا نسأل : هل ما حدث هو ثورة أو انقلاب دامٍ يهدف إلى إنهاء الوجود العربي في هذه الجزر المهمة والثرية ؟ .
والحقيقة أنَّ ما حدث هو انقلاب وليس ثورة .
لقد قامت بريطانيا بدور فاعل في ذلك الانقلاب إذ (( أشاعت الدعاية المغرضة ضد العرب لزرع بذور الحقد والكراهية ضدهم وإظهارهم على أنَّهم تجار رقيق وصنعوا تماثيل توضّح أنَّ العربي يجرّ الأفريقي بالسلاسل إلى سوق الرقيق فضلاً عن أنَّهم وحدهم ملاك الأراضي ومزارعي القرنفل والصفوة ، وأنَّ الأفارقة لا يجدون طعامًا ولا فرص عمل . وأسهمت بريطانيا بشكل مباشر في أحداث الانقلاب عام 1964 بمساعدة المتمردين بتسريح مسؤول الشرطة البريطاني لرجال الشرطة وأخذ مفاتيح مخازن السلاح من العدد القليل من رجال الشرطة الذين كانوا موجودين . ورفضت بريطانيا التدخل في زنجبار لمساعدة السلطان سواء منها أو من دول شرق أفريقيا . وعندما تمرد الجيش في كلّ من تنجانيقا وأوغندا وكينيا سارعت القوات البريطانية التي كانت موجودة في كينيا بقمع هذه التمردات بسرعة ، مما يوضح الدور البريطاني المتعاون مع الإسرائيلي لتحقيق هدف واحد وهو القضاء على الحكم العربي في زنجبار)) .
وهنا يظهر الدور البريطاني التآمري على الحكم العربي في سلطنة زنجبار مثلما تأمروا على حكام جزيرة خرج والريق والأحواز العربية والتي سكنها العرب وحكموها لعدّة قرون، وكان لهم الدور الأكبر في إحيائها وبنائها .
ومن القضايا المنسية والمسكوت عنها والتي تمَّ التطرق لها في الرواية مزاعم إبادة الأرمن( 21) على يد العثمانيين إذ تتعالى أصوات هنا وهناك تحفر في التاريخ لبثّ الروح في قضايا شبه منسية مضت عليها قرابة قرنٍ من السنين أو أكثر، يقول الراوي ((تقول إيلين : كنت في مدينة أورفه منذ يومين وقد تناولت الغداء في مطعم جوليزار مع صديقتي التركية نزيرة واستمتعت بمذاق الكباب الأورفلي اللذيذ والمسمى ( أورفا كبابي ) وللأمانة فهو ألذ من الكباب الذي تذوقته الأسبوع الماضي في أضنه فقد كان مشويًا ببهارات حارة لاذعة نغصت عليّ لهفتي للأكل ، يقع مطعم جوليزر الجميل بواجهته المضاءة بشبكة مصابيح زرقاء ساحرة بشارع ديفانيولو ، ولم أفوّت الفرصة فسألت مضيفتي عمّا تعرفه عن حريق الكاتدرائية فسكتت ، تجاهلت نظراتي لثوان ثم قالت: جدتي رحمها الله كانت تهمس بهذا ، لكن كل من سألتهم فيها من كبار السن هنا نفوا حادثة الكاتدرائية أو إحراق النساء الأرمنيات فيه ، بل إنَّ إحدى النساء نقلت لي عن جدتها أنَّ النساء الأرمنيات هنَّ مَنْ آذى الجنود العثمانيين الأسرى حينما كنّ يشرفن على حراستهم وفعلن بهم الأفاعيل))(22).
المطلب الثاني : المرأة هامشًا في الرواية.
ومن القضايا المسكوت عنها قضية المهمشين إذ اهتمت الرواية بتمثيل عالم المهمشين، فجاء عالمهم المتخيل ممزقًا شأن عالمهم الواقعي( 23) ،إذ عرضت تمثيلاً لعالم الأخدام والجواري الذين وجدوا أنفسهم منبوذين وتحولوا إلى كائنات هامشية بسبب العرق واللون يقول الغذامي (( وبما أنَّ المتن قد تشكل وجرى فرزه فإنّ الهامش لابدَّ أنْ يتشكل ويجري فرزه أيضًا ، وأول ما جرى هو تميز الأعراب وإخراجهم ثقافيًا وعرقيًا ، إذ صاروا مادة خارج إطار الجدّ والمتن ، وصاروا في الهامش بوصفهم مادة للتظرف والتندر، ومع الأعراب جاءت أقوام أخرى … كالسودان والبرصان والنساء والجواري )) (24 ). هذه كلها عنوانات تدل على الهامش وقد حظيت قضية المسكوت عنه أو المنسي باهتمام الكثير من الروائيين ومنه جابر خليفة جابر الذي سعى لتسليط الضوء وبيان العلاقة بين المهمش والمتن أو المركز .
والروائي يسرد تفاصيل حياة الطاهية رضية ليبين المعاناة المريرة التي تعرضت لها هي وأسرتها بسبب الحروب وما خلفته من عمليات سبي للنساء آنذاك، يقول الرواي ((حين باشر جدّنا حمدان بعد استعادته للدار بترميم حجرات البيت وغرفه وواجهاته الداخلية المطلة على الحوش اكتشف صندوقًا صغيرًا منجورًا من أخشاب القرنفل برائحته الحادة النفاذة الطاردة للحشرات وكان مخفيًا بذكاء وعناية في دروازة في حجرة شغلتها الطباخة رضية ثم بقيت مغلقة بعد وفاتها ، فظنه عائدًا لها وسأل إنْ كان لها أهل أو أولاد أو أقارب ليسلمه لهم ، إلا أنَّه علم أنَّ رضية بلا أسرة ولا أيّ أقارب ، وقد أتى به عصما نبيك معه من الأنضول ، وهي حتى في حياتها هناك لم تكن تعرف أين أهلها وما مصيرهم ، وأخبرته إحدى عجائز نظران نقلاً عن رضية أنَّ أصلها من تبريز بآذربيجان، وحتى أمها وخالاتها كنَّ جواري عند الإنكشارية ويقال إنَّ إحدى جداتها البعيدات كانت صبية عند جنود الباش بزق الصفويين وغنمها جنود السلطان سليم في معركة جالديران ، وقد ولدت رضية في مزرعة أحد الضباط العثمانيين وكانت أمها جاريته فلم تعرف مَنْ هو أبوها ، ثم انتقلت رضية لمالك آخر وانتزعت من أمها وهي صغيرة ، وتنقلت من سيد إلى آخر حتى استقرت عند عصما نبيك ، وبعد مقتله بقيت هي وحنين عند سكن دار زمان من بعده حتى توفيت ))(25).
والروائي طرح قضية خطرة جدًا ومسكوت عنها وهي قضية استرقاق عائلات الكفار وأخذ نساءهم إماءً وهذا الأمر يعدّ أحد أحكام الشريعة الثابتة ، والذي إذا ردّه أحد أو سخر منه فسيكون قد أنكر آيات الله وسنة نبيه ، وبذلك يكون مرتدًا عن الإسلام.
والحقيقة أنَّ السبي في الإسلام كان تماشيًا مع الواقع الذي تعيشه الأمم آنذاك؛ إذ كان السبي عماد مجتمعات بأسرها من الناحية الاقتصادية ، فلا يعقل أنْ يمنع الإسلام السّبي ويبقى مباحًا عند الأمم والشعوب الأخرى ، ثم إنّ المعاملة بالمثل هي النّهج الذي سارت عليه الشريعة الإسلامية وخلفاء المسلمين من ناحية تعاملهم مع الأمم الأخرى ، فكان السبي مشروعًا في الإسلام ولكن بضوابط وبحالات معينة( 26) .
أما في وقتنا الراهن فقد أجمعت الأمم والدول على إلغاء هذه الظاهرة ، أي: ظاهرة الرق والسبي ، واتفقت كذلك على محاربة كلّ مَنْ يعمل جلب الرقيق وغير ذلك من الأشكال التي تؤدّي إلى وجود الرقيق على هذه الأرض ، فبذلك يكون عملُ مَن عَمِلَ على إيجاد الرقيق والسبايا في هذا اليوم خاطئًا ، والله أعلم( 27).
وأعطتنا الرواية صورة واضحة حول المرأة المهمشة التي مثلت الدور الأساس في سبر الأحداث وشكلت الرابط السردي داخل العمل الروائي فمنحته بعدًا تخيليًا أسهم في بناء الفضاء الدلالي للنص ، وقد سلط الروائي في اختياره على أكثر من صورة للأنثى التي تخضع للتهميش .
وقدمت الرواية صورة عن المرأة وسلطة الرجل عليها ، ومن الأمثلة على ذلك ما فعله الأمير بدر المهنا مع شقيقتيه الصغيرتين لمجرد أنه اعتقد بإقامة إحداهن علاقة مع الشيخ داود، يقول الراوي: (( أخرج زوجته ونجمة الخادمة ركلاً وضربًا بالسوط ثم أقفل الباب واختلى بشقيقتيه وحقق معهما بالقسوة والضرب العنيف وكانتا تتوسلان بأخيهما وتتصارخان وتستنجدان ، ولكن من يجرؤ على الوقوف بوجه الأمير أو حتى التدخل ، حتى علي زمان ذاته لم يستطع التدخل وفعل شيء فالموضوع متعلق بشرف الأمير ولا مجال للشفاعة والتوسط ، وواصل الأمير الضرب والتحقيق ليعرف مَنْ التي كانت تختلي بداود ، وكيف تعرف عليها ، وهل التقت إحداهما به ، وأقسمتا له بأغلظ الإيمان ونفت كل منهما أنْ يكون الأمير داود قد التقى بها ، لكنهما من شدة رعبهما وكثرة الضرب وما ذاقتاه من وحشية أخيهما انهارتا أخيرًا واضطرتا لقول أيّ شيء حتى وإن كان غير صحيح للتخلص من التعذيب العنيف ، ووشت إحداهما بالأخر وتبادلتا الاتهام أمامه واختلقتا أمورًا كاذبة ليكفّ عنهما ، فاختلط الأمر عليه وعجز عن معرفة الحقيقة ومَنْ التي كانت لها علاقة بداود وتعب من الضرب ونفد صبره فصرخ مناديًا عبيده وأمر بإخراج الفتاتين من المقصورة وكانت الدماء تغطي وجهيهما وملابسهما ، وجرى طرحهما أرضًا وربطت أقدام وأيدي زينة وفرح يبعضهما ، ثم التفت إلى قيدوم السفينة ولمح مرساة صغيرة ملقاة هناك وكان قد غنمهما من الهولنديين حين هزمهم في إحدى معاركه معهم على سواحل جزيرة خرج ، فأمر العبيد بربط أقدام شقيقتيه بالمرساة، ثم حملهما حراسه وهما تستشفعان بالله وبالنبي وآل البيت وتتوسلان بصوت يمزق القلب وتستغيثان بأخيهما الأمير وبالعم علي زمان ، ولكن لا شفقة في قلب بدر، ولا أحد بقادر على مناقشته أصلاً ، ولم يجرؤ علي زمان المقرب منه على التدخل ، فسكت الجميع ورميتا في شط العرب ))( 28).
فالمرأة المُهمشة تُعدّ مثالاً للإنسان المقهور المنكسر، الممارس ضده كلّ أنواع الاضطهاد والعنف والظلم والتمييز والعنصرية والكراهية؛ تعيش حياة معبأة بالمخاطر والألم والحزن والضعف، تكاد تكون خارج حدود الحياة الآمنة المطمئنة.
النتائج:
انطلاقًا ممّا سبق يمكن القول: إنَّ رواية (نور خضر خان) استطاعت الكشف عن الكثير من صفحات التاريخ العربي المغيّب والمسكوت عنه القديم والمعاصر والتخطيط الغربي للقضاء على كلّ ما هو عربي وإسلامي ومحاولة القضاء على الدول والممالك والإمارات العربية الواحدة تلو الأخرى، وضرب المناطق الحيوية والثرية والغنية في الدول العربية . وما زال العراق والبلاد العربية جميعها تقع تحت رحمة المخطط البريطاني الإسرائيلي الإيراني التركي فما حدث ويحدث في العراق والمنطقة العربية حاليًا يثبت صحة ما نقول ، فضلاً عن أنَّها بيّنت حقيقة مؤلمة وهي انتهاج سياسة الكيل بمكيالين ففي الوقت الذي يركّز الغرب فيه على مزاعم إبادة الأرمن على يد الدولة العثمانية نجدهم يصمتون أمام ما حدث في زنجبار من إبادة عرقية جماعية من قتل وحرق واغتصاب وتهجير بعد انقلاب الأفارقة الماركسيين، والذي راح ضحيته أكثر من 20 ألف شهيد من العمانيين ، والعرب على السواء بجريمة يندى لها الجبين أمام صمت وعدم مبالاة المجتمع الدولي لكلّ المجازر والجرائم التي حدثت في الانقلاب الدموي بعهد السلطان (جمشيد بن عبد الله بن خليفة البو سعيدي) آخر السلاطين العمانيين في الجزيرة والذي ترك زنجبار متوجهًا إلى بريطانيا لتنتهي بذلك العلاقة الطويلة بين العرب والأفارقة والتي امتدت لعدّة قرونٍ. وحملت الرواية الكثير من الأنساق الثقافية المضمرة التي بحاجة إلى دراسة أكثر تعمقًا؛ لما تحمله من عوالم خفية تختبئ وراء هذه الرواية ، كثير من القضايا المسكوت عنها السياسية والدينية والاجتماعية ولكن الأهم هو أنَّ الرواية قدّمت كلّ هذا في إطار بناء فني متماسك ، وفي بلاغة روائية عالية قوامها التشويق والإثارة .
والروائي وفِّقَ في روايته أنْ يترك بصمة متميزة تسهم في التأسيس لنص روائي متميز ومتفرد، واستطاع أنْ يضيف لبنة جديدة في طريق الرواية العربية والعراقية بصورة خاصة ، وقفزة نوعية في عوالم التجريب الروائي وتسليط الضوء عليها وطنيًا وعربيًا وعالميًا .
——
(*) أستاذ مساعد جامعة سامراء/ كلية الآداب / قسم اللغة العربية.
1- المسكوت عنه ودلالته اللغوية / ندى عبد الله الظاهر ، بحث منشور ، Adtyaman Universitesi islamer Fakultesi islami ilimler Arastrmalar Dergisi 2/2017 ، 212- 189
2- المصدر نفسه : 20 .
3- النظرية البنائية في النقد الأدبي : صلاح فضل ، دار الأفاق الجديدة ، بيروت ، ط3، 1985، 306.
4- المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي : فاضل ثامر ، دار الهدى ، ط1، 2004 ، ص10 .
5- انكشاف المسكوت عنه : ممدوح عزام ، مقال نشر بتاريخ 24/ يناير / 2020، العربي ، alaraby.com. co.uk
6- المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي ، ص10 .
7- ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر : عبد الرحمن بن محمد بن محمد ابن خلدون أبو زيد ، ولي الدين الحضرمي الأشبيلي ( المتوفى : 808هــ ) تحقيق : خليل شحادة ، دار الفكر ، بيروت ، ط2، 1988م – 1408هـ ، 7.
8- ينظر : الأحواز الأرض العربية المحتلة ، د. خالد المسالمة ، مطبعة جامعة الرور ، مركز الدراسات الألمانية العربية ، ط2، 2008م ، 23- 24 .
9- الأحواز في كتب الرحالة والمؤرخين ، أبو هيام الأحوازي ، mesopt. Com .
10- عربستان، مصطفى علي العتوم ، عمان – الأردن ، ( د.ط) ، ( د.ت ) 14.
11- الأحواز الأرض العربية المحتلة : 23.
12- نور خضر خان :جابر خليفة جابر ، خطوط وظلال للنشر والتوزيع ، عمان – الأردن ، ط1 ،2022 ، 106.
13- خرج : جزيرة صغيرة تابعة إلى إمارة بندر ريق ، وتبعد عن ساحلها بما يقارب ثلاثة وعشرون ميلاً ، وهي جزيرة جرداء ، لا يزيد عدد سكانها عن المئة شخص من صيادي الأسماك ، استأجرها الهولنديون من الأمير ناصر آل صعب أمير بندر ريق عام 1753م بعد طردهم من البصرة عام 1750 م، مقابل إيجار سنوي ، إلا أنَّهم امتنعوا عم دفعه عام 1754م ، مما أثار الخلاف بين الطرفين . ينظر: السياسة الإيرانية في الخليج العربي إبان عهد كريم خان 1757م – 1779م ، علاء نورس، الكويت ، دار الرشيد للشرق للطباعة والنشر ، ( د. ط ) ، 1982م ، ص 38.
14- بندر ريق : إمارة عربية قامت في القرن الثامن عشر ، وتقع في الجزء الشمالي من الساحل الشرقي للخليج العربي إلى الشمال من مدينة بو شهر الساحلية . وهي مدينة موغلة في القدم ، وميناء تجاري معروف وعقدة اتصال مهمة بين شمال الخليج العربي وساحله الشرقي . أقامت علاقات وثيقة مع مدن الساحل الغربي ولاسيما البصرة والكويت ، وسكانها عرب من قبيلة آل صعب العمانية ، الادعاءات الإيرانية في الخليج العربي ، بحوث المؤتمر الدولي للتاريخ في بغداد – آذار 1973م ، بغداد ، 1974م ، ص 616- 617 .
15- الخليج العربي دراسة جغرافية سياسية : صبري فارس الهيتي ، بغداد ، دار الرشيد للنشر، ط2 ، 1981م ، ص36- 38. وينظر : حكومة الهند البريطانية والإدارة في الخليج العربي ، عبد العزيز عبد الغني إبراهيم ، ( د. ط) الرياض ، 1980م ، ص 45- 46.
16- تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر : محمد حسين العيدروس، ط2 ، الكويت ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، د2، ( د. ت) 59- 60.
17- الصراع على الخليج العربي : سليم طه التكريتي ،( د.ط) ، بغداد ، 1966م.
18- الرواية :123- 124 .
19- الخليج العربي : أرنولد تالبوت ويلسون ، ترجمة عبد القادر يوسف ، الكويت ، دار الفجر للطباعة والنشر ، 0 د.ط ) ، ( د. ت ) ص153 .
20- السياسة الإيرانية في الخليج العربي إبان حكم كريم خان 1758- 1779م : علاء نورس الكويت دار الشرق للطباعة والنشر ، ( د. ط) ، 1982م ، 49
21- تحتل زنجبار مكانة خاصة في المحيط الهندي ، إذ تتمركز بموقع استراتيجي مهم وتعد محطة تجارية مهمة في طريق التجارة بين الشرق والغرب ، وزادت أهميتها بعد فتح قناة السويس فضلاً عمّا تتمتع به من ثراء في الثروة الطبيعية بالأخص المحاصيل الزراعية، مثل: القرنفل وجوز الهند. ولعبت دورًا مهمًا كمركز لتجارة الرقيق فضلاً عن كونها مركزًا للحضارة العربية والإسلامية في شرق أفريقيا وعن طريقها تمّ نشر الإسلام في تنجانيقا والساحل الشرقي الأفريقي وفي الكونغو( زئير ) وإلى منطقة البحيرات الاستوائية العظمى بإفريقيا . ولقد تكالب الاستعمار الأوربي على زنجبار وزاد هذا التنافس في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بين كل من بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا . وكانت سلطنة زنجبار قوية في عهد السيد سعيد بن سلطان ( 1809- 1856) إذ كان النفوذ الأجنبي في زنجبار ضعيفًا ، إلا أنَّه بعد وفاة السيد سعيد بدأت السلطنة في الانقسام والدولة البو سعيدية في الضعف وزاد النفوذ البريطاني في زنجبار وطلب سلاطين زنجبار الحماية البريطانية على زنجبار لمواجهة الاستعمار الألماني في شرق أفريقيا وقُسمت مناطق النفوذ بين ألمانيا وبريطانيا بمقتضى معاهدة 1886 وأعلنت بريطانيا الحماية على زنجبار في عام 1890، وهي فترة حيوية ومهمة من تاريخ زنجبار التي كانت منفصلة عن مسقط ، وكانت في فترة من الضعف مما جعل بريطانيا تفرض الحماية عليها لتحقيق أهدافها الاستعمارية من زنجبار ثاني أكبر جزيرة في المحيط الهندي بعد مدغشقر والتي هي في الطريق إلى الهند أهم مستعمراتها . ومن هنا وقعت الدولة العربية الإسلامية الأفريقية تحت الحماية البريطانية وهي بداية جديدة لموارد زنجبار واستغلال تجاري لها واستمرار الاحتلال البريطاني لها حتى العاشر من ديسمبر عام 1964م إذ تمّ استقلال زنجبار بعد كفاح القوى الوطنية العربية . ولكن لم تنعم بالاستقلال كثيرًا إذ وقع انقلاب 12 يناير ضد العرب وكان مؤامرة مدبرة من كلٍ من دار السلام وتل أبيب وبريطانيا بمساعدة أنصار الحزب الأفر وشيرازي وحزب الأمة للقضاء على الوجود العربي في زنجبار وهذا ما حدث وانتهى الأمر بضم زنجبار إلى تنجانيقا تحت اسم تنزانيا .ينظر : سلطنة زنجبار في شرق أفريقيا ( 1890- 1964م) د. صالح محروس محمد محروس، مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط ، دار النشر العلمي في جامعة قابوس ،( ط1 ، ( د. ت) و قال الكاتب ( بوسي ميلمان ) في مقال نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية بتاريخ أغسطس 2009م: إنَّ الانقلاب العسكري ضد العرب الجزيرة ، العقل المدبر للانقلاب هو الموساد الإسرائيلي وذكر أسماء الضباط الذين شاركوا بذلك بل ذهب إلى أبعد من ذلك وقال إنَّ الموساد زود الثوار بسلاح وقدم لهم كل الدعم اللوجستي ، وقال لولا ذلك لما نجح الثوار بالسيطرة على الجزيرة بوقت قياسي وسريع جدًا )) .
22- الرواية : 13.
23- زنجبار الأيام الأخيرة للحكم العماني في شرق أفريقيا 1964 دراسة وثائقية ، صالح محروس محمد ، المكتب العربي للمعارف ، ( د. ط) ، 2019 .
24- في كتاب الاحتكام إلى التاريخ للباحث اللبناني ماجد درويش كشف عبر وثائق ومستندات ودراسات أجنبية براءة تركيا من دماء الأرمن ، ويقول : ( إنَّ شرارة هذه الأحداث بدأت في القرن التاسع عشر ، عندما احتل الروس شمال منطقة الأناضول ودخل معهم أرمن ، فسلم الروس الحكم المحلي للأرمن ، وارتكبوا مجازر شنيعة بحق الأكراد والأتراك معًا) ولفت إلى أنَّ ( هذه المجازر سبقتها مجازر أخرى بحق المسلمين في اليونان والقوقاز ومناطق أخرى ، هاجر منها المسلمون عندما احتلها الجيش الروسي ) ونقل عن الباحث الأمريكي ( جاستون ماكارثي ) صاحب كتاب ( الطرد والإبادة ) ، المبني على تقارير قناصل أجنبية في الدولة العثمانية ، كانوا ينقلون أخبار مجازر الروس وأعوانهم الأرمن بحقّ المسلمين على مدار 100سنة ( 1821 حتى 1922 ) في بلاد القوقاز وبحسب الأدلة الموثقة في كتاب ( ماكارثي ) ، فإنَّه في العشرين من أبريل 1915 ، بدأ الأرمن في مدينة ( وان ) ( ضمن نطاق الدولة العثمانية ) بإطلاق النار على مخافر الشرطة ومساكن المسلمين ، مع تقدم الأرمن وتغلبهم على قوات الأمن العثمانية ، وقد أحرقوا الحي المسلم ، وقتلوا مسلمين وقعوا في أيديهم . نفّذ الأرمن ( جرائم فظيعة ) بحقّ الأتراك والأكراد في شمال شرق الأنضول ، وحين انسحبت روسيا من هذه المنطقة عقب الثورة البلشيفية ، ذهب مع الروس عدد كبير من الأرمن ، فيما بقي آخرون ، فتمّ الانتقام منهم ردًا على التكيل , آنذاك ، ووفّق الباحث ، ( وجدت الدولة العثمانية نفسها مجبرة على ترحيل الأرمن من شمال شرق الأنضول إلى الداخل للحفاظ على حياتهم ، حيث أرادت أنْ تحول بين التقاتل ) في تلك المرحلة ، وتحديدًا عام 1917م جرت عملية ترحيل الأرمن من جانب الدولة العثمانية ، وسط ظروف صعبة جدًا ، إذ كانت تضرب العالم مجاعة كبيرة ، فتوفي بعض الأرمن بسبب الجوع والمرض ، وليس كما يشاع بأنَّ العثمانيين هم قتلوهم ، على الجهة المقابلة ، ورغم قلة المادة الموثقة لكشف زيف الادعاءات الغربية ، إلا أنَّ كتاب ( مذابح الأرمن ضد الأتراك ) يوفر مادة دسمة وشديدة الموثوقية لمن أراد الوصول إلى حقيقة ما جرى . 89 وثيقة اعتمد عليها الكاتب المتخصص في التاريخ العثماني ، استطاعت إحصاء أكثر من نصف مليون ضحية من المسلمين المدنيين وليس العسكريين على يد العصابات الأرمنية المدعومة من روسيا . وتروي إحدى الوثائق شهادة أحد الطلاب الروس في كلية طب موسكو ، وممرضة روسية تدعة ( ناتاليا كاراملي ) تعمل بالصليب الأحمر الروسي ، أنَّ الأرمن كانوا يرتكبون أعمال العنف بشراسة ضد السكان المسلمين ، وبالأخص النساء والأطفال في ضواحي بايبورت وأسبير . وينقل الباحث عن المؤرخ الأمريكي ( جستن مكارثي ) في كتابه ( الطرد والإبادة مصير المسلمين العثمانيين ) قوله ( هجمات الأرمن على المسلمين لم يأتِ ذكرها أو تؤخذ في الحسبان إلا فيما ندر ، أما هجمات المسلمين على الأرمن فهي فقط التي يهتمون بها ويبرزونها ، كان من السهل على المعلقين أنْ يصوروا المسلمين بوصفهم متوحشين شعروا بين فينةٍ وأخرى بالحاجة إلى قتل المسيحين ، في الحقيقة هاجم الأرمن المسلمين وفي كثير من الأحيان دون استفزاز واضح أو مسوغ مباشر ) almahahpost. Com ) ينظر : الاحتكام إلى التاريخ : المجازر الأرمنية وثائق وحقائق ، د. ماجد الدرويش( د.ط) ( د.ت) أحداث 1915 إبادة جماعية أم خيانة عصابات أرمينية ، ديلي صباح ، مقال منشور بتاريخ 25/ نيسان / 2022 ، dailysabah .com
.
25- الرواية: 154.
26- ينظر : السردية العربية الحديثة : د.عبدا لله إبراهيم ، مكتبة الفكر الجديد ، ط1 ، 2013م ، ج2، ص300.
27- النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية : عبد الله الغذامي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء – المغرب ،ط 5 ، 2012م ، 224 .
28- الرواية : 142- 143 .
29- ينظر : الفقه الإسلامي وأدلته ، أ.د . وهبة الزُّحَيلي، دار الفكر المعاصر – سورية – دمشق ( د. ط) ، 1997م .
30- حكم ما تفعله داعش من السبي ، دار الإفتاء ، 3/ 11/ 2020. وينظر : حكم السبي في الإسلام ، جعفر الدندل مقال منشور في سطور نوفمبر ، 2020، sotor.com
31- الرواية : 86- 87 .
قائمة المصادر والمراجع :
الأحواز الأرض العربية المحتلة ، د. خالد المسالمة ، مطبعة جامعة الرور ، مركز الدراسات الألمانية العربية ، ط2، 2008م .
أحداث 1915 إبادة جماعية أم خيانة عصابات أرمينية ، ديلي صباح ، مقال منشور بتاريخ 25/ نيسان / 2022 ، dailysabah .com
انكشاف المسكوت عنه ، ممدوح عزام ، مقال نشر بتاريخ 24/ يناير / 2020، العربي ، alaraby.com. co.uk.
الأحواز في كتب الرحالة والمؤرخين ، أبو هيام الأحوازي ،رابط mesopt. Com .
الاحتكام إلى التاريخ : المجازر الأرمينية وثائق وحقائق ، د. ماجد الدرويش ، دار قاف للطباعة والنشر ، ( د.ظ ) ، ( د. ت ) .
الادعاءات الإيرانية في الخليج العربي ، بحوث المؤتمر الدولي للتاريخ في بغداد – آذار 1973م ، بغداد ، 1974م .
تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر ،محمد حسين العيدروس، الكويت ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط2 ، ( د. ت ).
حكم ما تفعله داعش من السبي ، دار الإفتاء ، 3/ 11/ 2020. رابط aliftaa .jo
حكم السبي في الإسلام ، جعفر الدندل مقال منشور في سطور نوفمبر ، 2020، sotor.com
حكومة الهند البريطانية والإدارة في الخليج العربي ، عبد العزيز عبد الغني إبراهيم ، ( د. ط) الرياض ، 1980م .
الخليج العربي دراسة جغرافية سياسية ، صبري فارس الهيتي ، بغداد ، دار الرشيد للنشر ، ط2، 1981م .
الخليج العربي ، أرنولد تالبوت ويلسون ، ترجمة عبد القادر يوسف ، الكويت ، دار الفجر للطباعة والنشر ( د. ط ) ، ( د. ت ) .
عربستان، مصطفى علي العتوم ، عمان – الأردن ، ( د.ط) ، ( د.ت ).
بن محمد بن محمد ابن خلدون أبو زيد ، ولي الدين الحضرمي الأشبيلي ( المتوفى : 808هــ ) تحقيق : خليل شحادة ، دار الفكر ، بيروت ، ط2 ، 1988م – 1408هـ .
زنجبار : الأيام الأخيرة للحكم العماني في شرق أفريقيا 1964 دراسة وثائقية ، صالح محروس محمد ، المكتب العربي للمعارف ، ( د. ط) ، 2019 .
السياسة الإيرانية في الخليج العربي إبان عهد كريم خان 1757م – 1779م ، علاء نورس، الكويت ، دار الرشيد للشرق للطباعة والنشر ، ( د. ط ) ، 1982م .
سلطنة زنجبار في شرق أفريقيا ( 1890- 1964م) د. صالح محروس محمد محمد، مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط ، دار النشر العلمي في جامعة قابوس ط1، ( د. ت) .
السردية العربية الحديثة : د.عبدا لله إبراهيم ، مكتبة الفكر الجديد ، ط1 ، 2013م .
الصراع على الخليج العربي ، سليم طه التكريتي ، بغداد ( د. ط) ، 1966م.
الفقه الإسلامي وأدلته ، أ.د . وهبة الزُّحَيلي، دار الفكر المعاصر – سورية – دمشق ( د. ط) ، 1997م .
المسكوت عنه ودلالته اللغوية ، ندى عبد الله الظاهر ، بحث منشور ، Adtyaman Universitesi islamer Fakultesi islami ilimler Arastrmalar Dergisi 2/2017 .
المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي ، فاضل ثامر ، دار الهدى ، ط1 ، 2004 .
النظرية البنائية في النقد الأدبي ، صلاح فضل ، دار الأفاق الجديدة ، بيروت ط3 ، 1985،
نور خضر خان ، جابر خليفة جابر ، خطوط وظلال للنشر والتوزيع ، عمان – الأردن ، ط1 ، 2022 .
النقد الثقافي قراءة في الأنساق الثقافية العربية ، عبد الله الغذامي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء – المغرب ،ط 5 ، 2012م .