في سماء متلبدة بدماء بريئة، تترجاك السنابل، ويرسل الطير آهاته، يندر الغادين والرائحين فهم غافلون أو مغفلون ، ما الذي يجري على بقعة جميلة تآنس فيها الأهل والصحاب، كان رداء الأخوة يحفهم، ولون الأمن وقلبه يضم بعضهم لبعض، يعمهم خطاب التفاعل المفضي إلى تفريخ عوامل التعاضد الإنساني الكريم.
أيتها الشمس يا جبال البقاع ويا أنهارا عرفت بهجة الأسماك في صدرها وهي تلتهم وجباتها وعيونها في عيون بعضها تنطق بحب بلا مثيل…من سبب هذا الدمار فشوه وجه المدينة ودفن بيوتا تضج بأنغام الصفاء تحت أنوار الهناء…
من هؤلاء الذين سقطت القلوب منهم فتخشبوا حين فقدت أنساغهم سر الإنسانية التي بنيت على مدى قرون وأحقاب؟ من هؤلاء الناطقين بالبنادق والقنابل، يردمون، يهدمون، يرجمون، يفتكون ويعدمون…؟
من هؤلاء يتنطعون بالحريات والحقوق وهم خارج خيامها، يدعون الخير وهم الشر الذي لا يخرج من سوى الشر، يشربون الدماء على أنغام الحقد والكراهية بلا نهاية؟
لمَ كل هذا اليباب والخراب؟ ما ذنب العمارات والسيارات والشرفات والكنائس والدير والمساجد؟ ما ذنب الصبايا والمدارس والمطابخ والمكتبات والأزقة الحاملة لذكريات الأنس والوئام.
أيها الناس، أيها الناس، أجيبوا السائل الحائر فقد بات يستبد به الأرق، يرى الذابحين يستغيثون، يبررون ما لا يتطلب التبرير، ويستنكرون ما لا يتطلب الاستنكار، وينكرون رؤية ما يظهر للعيان ظهور الشمس في صفاء أديم السماء، يقولون ما بصحة ما يفعلون، ويفعلون ما لا يقولون، ويكذبون من يكرهون، ويصدقون كل المفترين…لك الله يا كل بقعة في أرجاء العالم تعاني من العدوان الهادم للبنيان المغيظ لكل إنسان.