من بين مئات الزملاء في المدرسة ، وخلال المراحل الثلاثة وعبر المواسم المدرسية المتعاقبة اخترت ذاك التلميذ المشاكس لكن المتفائل دائما لكي يكون صديقا لي!
وفي الجامعة لم أنجح في تكوين صداقات حقيقية وإنما زمالة ممتعة في المدرجات، في المكتبة أو في المرقد ..
ومن بين العشرات من زملائي في الخدمة العسكرية ، ولمدة عامين ، وفي ثلاث ثكنات عبر ثلاث ولايات مختلفة ، اقتربت منه!وفي الثكنات الجنود من جميع الولايات والمدن والقرى فصديقي كان من مدينة معسكر ، وهو الذي اختارني ، ولا أتذكر كيف ، غير أنه صار صديقاً قريبا الى قلبي ، وبعد أداء كل واحد منا الخدمة العسكرية لم تنقطع الرسائل بيننا ، ونتصل أيضا بالهاتف ، ونزور بعضنا البعض في فصل الصيف ، أنا أزوره في مدينة الأمير عبدالقادر وهو يزورني في مدينتنا الصغيرة ، وإذ كانت أمورنا المالية جيدة فقد نلتقى على شواطئ وهران الممتعة!
ومن بين بضع زملاء في البلدية ، صادقتُ أحد الموظفين وإن كان يصغرني بعشر سنوات ، نلتقي بعد نهاية الدوام ، أوفي نهاية الأسبوع نجلس في المقهى أو الحديقة نثرثر حول الوظيف العمومي ومشاغله وهمومه التي لا تكاد تنتهي ، وبالطبع نغتاب هذا ونتحدث في ذاك بحق أحيانا وبغير حق أحياناً أخرى! وأحيانا يلتحق بنا صديق الطفولة …
هؤلاء هم أصدقائي الثلاث الذين اختارتهم لي الأيام فأشد ما أكون سعيدا ومرتاحا في صحبتهم ، في المقهى ، في الحديقة ، على مدرجات الملعب البلدي نتفرج على الأشبال الصغار وهم يتعرفون على كرة القدم الساحرة ، أو على رمال الشاطئ الصفراء ..