يا نهرا جرى مجرى الرياح مناديًا
حيِّ الأحبة آتيا أو رائحَا
تشتاق لمائك العذب أناملٌ
تحيا بك الأجسام عند سقائهَا
ماءً به تسمو النفوس سعادةً
تجري في الدم القطرات بعد لقائهَا
مجرى المحبة في القلوب لعاشقٍ
عند التقاط النسيم مرحبَا
مرحبًا يسقى بماء النهر مسلمًا
مترنمًا قاصدا يشفي العروق ماءً عنبرَا
ويرتدي ثوب التراب مبلَّلاً
بفيض الرحيق منوَّرَا
وينظر الوبل العظيم مسبحًا
رباه أغثنا من بحر جودك نعمةً
حمدا على خير العطاء ملبِّيًا
شكر الإله مناجيا ومكبرَا
ورأى الوادي حوله متلألئا
ماء الفرات نيلا طاهرَا
تسقى الأنام معين نبع نيِّرٍ
جاء المعين ينابعا تروي لنا
ديوان ماءٍ خَيِّرٍ يأتي لنا
كم مدح الشعر قطر الندى متأثرًا
بمسيلِ البحارِ مخَبِّرَا
فتحية مني إلى النهر جاريًا
أهدي بفصيح الكلام مبشرَا