مَدرِيدُ
مَدِينَةٌ لأكثرَ مِنْ مَلْيُونِ جُثَّةٍ
(وِفقَ آخِرِ الْإِحْصَائِيَّاتِ)
أَحْيَانًا
أَتَقَلَّبُ في الليل
وأَتوَحدُ
في هَذي الكُوّة
حَيث أَتعَفنُ مُنذ خمسِ وأربعينَ سَنة
وَأُقَضِّي سَاعَاتٍ طِويلاً
أستَمعُ
إلى تَأوهاتِ الإعصار،
أَوْ نُبَاحِ الْكِلَابِ
أو انسِيابٌ لَطيفٌ لِنور القمر.
وأقضي ساعاتٍ طويلة
أتأوهُ مِثل إعصار،
أنبحُ ككلبٍ هائج،
أنسَكبُ مِثلَ حليبٍ
مِن ضَرعٍ دافِئ
لِبقَرةٍ صَفراءَ كَبيرَة،
وأقضي ساعاتٍ طويلَة
سائِلا اللّه،
أسألهُ
لِمَ روحي تَتعَفنُ ببطءٍ،
لمَ تَتعَفنُ أكثرُ مِن مَليونِ جُثة
في مَدينةِ مَدريد هَذِه،
لِمَ يَتعَفنُ ألفُ مَليونٍ جُثة
في هَذا العالم ببُطءٍ
خبرني
أي بُستانٍ تُريدُ تسميدَهُ
بعفونَتنا؟
أتخافُ أن تجفّ نهاراً
شجَيراتُ الوَردِ الكَبيرَة
الزنابق المُميتةِ الحَزينة
لِلياليك.
INSOMNIO
Madrid
es una ciudad de más de un millón de cadáveres
(según las últimas estadísticas)
A veces
en la noche yo me revuelvo
y me incorporo
en este nicho
en el que hace 45 años que me pudro
y paso largas horas
oyendo
gemir al huracán,
o ladrar los perros,
o fluir blandamente la luz de la luna
Y paso largas horas
gimiendo como el huracán,
ladrando como un perro
enfurecido, fluyendo como la leche de la ubre caliente
de una gran vaca amarilla
,Y paso largas horas
preguntándole a Dios,
preguntándole
por qué se pudre lentamente mi alma
,por qué se pudren más de un millón de cadáveres
en esta ciudad de Madrid
.por qué mil millones de cadáveres
se pudren lentamente en el mundo
¿Dime,
¿qué huerto quieres abonar
con nuestra podredumbre?
¿Temes que se te sequen
los grandes rosales del día,
las tristes azucenas letales
de tus noches?
إضـــاءة :
داماصو ألونصو شاعر إسباني كبير، ناقد أدبي، لغوي، عضو بارز في جيل 27، مدير الأكاديمية للغة وعضو في الأكاديمية الملكية للتاريخ…توفي فجر يوم الخميس 25/01/1990 بمدريد، وذلك بعض مرض طويل ومؤلم، عاني خلاله الكثير، وقد ترك غيابه حزنا عميقا في قلوب عشاقه ومريديه وأصدقائه، وفراغاً أعمق في الأوساط الأدبية واللغوية الإسبانية، تلك اللغة التي ساهم، ككل أصحاب قضية، في إثرائها بعطاءاته، وبما قدمه لها من عصارة روحه سمدت مفرداتها ومدها بدماء جديدة غدت بنياتها…
ولد بمدريد في 22/10/1898(السنة التي ولد فيها شهيد الكلمة غارسيا لوركا)، بعد أن انهى دراسته الابتدائية والثانوية التحق بالجامعة حيث حصل على الإجازة في الحقوق، إلا إنه تخلى عن هذا المسار وركب فقه اللغة، فأبحر إلى جزرها التي مكنته من معرفة ترسباتها وأجوائها الداخلية ففتحت أمامها آفاقاً ليصبح أستاذ كرسي في جامعتي بلينسية ومدريد…
فاز بعدة جوائز، من أهمها:
– الجائزة الوطنية للآداب 1927
– جائزة ثربانتس سنة 1978 م.
عن التشكيل الإنساني في أبعاده الواسعة والحزن النبيل المتغلغل في موانئ الأعصاب وفي الزخم الزنبقي للحياة مارس تعليمه لثلاثة أجيال شعرية، فساهم في تطوير أسلوب النقد، وحافظ على المدرسة الفلسفية لأستاذه دون رامون مينينديث بيدال Don Ramon Menéndez Pida
أما أعماله الشعرية، فهي أعمال توحيدية لفضاء واسع.فقد ركّب ما هو إلهي وما هو إنساني في بوتقة مسكونة بالحب والدفء، مع سيطرة مطلقة لأوزان الشعر التقليدية التي أعطت لقصائده إيقاعاً ودفقاً ورؤى شعرية عميقة.
ففي “أغنيات إلى صفارة” تتدفق صور تحمل في تفاصيلها زخماً لأسلوبه المتميز بخصائصه التعبيرية والهجائية، وبمناخه التجريبي أسلوب شاعر ذي خلق ديني وثقافة كاثوليكية ، شاعر يعامل القيم المطلقة بنبل وشفافية وصدق ولا يتجاهل مشاكل الإنسان: معاناته، شقائه، خوفه، بؤسه…ولا حبه الشرس للحياة أو حزنه المشتبك، إلى جانب الإحباطات العاطفية والخيبات إنه يتجاوز الذات المفردة إلى الذات الإنسانية في علاقاتها التركيبية وفي خصوصيتها.
أما ديوان “أبناء الغضب”الصادر سنة 1944، فقد أجمع النقاد على أنه أعظم دواوين دامانصو ألونصو، إذ يفتح اتجاهات جديدة وآفاقاً في الشعر الإسباني ما بعد الحرب الأهلية (1936/1939)حيث ضمنه احتجاجات صارخة، وحنقه وإدانته لأهوال ومخاطر وويلات الحرب، وما يرافقها من دمار نفسي، وما تتركه في أعماق الإنسانية من جراح عميقة وأحاسيس جوفاء في أبعادها المأساوية، فضلاً على الخواء الروحي.
أعمالـه:
1- دواويــــن:
– قصائد خالصة 1921
– الريح والشهر 1925
– الخبز المعتم 1944
– أبنـاء الغضب 1944
– الإنسان والإله 1955
– متع الرؤية 1981
2 – دراسات ـ:
– اللغة الشعرية عند غونغورا 1935
– شعر سان خوان دي لا كروث 1942
– أبحاث حول الشعر الإسباني 1944
– أبحاث ودراسات غونغورية 1955
– شكوك وحب حول الكائن الأعلى 1985