لو كنت لاشيء
لأصبحت متخفيا
من عيون المارة
وترصدت أخبار النساء
دون أن يراني أحد
وسحقت الكثير من البعوض
الذي أقض مضجعي
وكنت ذلك الرأس
الذي لايتوقف عن تدبير المؤامرات
ضد من يترصدون الفرصة
للانقضاض على أحلامنا
لو كنت أكثر من اللاشيء بقليل
لمارست هوايات الشعراء
وكتبت في نوتاتهم عن حبيباتهم
اللاتي لا نراها إلا في نصوصهم
جملا اعتراضية
وأغلقت كوة الإلهام التي يتحجج
بها أصحاب الصمت الطويل
ووقفت خلف مسارب السيول
وغمرت الأرض كلها بالماء
بلا محاباة لأحد دون سواه
وجلست على شرفة جدتي
وأنا أرى الله كما تراه
وعندي نفس ذلك اليقين الذي
تتحدث عنه
كل ذلك لأني غير مرئي
فالناس لاتأنس لمن تراهم
لكنها تؤمن
بما يأتيها من البعيد
بهيئة أمنية
تجري بها بعيدا
كي لا يراها أحد
فيكشف عنها غطاءها
ليصبح بصرها اليوم حديد
لوكنت ذلك اللاشيء
لما تركت بيتا إلا وعرفت
ما يهم أهله القيام به
لتصبح القلوب كلها
على نقاء قلب واحد
وشرعت في سن قوانين
فتصبح البهجة مظهراً عاماً
في لمح البصر
ورأيت عيون الله وهي تبارك
ما أقوم به وأنا أسمع
الجدات يكررن عبارات الدعاء
بالتوفيق والسعادة
لمن منَّ على هذه القلوب
بالألفة والمحبة
والشكر لرب النعم
كلها تسير حيث لا حياة
بلا نبض
ولا قلوب بلا مشاعر تزهر بها
حكايات الجدات
٣يوليو٢٠٢٣