-١-
ضمني بقوة محاولا منعي من دخول غرفة العمليات ،قال صديقي القديم بقلق :
-لقد رأيت نفسي في المنام أودعك ..أرجوك ..لاداع لدخولك اليوم إلى تلك الغرفة المرعبة ..فالتؤجل العملية على الأقل إلى الغد..أخشى أن تكون تلك رؤية؟
قلت مهدئا من روعه:
-بل هي أضغاث أحلام ياصديقي ليكن إيمانك بالله كبير..
بعد أقل من ساعة سنغادر معا.
لكن بعد خروجي من غرفة العمليات سألت عن صديقي ،أخبروني بأنه قد مات.
-٢-
بعد أن أفقت من البنج ،أعانتني الممرضة على الجلوس وقالت:
-حمدا لله على سلامتك؟
-الله يسلمك.
-أنت شاعر أليس كذاك؟
-في الحقيقة لاأدري.
قالت بدهشة:
-أحد لايعلم إن كان شاعرا أم لا؟
-في الحقيقة البعض يصفني بذلك ،لكن لماذا تسألين.
-قبل أن تفق تماما رددت بعض الأبيات الجميلة؟
-حقا..ماذا قلت.
-لا ..طالما أنك لاتذكر ماذا قلت فأن الأبيات قد تصادرت وأصبحت من حقي ؟
-حسنا ..لقد أهديتها لك.
-حقا..أشكرك؟
قبل خروجي من الباب إستدرت إليها وقلت هامسا :
-لقد تذكرت ماذا قلت .
-إبتسمت وإحمرت وجنتيها خجلا.
-٣-
قالت الممرضة الجميلة وابتسامتها الجميلة الحانية لاتفارقها:
-ماذا تتمنى في تلك اللحظة قبل أن تنم؟
قلت ..وبصدق:
-أن يديم الله ابتسامتك.
-٤-
عندما بدأت بتنفس المخدر بواسطة فمي وإخراجه من أنفي قالت لي :
-هل تكتب الأدب ؟
قلت :
-وكيف عرفت ذلك.
قالت :
-من تقاسيم وجهك ونظرات عينيك؟
قلت :
-وكيف تستطيعين معرفة ذلك.
قالت وهي تحتضن يدي:
-أنا عرافة دارسة؟
-حقا .. وماذا تقولين لي .
-أمامك طريق سفر طويييل ..قد تعود ..وقد لاتعود ،لاوقت للتفكير ..أتذهب أم تتراجع ؟
وقبل أن أجيبها كان قد أدركني الوقت وغبت عن الوعي.
-٥-
بالرغم من تظاهري بالخوف لتستمر إبتسامتها الحانية،
إلا أن إبتسامة طبيبة التخدير قد أفهمتني؛أن الخدر هو مسكن الألم،لكنه لايدوم.