إنٌ ثنائية العنوان قد تحيلنا إلى وقفة متأنيٌة ،كيف ستكون العلاقة بينهما لاسيٌما أن اللغة قد مرٌت بمراحل في الدراسات الأدبية ؛وتفرعت حتى غدت مسالة السيطرة عليها صعبة بعد المسمٌيات الجديدة .ولكن ان تحيلك المكتبة اللغوية لعنوان الكتاب يعود اليها،وليس للدراسات في الشعر ، والسرد و لا تفكيك للنصوص الادبية .
والكتاب صادر عن الهيأة المصرٌية العامة للكتب بواقع ٣٧٥/صفحة لمؤلفه الدكتور كريم زكي حسام الدين إستاذ اللسانيات في جامعة الزقازيق ،والذي اشار إلى أن دراسته بطبعتها الاولى عام١٩٨٩ بعنوان /القرابة اللغوية من انظمة التواصل في المجتمعات الإنسانيٌة وهي في نظره ظاهرة لغويٌٍة اولاً وظاهرة إجتماعية في المقام الثاني.
يقع الكتاب في ثلاثة ابواب يتناول الباب الاول اللغة ،والثقافة /الاداة والمنهج عن المنحى اللغوٌي ،والدراسات الإنثروبولوجيٌة التي تشتجر بالثقافة في مجتمع يكتسب فيه مجموعة من السلوكيٌات المادٌية ،والقيم ،والمعتقدات المعنوية .
والفصل الثاني يبحث في العلاقة بين اللغة والثقافة ويعرض لآراء مدرسة الإنتشار الثقافي ،وآراء اصحاب النزعة التطوريٌة ؛وما يتعلق بالمجتمعات والطقوس التي تمارسها.ومن ذلك تقاس منزلة الرجل بعددرؤوس الإبل التي يمتلكهاوتسٌمى الماشية وكما في إعتقادهم إن البيت الذي لا تجاوره حظيرة تقل مكانة اصحابه الإجتماعية ،وهذا كله يقاربه من اللغة ،والتي تشتمل على مئات الكلمات والتعبيرات لتلك الماشية .وما نجده من إرتباط العربي بالجمل ،والنخلة إلى جانب صورة العربي التقليدٌية بملابسه ،وكما في معتقدات القبائل الأفريقيٌة .
ونظرة إلى الباب الثاني يدخل المؤٌلف إلى مفهوم القرابة أهميتها وسماتها العربية واعتبارها المحٌرك للعلاقات الإجتماعية ،والإقتصادية ،والسياسية .وعنوان القرابة ومفهوم العصبٌية ويربط فيها نظرية إبن خلدون في مقدمته .وظاهرة الإنتساب والأسباب الٱجتماعية والتي حددها بتسمية ظواهر مختلفة .ويذهب المؤلف إلى أن الجماعة العربية قد ورثت نظامي الخؤولة، والعمومة عن طور الإمومة بقيام أحد إخوة الأم بدور الاب والمقولة المتوارثة (ثلثا الولد لخاله) وعن العمومة وما ورد من القول (بنات العم أصبر )ومثل آخر ((من استحيا من بنت عمه لم يولد له ولد )وقد لانتفق مع ماذكره المؤلف لما يتٌرتب عليها من تبعات سلبية .
والفصل الثالث يجمع المؤلف بين القرابة وصلة الدم ويربط بين العصٌبية وصلة الدم .وفصل آخر في القرابة وطبقات المجتمع.
وفي الباب الثالث والاخير يتناول المؤلف الفاظ المفاهيم العامة للقرابة في النسب ،والمصاهرة ويورد الفاظاً في ذلك منها /الصريح.المحض.البحت.الصليب .القلب ،واسماء أخرى في إختلاف النسب منها /الماشوب ،والهجين ،والمقرف،والمذرع ،المكركس والقلنقس.
أماٌ الفاظ الجماعات القرابية في الشعب والعمارة .البطن .العشيرة .الفخذ والفصيلة يدخلها المؤلف ضمن الفصل الثاني وعن الالفاظ الواصفة لعلاقة الزواج مثل الخطبة . الصداق .العرس .الزفاف وما يقابلها من الطلاق والخلع . الظهار . الإيلاء .اللعان . العضل جاءت في الفصل الثالث.وينهي المؤلف كتابه عن اشكال الزواج في الفصل الرابع؛ والفاظ واصفة للعلاقة بين القرابة والمصاهرة في الفصل الخامس ومسمياتها الكثيرة لمن يستقصي دراسة د. كريم زكي الشٌيقة .
وبعد فهذه قراءة سريعة للكتاب الذي ذكر كثيراً من الألفاظ ،والصفات المتعلقة بما اكتسبه الإنسان في حياته بالتعريف،والتخصيص وهو نتا ج التواصل الإجتماعي للمجتمع.
ولكن ماذا عن التواصل الإجتماعي بعد التقنيات ؟والتي أظهرت لنا الكثير من المواقف الطريفة في الزواج والطلاق .وفي التسلسل الإجتماعي للفرد ووجوده ،وعن التحولات الجنسٌية الحاصلة ،وحالات الزواج الغريبة بين الإنسان ،والحيوان واخيراًعالم الروبوتات ودورها في الحياة وآخرها التزاوج بينها وبين البشر ؛فماذا ستكون الفاظ اللغة عند ذلك وما نوع الثقافة التي ستكون بعد عقد أو عقدين من الزمان .
وإذا كانت لنا وقفة ممتعة مع كتاب اللغه والثقافة من خلال أبوابه الثلاثة ،فإنٌ الجديد والمستحدث فهناك مـَن سيكتب عنه وقد يخونه التعبير عن الحالات الشاذٌة، والكثيرة للمستقبل .