أرسلت له حروفي تعلن توبتي
عند معبد خلوتي و صلواتي
أنني انتظرته طوال هذه السنين
وخططت مخطوطاتي بحروف أبجديتي
رصعتها بالأحجار الكريمة واللؤلؤ
أنني في سبات وضيعت بوصلتي
وفارقتني الفرحة ولون الحياة
وتركت آثارها على تقاسيم الوجه والقلب
تجاعيد لا يمحوها الزمن
ولو عدت فلن تشفى الجروح
لأنّك نسيت الودّ
ونسيت معها الاتفاق والمواعيد
كانت لنا جنة فيها الحبّ والهيام
والأطياف ترسل أحلى الأنغام
والأطيار تشاركنا الحبّ واللهفة
وأنت سيد هذه الجنة
خيبت ظنوني فيك
فغيابك طال
ومراسيلي أصبحت عتيقة
لا تلبي غرورك
ولا تقطف من عنبك نبيذا
ولا من حياضك ورد ولا عطرا
أرسلت أشواقي سهام حبّ
لعلها توقظ قلبك وتحنْ
وتهوم روحي مع روحك
في الأفلاك والنجوم
وقناديل النور تضيئ
الفيافي والبساتين
ويسهر القمر يسلينا
ويمسح الدموع
عن العيون والقلب
أرسلت مراسيلي عبر الأثير
وعلى أجنحة الحمام الأبيض
فيها كل الحنين والاشواق
من جيوب الزمن ادخرت
لك بعض من الهمس
وصورا من دفتر الذكريات
وآهات وتنهيدات من السهر والقمر
أبكي له أوجاعي وحمم الانتظار
ولا رد لك لحد الآن ياقاسي القلب
فأنا في غنى عنك وعن دروبك
ووطني غير وطنك
وعنواني مسح من ذاكرتك