من حذر النهر من موجه
وزرع الخديعة
بين الكلمة والمعنى
من علم السنابل أن تهجر الحقول
بلا تفكير في نهش الغياب
من علم الجوع أن يطرق
أبواب العصافير
يا زمن القمع
إليك عنا
نحن قوم منهكين
كل جريرتنا
تلك القشة التي تقصم ظهر الحياة فينا
ونلتقيها في كل حين
في السلم والحرب
بأي لغة أفتح حواراً مع السّماء
بلغة الطين الذي اعتاد عشبه شرب الدماء
أم
بلغة الصباح الذي غيبته سهرة في حضن الرصاص
بأي لغة أفتح حواراً مع السّماء
والغيم مختنق بالأسود
وفي ذمة الموت
كل البيوت
والأرصفة
كل أعمدة الإنارة
والمآذن والكنائس
في ذمة الموت مدينتي
التي كانت تضحك على البؤس
في الشوارع الخلفية
بفنجان قهوة وسيجارة عند بائعة الشاي
وتشد على حنجرتها
في زمن الثورة
وكأنها اختزلت كل عنفوانها
في سلمية الهتاف
وكانت مؤمنة حد الإفراط
بأن الحرية حق آت
بأي لغة أفتح حواراً مع السّماء
وأنا في ذمة الحرب
لست شهيدة
تفتح لي السّماء مصراعيها
ولست قديسة
لأمنحها السّلام.