من انت ايها المطر الذي يخترق ارضي فيمحوكل اثاري
من انت ايتها النار التي تحرق احشائي
من انت ايها القلب الذي لا ينفك يخفق لكل الجميلات
من انت ايتها الرياح العاتية التي تعيدين تكوين ايامي
من انت ايتها اللحظة التي حطمت كل شيء امامي
من انت ايتها الامواج العاتية التي تحطم السفن الراسية
من انت ايتها الاقدام التي تمارس طغيانها علي
اوهام العقل البشري
الخيال الذي يحوك قصصه باسهاب في راسي
السر الذي امتلك صباي
الايام التي حفرت ذكرياتها في الذاكرة
دون ان تترك في ذاكرتي شيئا مما لم تحط به علما
اللوعة التي اكابدها كل لحظة
الالم الذي يتصاعد في اعماقي
الصبر
المصير المجهول في الحكايات
التي سطرتها جدتي في مخيلة الاطفال
عندما كنا صغارا نتمتع بالحرية
اهكذا تمر سنوات العمر
مرة زاهية واخرى باضطراب
كحبات مسبحة انفرطت من ايدينا
كم من المرات اطبقت راحتي على بعضهما
كجناحي طائر هارب الى ارض غريبة
لا تلد الشياطين كارضي
وهكذا افكر بالولادة من جديد
•
ايها الوطن المسافر باحلامي
ايها الزمن الذي يقطع الساعات من عقاربها
ايها الخوف الذي يفترش ذاكرة الحلم
ايها الرحيل الذي ادمى اقدامي
ايتها الارجل المسافرة بي
عبر ارصفة المحطات الغارقة بالدموع
الكابة تحاصرنا
الغثيان يطوق وجوهنا
اغفاءاتنا كسيحة
الوقت يبحث في ملامحنا عن سويعاته
التي غيرتها الرياح العاتية
شاخت الاحلام كما شاخت علاماتنا
مرت ايامنا راحلة كرحيل اعمارنا
انكرتنا وجوهنا
نحن المتساقطون على اديم الارض
بلا رحمة نستنزف وجودنا
كاننا لم نخلق لنحيا في زمن اللوعه
ففوجدنا صامتين
•
صمت تخيم اجنحته على الشفاه الذابله
ظلام يمارس طقوسه على الشوارع المعتمه
الاف الاطنان من الهواء تحرقها انفاسنا
لتعيش بمرارتها الاشجار الواقفه
تندفع النفايات المتسخه
من نفايات افواهنا
ونحن نترك عرينا على الطرقات
مقرفة اوقاتنا
موحلة ايامنا
لن نهمس لعرينا اكثر مما ينغي
انفاسنا تتعالى بمرارة
الشجيرات تودع وريقاتها الصفراء
تتساقط بصمت رهيب
شوارعنا تملؤها دموع الاموات
وضجيج الارواح الحائرة
حلم يرسم الامنا
اي حلم يراودنا
من يحفر القبورلاجسادنا
من يغمض عيوننا المفتوحة
من يعانق اكفنا المبسوطة
امامنا كل شيء يقفز بوحشية
ليؤمن لنفسه البقاء
الا نحن البؤساء
قمرنا يخفت في ظل الانكسار
ولاننا على لوحة الولادة ساكنين
تنحتنا ايامنا تماثيل لعشقها
وكالجرذان الصغيرة تحفر اعماقنا
القصائد تنهش اجسادنا
تفرض كلماتها باجهاد
لتتركنا نغفو على لوحات اعمالنا المرهقه
دموعنا تتحدث بلغة المرارة
وجوه كسيحة تطارد ذكرياتنا
غربشاء نحن عن عالمنا
اجسادنا تهرات بين طيات ثيابنا
فاضحت هياكلنا تسبح في الغربة
انعكس الضوء بشاقولية على دمائنا
فاصبح مسرح الحياة مسرحا للدمى
ماالذي يجعلنا نبحث عن اسمائنا في سجلات الاموات
تواريخ الهروب تقذفنا
ذلك البلد الذي امتد بارواحنا
يتكور بين ايدينا
تلمسه اناملنا
قبضة من تراب
تستبيحه الغربان
ونحن نقف مقيدين مشلولي الاذرع
اعيننا معصوبة
ايتها السماء التي امطرتنا القذائف
من ذا سيحمل اعباءنا
ونحن مازلنا منهزمين
عذرا فقد استبيح دمي