كانت قد أعدت نفسها بتمهل حتى تظهر في أجمل صورة، بعد وضع أثمن المساحيق التي أهداها إياها في كافة المناسبات.
من أحمر الشفاه والكريم الأساسي ،وطلاء الأظافر، حتى طلاء الجفون والرموش.
دخل إليها في غرفة النوم وقال وهو ينزع ثيابه: يزعجني ذلك البطء ؟
ضحكت بغنج وقالت :
-من يسمع كلامك يعتقد بأنك لم تراني منذ شهور عدة، ولايعلم أنك بأحضاني كل يوم.
فتح خزانة الثياب بتأفف، إختار روب أسود ،قالت معترضة:
-ماهذا اللون الكئيب ياحبيبي، إنتظر قليلا؟
ثم أخرجت له روب أحمر قاني، وقالت:
-هذا ماأريد رؤيتك به منذ ذلك اليوم ياحبيبي؟
فرح كثيرا بالروب الجديد وقال :
-هكذا ستكون كل حياتنا عيد حب ياحياتي..وهو بالطبع عيد الإخلاص و الوفاء.
قالت وهي تحتضنه:
-إلى الأبد ياحبيبي.
ثم أمسك بقميصه الملقى على السرير وأخرج منه زجاجة كالونيا من العطور الباريسية الثمينة جدا وقال:
-وهذه لك ياحياتي؟
أخذتها بفرح غامر وقالت :
-أنا لاأريد منك أي هدايا ياحبيبي، فأنت أعظم هدية لي من الله،لقد غمرتني بعطفك وهداياك منذ أن تعارفنا من سنوات ؟
إرتدى الروب الأحمر ،ومن ثم فتح ذرفة خزانتها وقلب بفساتين نومها ثم قال :
-أريد أن أراك اليوم في هذا الفستان المثير؟
قالت بسعادة:
-وهكذا أكون قد إرتديت لك جميع الفساتين؟
قال:
-وفي الغد سأشتري لك فستانا جديدا أجمل من كل الفساتين تلك التي اشتريتها لك في السابق؟
بعد أن إرتدت الفستان ،حملها برفق ووضعها على السرير ،وما أن هم بها وهمت به حتى قرع جرس الباب ،وقالت بغضب،وصبر نافذ:
-من هذا القذر الذي يقرع الجرس في هذا الوقت من الصباح الباكر ؟
ذهبت إلى الباب ..نظرت من العين السحرية ،زفرت بضيق ،جرت إليه وقالت :
-أنت مضطر الأن ياحبيبي للنزول تحت السرير قليلا ،لقد عاد ذلك الحقير، لعله نسي شيئا وعاد ليأخذه، أنه زوجي .