كنت طفلة عندما أعتقدت إنني أفتش في وجه الحرب عن ملامح أنثوية.. لأنني ظننت أن الطلقات التي تسمع كالهدير هي فقاعات ألعاب أطفال….
وإن الإرهاق المتراكم على وجوه الجنود هو شيء من العروض التمثيلية على خشبة مسرح الحياة…
وكذا بقع الدماء على الأثواب هي ألوان من مساحيق تجميلية…
كنت صغيرة عندما كنت أطلق الضحكات البريئة في لحظات الوداع الأخير، وكل من حولي يحيطون بجنازة أحدهم… وإنني كنت أظن أن الراحل سيعود بعد ساعات… لم أكن أعلم إن البكاء توأم الضحكات وأن الحياة هي الأم الحاضنة لهذه التبدلات والتغيرات..
ببراءة الطفولة كنت أعتقد أن ألعاب الدمى هي عالمي الجميل المغلف بأحلامي الوردية التي كان إنشغالي وخيالي… وإنني أعيش في مدينة من حلم طفولي ولي جناحي فراشة في ذاك العالم الزهري…
فناء بيتنا كان البقعة الآمنة لنا وإن ما بعده من زقاق هو المجهول الذي أسير فيه وأنا ممسكة بيد أمي.. كنت طفلة حين كنت أخاف من الوجوة الغريبة والشوارع المتسعة والمباني الكبيرة وحجم مدرستي عندما وطأت بقدمان صغيرتان لأول مرة..