بعد ان تخطينا بعد سقوط النظام ازمة الرقيب في الطباعة مقصا وتحيزا وانفتح العراق اعلاميا واجهتنا مشكلتان , الاعداد الغفيرة من الكتب التي تفتقر الى الرصانة الادبية وارتفاع اسعار تكلفة الطبع .
واتذكر في السنة الاولى او الثانية من انهيار النظام السابق اثر الاجتياح الامريكي التقيت بمنظمة مدعومة من احدى المرجعيات تتكفل طباعة الكتب في لندن وسألتها لماذا العاصمة البريطانية والكتاب العراقيون بحاجة لجهدكم فاجابوا نحن نخشى فهنا لا يتوفر الامان … وتوفر الامان بعد ذلك ولكنهم لم يساهموا وفضلوا ان تتواصل نشاطاتهم في الخارج .
هناك دور نشر متثعلبة تاتي اليك فتوفر لك طبع كتابك بربع السعر على ان تشارك هي فيه بمعارض عالمية وعربية ولكن وعهدهم كذب, فيطبعون لك نسخا محدودة اما مالك فيدخل في اسفل جيوبهم .
اتحاد الادباء في البصرة يطبع بمساهمة من شركة اسيا سيل كتبا لادباء لا تشكل علامة فارقة واغلبها دواوين شعر لا تتعدى ثلاثين صفحة ويجري صراع في الاتحاد بسبب هذا المشروع فمنهم من يغضب وينسحب ومنهم من يصفق .
اؤكد لكم بان هذه المدينة الجنوبية زاخرة بمسودات كتب ذات قيمة حقيقية لكنها مركونة في الرفوف والخزانات في انتظار النور .
اما وزارة الثقافة فقد استوردت اعظم المطابع الالمانية ولكن الكثير من الكتّاب اصلا لا يرسلون لها المسودات لانهم يعلمون ما فيها من عدم الاهتمام وان مصير كتبهم الانتظار لسنين طويلة او الاهمال .
ديوان محافظة البصرة تبنى مشروع الطباعة لكنه طبع اعدادا قليلة من العناوين لا تتعدى اصابع اليد ثم تعثر مشروعه .
اما بقية دور النشر فهي تتبنى طبع كتب تتوقع ان لها رواجا .
من هنا تاتي اهمية المبادرة التي اطلقتها مجلة بصرياثا الادبية .
(في كل مرة، نحاول أن نجد حلّاً لمشاكل أبنائنا الكتّاب الشباب، ومن تلك المشاكل التي يعاني منها كثيرون، هي مشكلة طباعة الكتاب خاصة اذا علمنا أنه يكلّف مبالغ لا يمكن أن يدفعوها للمطابع، لهذا فكرنا بطريقة ممكن ان ندعم فيها مشاريعهم الكتابية من خلال طباعة محدودة لكتبهم، ذلك لأن المطابع ودور النشر لا تطبع أعداداً قليلة من الكتاب، فأقل عدد يمكن أن يطبع فيها ألف نسخة، فيما يريد الشاب أن يطبع مائة نسخة أو أكثر بقليل من كتابه ….، وهذا ما جعلنا ان نقدم مبادرة طبع الكتب بنسخ محدودة مقابل مبلغ زهيد لتغطية نفقات الأوراق والأحبار ومواد التصميغ والتعريش لتكون نسخة الكتاب لا تقل أهمية، من حيث الطباعة، عن تلك التي تطبع في المطابع الكبيرة..).
وجاء في الاعلان بان الكتاب الذي اقصاها 100 صفحة يتم طبع مائة نسخة منه بسعر 200 الف دينار عراقي .