خطوات…
كقطراتٍ مطرية
على أرض الرمال
وفي العتمة الحالكة
أحيك ثوب القمر
و أدعوه للسير
إلى جانبي
أسقيه كأساً
نشربه على نخب ضعفي
لحد الغثيان..
وفي طريقي إليك
أسكب ما تبقى
في جوفي
بعضاً من خوفي
وبعضاً مما مضى
وكل انكسار..
عيون الظلام
تتربص بي
والدمع في مقلتي
مبتلية بجراح عشقك
روحك غيمةٌ من دماء
فارس تعانق السماء
تمتطي صهوة الريح
وتتسلق شعاع القمر
يتجسد فيك جمال الغروب
وعراقة فارسٍ موهوب
خبّابٌ لفرسٍ أصيل
ولأني فرسٌ لا تهاب
قلبي قد سبقني إليك
أحمل كبدي بين يدي
وإكليلٌ من زهور الريحان
أراوغ به جوع الذئاب
أنثر زهر الخزامى
أخفي من حولي
رائحة الجيَف
أغني أغنيتي الأخيرة
وصيحات الجوى والنواح
أروي بدمعي
حكايات الريف
وألف ليلة وليلة..
يستدرجني إليك
ينبوع حبٍ عذري
وعبق الفجر،
فتغفو عيناك كل صباح
وتسكت شهرزادي عن الغناء
وعن الكلام المباح،
وأخزّن بين أضلعي
رموز آلهة “الأمازيغ”
“إيزيل” رمز الحياة
و إله الحرب “يوريغين”..
أخبرني كم عام مر عليك،
ومر السلام عليك فيه؟
كم شمساً وعدَتكَ بالخلود
وأدلت ضفائرها
شعاعاً ونور
فتنة لحظة
وعدَتكَ ألاّ تخون
تعيش على إيقاع شوق
أسمع وقعهُ في قلبي
كأشجار أرز
تتغنى بكلمات
مزدوجة المعنى..
كنسمةٍ علية
من جبال الأطلس العميق
تلتقي نظراتنا
في منتصف الوجدان
وفي آخر الطريق
صلواتك تعبث بمشاعري
فأقف عندها قليلاً
على ظلال الأطلال
أتلذّذ بلحظة طرب
صدى عودٍ عربي
في ليالٍ أندلسية
تشتاق إلى فيروز الشام
كما المشرق للمغرب
ولنغمة ناي..
سوط الدجى
يقصم ظهري
وأعدو عكس الريح
فيزهر الريحان
عند وقع حوافري..
روحي محملة بالأسرار
أزاحم النجوم
أسرق نفساً..
من صمت الموتى
ومن روح ساحرة
إغريقية
لأبني من عشقك مرقاب..
قصيدتُكَ تسيل من فمي
نسجتَ حروفها
أيام الغياب..
سأُحفّظُها للأجيال
وأقطف بها زهوراً برية
أزرعها في أرضي الخصبة
وأتداولها مثل دروازة
في الأزقة القديمة
فصحرائي بلا حدود
والطريق إليك
قد يطول..
أحمل في عيوني
لهيب الشمس
وفي لهيبها أعدو
فرساً حرة
تعشق خيالها
وتتنقل في جنونه
معشوقة الجن
سأكون..
خنجرك فوق رقبتي
و في كل خطوة
أخطوها
أحمل جرحاً
يخرسه العناد..
كنهر الزيزفون
أنا قوة “تافراوت”
و ضبح العاديات
أعلّمُكَ السحر
والترياق
وما أوتي الملكان
بمملكة سليمان
ليذكرنا كل لسان
أسطورة عشق
أنا ليلاها
و أنت فيها المجنون..