تـلك المنصــة:
بناء على الإيقاع المذهل للتقـدم العلمي والتطور التكنولوجي والحضاري، الذي أضحى يتضاعف بسرعة مذهلة في كل لحظة وحين؛ محولا العالم إلى شبه قرية كونية ، في ظل تكنولوجية الاتصالات ، التي تمدنا بوسائل وتقنيات حديثة ، تخدم الإنسان، أكثر مما تضره. هَـذا إن تم استغلال تلك الوسائل والتقنيات ، بطريقة إيجابية ، ونَـحْـو هدف محَـدد ومرسوم سلفا. وفي نفس الوقت، إن كانت لنا رغبة أو إرادة: فوسائل التواصل الاجتماعي؛ تفرض علينا إنتاج أسئلة وتساؤلات مستقبلية نحو أدوات الإنتاج الثقافي والعلمي، وكيفية استغلالها؛ على الأقل لخلق نوع من التوازن لمبدأ التواصل بين الآخرين، وتجديد العلاقات الإنسانية.
وهنا محور حديثي[ الفايس بوك] تلك المنصــة التي فرضت وجودها علينا بتقنيتها وأسلوبها و نظرتها للعالم كرؤيا ! باعتبارأن [ الفايس بوك] أحَـد المنصات الأكثر انتشارا واستعمالا ، والذي يُتيح ويبيح التفاعل والتواصل بسرعة برق بين الأشخاص سواء أكانوا[ معلومين ] فيما بينهم أو [افتراضيين ] حيث يشاركون ويتبادلون / ينشرون المعلومات والأفكار وتعقب الأحْـداث الجارية على كل المستويات كل في محيطه وموقعه بسهولة ويسير. فأي تدوينة أو منشورأو صورة ستكون في متناول الآلاف المؤلفة من المتتبعين ، والمستهلكين والمشتركين داخليا وخارجيا. وذلك على مَـدار الدقائق ! فبالأحرى الساعات ! وهو الأمر الذي لم تحققه الصحيفة الورقية ، سواء المستقلة أو الحزبية ؟ ولنؤمن بهاته الحقيقة . ولنؤمن كـَذلك بأن[ الفايس بوك] ظاهرة من ظواهر العَـصر. مما أمسى من ضمن أشكال الهيمنة الثقافية / الإعلامية / من خلال الاتصال والتواصل الدائم و المستمر مع الجميع ، وتزايد الإقبال عليه . إذ بدون استئذان استطاع ويستطيع أن يخلق مجتمعا { فيسبوكيا } وتزداد قوته ؛ إن تم العُـثور على أشخاص لديهم نفس الاهتمامات ونفس الهواجس. بحيث من خلال منتوجه ، ونوعية رواده يتم استقراء المجتمع وكيف يفكر أفراده ( ذكورا / إناثا ) وما هي رغباتهم وطموحاتهم ؟
أليس “الفايسبوك” منصة / جهاز مزعج للسلطات، والقرينة تكمن أن العَـديد من الساسة والحزبيين حاولوا محاربته عن طريق تقنين قوانين صارمة للتعامل معه ؟ وللنشر فيه ؟ أليس “الفايسبوك” حَـقق” الربيع العَـربي” وأطاح بالكثير من الرؤوس المُفسدة والفاسِدة ، والعصابات الإجرامية ؟
طبعا أية ظاهرة لها إيجابيتها وسلبياتها ، لكن الملاحظ بأن “الفايسبوك” له آثار جانبية ، في بلادنا [ تحْـديدا ] ارتباطا بعـَوامل متعـددة ، تتعلق بالأفراد وأهْـدافهم . وأبرز العَـوامل تحويل [الفايسبوك ] ك [وسيلة ]من وسائل التفاعل ونشر المقترحات والتصورات والجَـديد من الأفكار والإبداع وطرح الأعمال من فنون القول ، والفنون المشهدية إلى [ غـاية ] يحضر فيها الذاتي والنرجسية والبطولية، مما يتضاءل التفاعل والتجاذب بين الفايسبوكيين، وأبرز نموذج{ المجموعات/ les croupes }بحيث لماما ما نلاحظ تعليقا وحيدا وتعقيبا أوحـَدا ! و في الغالب ثلاث استحسانات، وهنا أتحَـدث عن المجموعات المسرحية ، والتي تكاثرت[ عربيا ] بشكل رهيب في الآونة الأخيرة، والمسألة إيجابيه مادامت كل مجموعة مسرحية تحاول أن تستغل الفضاء الأزرق كسلاح إيديولوجي/ إشهاري: لمصلحتها وأهْـدافها، عبر بوابة التواصل والتعارف ونشر ملصقات العروض المسرحية ، والتعريف ببعض المبدعين المسرحيين . مقابل هذا تمظهرت ظاهرة جِـد سلبية ، خطيرة عبر الفضاء [ الفايسبوكي] خارج إطار المجموعات المسرحية ، ولكن من معمعان الفرق المسرحية المغربية ( تحْـديدا )