كانت صدفه سعيدة أن يكون بجواري في تخته الفصل زميلي هيثم ذلك الفتي المدلل وحيد والديه كأبن و له أخت صغيرة تسمي جيهان تيمنا بأسم سيدة مصر الأولى آن ذاك و وكانت المدرسة تتوسط المسافة بين منزلي و منزله في شارع يطلق عليه شارع المدارس و كنا نلتقي يوم الخميس للنزهة في شوارع المدينه التجارية وبعد إنتهاء المرحله الإعدادية كان خبر سفر هيثم مع أسرته إلى الخليج بمثابه الصدمة المدوية خاصه أنه الصديق الأقرب إلى قلبي وله مكانه متميزة لدي ولكن ما كان يخفف عني وقتها الخطابات التي كنا نتبادلها معا خلال الدراسة و في الصيف و بمجرد بدايه الإجازة الدراسية يعود هيثم و أسرته إلى المدينه و نلتقي بصفة دورية في حجرته الفاخره يخرج كل الألعاب ليشاركني المنافسة و يمدني بالكتب الدراسية الفاخرة التي درسها طوال العام للإطلاع عليها و كم كانت سعادتي بإحضاره هديه بسيطة لي من بلاد النفط تدل علي أنه يتذكرني في غربته مرت الأيام و ألتحقت بالجامعة و هو ألتحق بكليه الأعلام بالعاصمة كان قرر الأب أن تعود الأسره الي القاهرة لإكمال هيثم تعليمه في مصر علي أن يستمر الأب بالعمل في الخارج و استمر لقائي بهيثم في الاجازه الصيفية لزياره أهله في المدينة وخاصه جدته لوالده
وهي سيده كبيره في السن تسكن في مكان قريب من مسكني و لذا كان هيثم يزَرها ثم يمر علي للتنزه بصفه يوميه و مع الوقت طلب مني أن أعتنى بها و أن أمر عليها كلما سمحت الظروف و عند عوده هيثم للقاهرة توالت زياراتي لجدته الحاجه فاطمه لتحكي لي الماضي الجميل و شقاوة جمال والد هيثم كانت جلستها ممتعه تعود بك وكأنك تشاهد صندوق الدنيا او البيانولا و جمال الماضي وروعته بكلمات وكأنها موسيقي تصويريه أو فلاش باك لفيلم أبيض و أسود و بعد أن أنتهت الدراسة و حصلت علي الشهادة ألتقيت بهيثم ووالده عند الحاجه فاطمه و بينما الحاج جمال يبارك لي النجاح في الدراسة ألقت الحاجه فاطمه قنبله مدوية أحرجت الجميع وهو أن أتزوج جيهان كم كان العرض قاسيا و كأنها قنبله مسيلة للدموع جعلتنا جميعا لا نري شيء للحظات ولكن الحاج جمال استدرك الموقف و لام علي والدته أن تفكر بهذا المنطق شعرت وقتها بالحرج و أيضا بعدم أقتناع عم جمال بي ربما لصغر عمري و صغر عمر جيهان من ناحيه و أيضا لعلمه بتكاليف الزواج و أنني حديث التخرج و لم أحصل علي عمل و لكن بعد أن شاهدت جيهان خلال زيارتي لهيثم سألت نفسي و لما لا مازال الوقت امامي فهي مازالت تدرس في الجامعة في السنه الثانية بكليه التجارة اذا مازال أمامي سنتين أحاول جاهدا أن أكون كفأ لها رغم صعوبة الطريق ولكن من حسن الحظ بعد شهر حصلت علي وظيفه حكومية جيده بمرتب جيد و لكن مكان العمل متنقل من محافظة إلى أخرى كانت خطوه جيده في طريق الزواج و لكن كان الهاجس الذي يؤرقني ماذا لو رفض الحاج جمال هل سأقطع علاقتي بهيثم و هل أنا فعلا كفأ لتلك الفتاه الجميلة و دخلت في حلقه جهنميه من التساؤلات و المخاوف هل سيظن هيثم أنني كنت علي علاقه به بغرض الأرتباط بجيهان وهل سيظن عم جمال أنني طامع في سفر للخارج أو في أمواله التي جمعها في سنوات طويله من خلال عمله في الخليج الموضوع ليس مجرد زواج بل هو رهان بصديق العمر أما أن أظل معه طوال العمر أو أفقده تماما و بشكل مهين لي في البداية قررت أن أعرف راي جيهان ومن خلال الهاتف ومع الحديث معها كانت تنتظر أن أسألها عن رأيها في الأرتباط بي و لكن في أخر لحظه قررت تغيير الموضوع ليس خوفا من ردها الرافض بقدر أن تقص المكالمة لهيثم ولا أدري رد فعله تجاه ذلك كان علي أن أنهى هذا الصراع النفسي القائم بداخلي طالما النية هي الزواج و البعيدة عن كل الهواجس و الأفتراضات التي أضعها كل يوم وتتزايد بطريقه أنشطاريه كالأنفجار النووي من هنا قررت ان تكون المواجهه مع أول لقاء بهيثم و أن أطلب منه الأرتباط بجيهان علي طريقه قفزه الثقة لم يستغرق الوقت طويلا و أتصل هيثم يخبرني بخطوبة جيهان لزميل لها في شركه مبيعات كانت الصدمة مدويه فأنا علي علم بأن الحاج جمال في الخارج فكيف تم ذلك ومن خلال مكالماتي لهيثم علمت أن خالد زميلها في العمل طلب يدها من هيثم الذي بدوره أقنع والده برغبه أخته بالأرتباط بهذا الزميل ووافق الحاج جمال علي الخطوبة علي أن تقام المراسم بعد عودته من الخارج بعد عده شهور عاد الحاج جمال و قررت زيارته في القاهرة و بعد صلاة العصر مع هيثم و والده رن جرس الباب ودخل شاب أسمر اللون نحيف البنيه بسيط الثياب رحب به هيثم و أجلسه في الصالة وعندما سألت هيثم من يكون هذا الشاب أخبرني أنه خطيب جيهان في لحظات خرجت جيهان بكامل أناقتها و أصطحبها خالد للتنزه وخرجا سويا وأنا جالس مع الحاج جمال و هيثم متعجبا مما حدث ولكن لو تفتح عمل الشيطان.