اغتراب
تنكرت الحاضنة لها، لملم أشلاءها الشارع، أينعت تنازعت الكلاب الشاردة على قطافها، طلقت ما يوثقها بجنسها، تسربلت بنصل الفتوة المتجرع لترددات الجراح.
يقظة
اخْتلَى بِنفْسهِ في مِحْرابِ النَّدم، زَفَر زفْرةً رجَّت جَسدهُ، سبَح في بُكائيَّات مَلَكوت الله، انْعدَم وزْنهُ، تَناثَر جُزْئِيَّات في الكَوْن.
ضريبة
وَقَف خلْف أحْلامِه، تَسارَعَت دَقّات قلْبه، تبَرَّأتْ مِنْه أنْفاسُ المَاضِي، تَقاذَفتْه مَضارِبُ الرِّيح، أُشْفَقَ عليه بِرسالةٍ مَخْتومَةٍ.
فِطام
أفْنَى يَوْمِيَّاتِه، يُطارِدُ السَّراب، إِلى حِين لَحْظة سُقوطِه فِي غَياهِب الْجُبِّ، هُناك فَحَسْب، اسْتَعاد وَعْيَه، فَقرَّر مَصيرَه.
أنانية
عَكَّرتْ مِزاجهُ، حاصَرتْه بِفيْض رَغَباتِها، أعْدمَتْ جُيوبه، اعْتنَق الْأَوْهَام، ضاقَتْ بِه الشَّوارِع، قايَضَ حَياتهُ بِالْبَحْر.
تَغْيِير
اِمْتدَّ بَصَرهُم، رَكِبوا قِطارَهُم، اِخْتَرقُوا الْجِدار، صفَّقتِ الْقُلوب اِبْتِهاجاً، أحْكَموا قَبْضَتهُم على الْكُرْسِيِّ، حادوا عنِ السِّكَّة، هبَّ الضَّمير.
ضِعَة
اِعْتلَى الْمِنصَّة، اِنْحَرفَ بِصَوْتِه الرَّصين، لوَّثَه بحَشْوِ الْمُلايَنَة، رُجِم بقاذفات مُنْفِرة، ردَّها بِنفْسٍ مُحصَّنة.
تَلاَحُم
احتضنتها بوهج، سكبت كل مشاعر الحب على روحها، استعادت وجع الألم في شذى الذكرى، استيقظت على بريق الأمل، عانق نبض قلبها
عُقْدَة
صادَرُوا حَنانَهُ بِوَقْعِ إِنْكارِ وُجُودِه، تَمَدَّدَت قامَتُه تُعانِقُ عَنانَ السَّماءِ، اِقْتَبَس منْ حُلْكَةِ اللَّيْل تَقاسِيمَ وَجْهِه، وَثَبَ على كُرْسِيِّ الْجَحيم، أَصْبحَت رائِحَتُه تَزْكُمُ الْأُنُوفَ، لَبِسَ الذُّلُ الْجُرْأَة، أُطيحَ بِه، اِبْتَهَجَتِ الْأَقْنِعَة.
اِنْهِيار…
ساقَهُ الْقَدَرُ إِلَى كُرْسِيِّ الْمَسْؤُولِيَّة، شَدَّد الْخِناقَ عَلى مُوظَّفِيه، وَصَفُوه بِالتَّعَنُّت، سَرَّبُوا مَناشيرَ تُدينُه بِالرَّشْوَة، حُقِّقَ مَعَه، خَرَجَ بَرِيء الذِّمَة، عُوقِبَ بِالْفَصْلِ.
خِزْي
سَعَى لِيَتبَوَّأَ الْحُظْوَةَ، اُخْتُبِرَ فِي بْرُوتُوكُولاَتِ الشَّيْطَانِ، تَفَوَّقَ بِامْتِيَازٍ، قُدِّمَتْ أَوْرَاقُ اعْتِمَادهِ لِهُبَل، عُيِّنَ بمَرْسُومِ فَخَامَتِهِ مُحَافِظًا سَامِيًّا لِتَأْطِيرِ صُورَتِهِ عَلَى جُدْرَانِ الْوَطَنِ، لَمْ تَكْتَمِلْ فَرْحَتُهُ، حَتَّى ضَرَبَ زِلْزَالٌ أَطَاحَ بِرُؤُوسِ الشِّرْكِ.
تَحَوُّل
شَكَّلَتِ الْأَوَانِيَّ مِنَ الطِّينِ، عَرَضَتْ عصَارَةَ جُهْدِها بالطَّرِيقِ، اِكْتَوَتْ بِأَعَاصِيرِ الشِّتَاءِ،اِسْتَرَقَّ الْهُزَالُ جَسَدَهَا، أَبْرَقَتِ السَّمَاءُ، أَضَاءَتْ دَرْبَهَا.
مفارقة
تآكلت جيوبه، اسودت الدنيا تنخر صدره، طرح نفسه في الشارع للبيع، مرت يد بيضاء، كفكفت أحزانه، سطع نوره في ضمير الكون.
انقشاع
تجرع الإملاق حتى الثمالة، عانق جسده الممزق تصدعات الأرض، بسطت الرحمة جناحيها عليه، طرحته إلى سعة الأفق.
براغماتية
انقلبت عنده الموازين، باع نفسه للشيطان، طبع على قلبه غشاوة، اختلق جما من المبررات، انزلق في الهاوية، أنقذه زيف التاريخ، قلده وسام الاستحقاق.