في احدى الحافلات تجمعنا الرحلة اليومية الصباحية ..يصعد حاملا بضاعته من النعناع ، بجوار المقعد الذى يستقر عليه يضع على أرضية الحافلة بضاعته.
غادرالعقد السابع من عمره بقليل أنبأتنى كثرة التجاعيد التى غزت وجهه..قصير القامه..نحيل الجسد ذو لحية بيضاء حريرية وبشرة خمرية قضم الشقاء توردها.
اعتاد أن يرتدي جلبابا وفوقه سترة طويلة بكمين ويتلفح بشال ويلف رأسه بعمامة بيضاء .
لايحادث أحدا الا فيما ندر.. قبل أن تدنو وجهته التى يقصدها يحمل بضاعته و يقترب من باب النزول لمغادرة الحافلة ..لم تكن له وجهة محددة يقصدها فى كل مرة.
جمعنا مقعد واحد مرات عديدة ..في كل مرة أتفحص ملامح وجهه المزدحم بالتجاعيد وكأني أراه للمرة الأولى … يفضفض معى وتستقبل أذني ما يكبه فيها من حكايات يرويها عن مشوار كفاحه الطويل في بيع النعناع .