![](https://i0.wp.com/basrayatha.com/wp-content/uploads/2024/02/mahdi-aljabere.jpg?fit=451%2C240&ssl=1)
النسق المضمر
ماذا تبقى وقد نفد المشهد؟ تاريخ يتفرق في لسانه ذاك الخارج من لهجة التفاحة مرارة كلما لاحت أسماء الإشارة اليه، هل هو المتبقي على هامش أسئلة شرسة، نازل من مخابئ القدر ليتلقى عزلة هامدة، لو كان يملك أصابعه هل ساق قلمه على ذات الخط، أم تولى الى عذرية الفطرة لا يمسها انزياح ولا عين زوال، خرج وفي قلبه مركوز سؤال أليم، لماذا أنا محذوف الطفولة والمآل، يقول عن ذاته المقذوفة في بلاغة المتاه، من لا جذر له فقد الرغبة في حواس الاستعادة، ويضيف أنا تأكيد اللذة في مواقيتها الخاطئة ، ربما مواقيتها المبكرة لا الخاطئة ، وربما الفائضة ، لكني لست حجما في خسارة الأغنية ، أنام واصحو وأشد وتري المنفرد أعزف نزهاتي على نغم السبل ، ربما أنا اسوء عادات القدر واشدها غرابة حين تجرني بحبل لا مرئي أغبى الشهوات الى مواجهة اللاإكتراث بي
مهنة الشرع أن يبقيني سبيلا مرصودا من أبوين، كم من سبيل تالف لم يسعفه الرصد والتمني، كم سبيل خرج على مهنة الأبوين، ها أنا ذا سبيل مشطوب الجذور، ولكن اليس كل طفل هو ابن الرغبة.
يمكن العثور عليّ في إيقاعات الفلسفة، وفي هوامش الأحاديث، في زنازين الروايات، في التهم الجاهزة، في المفارقات الوقحة التاركة اجسادها في المساجد وتتشكل أروحها على أسرة الشهوات،
في هجاء الأسرة لذاتها بعد أن يغادرها مدح الأجساد لبعضها،
أزهر في مفاصل العشق على حين وثبة حارقة، ولكن كيف لي أن أعلن وجهي (وانا انسان بلا انسان ) أنا صيغة تصويت مؤجلة، أنا إستعداد الهزيمة الثابت في بوصلة المناعة، أنا حطب الأسئلة التي لا تحترق
النسق الظاهر
البصمة هي هوية تؤكد حاملها وكل إثر تتركه فهو له قطعا لذا فان العنوان يؤكد هيمنته على المتن بصورة مبكرة ويمكن اعتبار العنوان نصا موازيا مؤجلا بحيث يكون المتن مجال اختباري لصحة محموله أيا كان.
محمول النص في تماسكه وطريقة تركيبه في (بنيته السطحية) يحيل الى البنية العميقة على انها (بنية اعتقاد) لا (بنية إدراك) لأننا نرى ان النص قد قام بتخصيص طبيعة الاعتقاد عبر ملفوظاته التي تؤكد ان هذا القضم للتفاحة ونكران القاضم بعد دفعات الأدلة ثم اعترافه به هو بنية مبنية على تناص بالمعنى مع الاية الكريمة (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً)
إذن هو إحالة على بنية اعتقادية مودعة في محمول الاية القاطع وتشي مفردة لا تقربوا بانه مهما كان مدى الدوافع وتحت أي مسمى او ضغط فانه من السبل السيئة القاصمة لظهر المجتمع وهذه البنية الاعتقادية ترتكز على صورة سردية مرجعية بحبل سري الى مغزى الاية فالقصة وبحسم من صيغة المستوى اللغوي لم تنفتح على ( البنية الادراكية ) التي تفتح المستويات على مناقشة دوافع الرجل والمرأة في تلك اللحظة ومستويات الناتج في عمقها الفلسفي ويبدو ان النص ليس في صيغة اثارة هكذا أسئلة بقدر ما هو معني من ادانة هذه البصمات بموجه عقائدي وتمثيل ادبي سيقت مفرداته الى مؤكدات الإدانة ( تذكر / تسع إشارات / وجه الطفل / كسر قفل لسانه )
كل من مستوى التمثيل في بنيته الإدراكية او الاعتقادية هو من تصورات العوالم الممكنة التي هي بتعبير ايكو حالة من الأشياء المعبر عنها بواسطة مجموعة من القضايا
إن حركة مداليل النص تستمد تحققها من طبيعة المواقع التي يريد ان يحيل عليها النص لذا فالنص واقع في مدى التفسير الدلالي لان مواقعه المحركة له هي مرجعيات النهي والقبح والاعتراف المودعة في المرجع الخارجي سواء كان اية او حديثا او نظرية او فلسفة او نظاما أخلاقيا
كان من الممكن للنص ان يتجه صوب التوقع السردي المختلف عن التفسير الدلالي وذلك بنزوعه الى مسائلة ومشاكسة مواضعات التجربة وموسوعة القارئ ويمكنه ان يضمه الى استحضار العالم الواقعي ليزيد من رصيد التوقع الاحتمالي ولكن لا نستبعد قطعا أن النص اغفل المواقع القصدية للقارئ اعتمادا على النسق المضمر في سجلات الذاكرة الجمعية في قضايا اللقيط والبصمات المتلاشية في ارحام الضحايا
طبيعة صياغة النص مرنة مع العوالم الممكنة بمعنى يمكن تغيير مواقع التركيب ليثير قضايا أوسع في التوقع السردي كما في الأمثلة التالية: –
– تذكر أنه قضم التفاحة… تذكر وجه الطفل
– بعد تسع إشارات تذكر أنه قضم التفاحة
– بعد تسع إشارات لم يكسر قفل لسانه
– تذكر أنه قضم التفاحة… لم يتذكر وجه الطفل
– لم يتذكر أنه قضم التفاحة… لم يتذكر وجه الطفل
– بعد تسع إشارات لم يتذكر أنه قضم التفاحة
– بعد تسع إشارات كسر قفل لسانه
يمارس النص نشاطا تحيينيا وهذا النشاط من سمات القص الموجز المنضبط الى سلوك سردي تسمح له مواقع الموجهات بتمثلها في بنيته السطحية من قبيل هوية الانتماء / الاغتراب / الزمن الضائع في مرايا المصير /السخرية السوداء من الزنى الذي لم يتبق منه الا خيط التذكر / إحالة الوطن الى صورة اللقيط لتعدد صور اباء الاحتلال