في أعماقِ جزيرتِك المفقودةِ،
لم تزل لآلئُ فرحتي الأولى مغمورة هناك.
لاجدوى لأوجاعي وهي تنبتُ على دربٍ مهجور.
لاجدوى لقصائدٍ تنتظرُ دورَها في صدرِ شاعرٍ ميت.
كلَّ ليلةٍ أسرجُ أمواجَ ابتهالاتي، وأخرجُ للعالمِ الافتراضي، وأنا مصابٌ بعقدةِ الطوفان.
ألوِّح لأشرعةِ الريحِ أن تلجمَ صفيرَها؛ لأسمعَ أبواقَ السفنِ العائدةِ مِن شِباكِ صيادي محارةِ العدم،
وهي تشيِّع جثامينَ الأخبارِ التالفة.
على بصيصِ ضوءٍ خافتٍ، أجلسُ قبالةَ التاريخ،
أغرزُ أُبرَ الشك في مساماتِ جلده، أبحث عن قبرةِ السلامِ في غاباتِ اللهب، عن عصا المعنى لأهش بها جرذان المقاهي؛ وأفسحَ المجالَ لطائرِ العفويةِ
أن يدخلَ في قفصِ أشلاءِ الحقيقة.
الخيامُ التي شُيدت على ظهرِ بياضي
مآتمُ العائدين من خيبةِ السفرِ، ظلالُ همساتِ المحشورين في توابيتِ الغيابِ، أعشاشُ فواختِ الناصبين وجوهَهم على قارعاتِ الحلمِ المنسي.
وحدها الصفصافةُ الواقفةُ في آخرِ الشهرِ القمري
تنبحُ فيها ذئابُ الخرابِ، وأنا معطفٌ لحكايةٍ باردةٍ؛
كلما اندلقت على لسان راوٍ؛
أمطرت الدروبُ نعاسا رمادي الجهات.