نظمت دار الشعر بمراكش، ليلة السبت 20 يوليوز الجاري على الساعة الثامنة مساء، فقرة جديدة من برنامجها “حدائق الأبجدية”، وتحتضن حديقة أوريكا العطرية الحيوية هذه الفعاليات، والتي تعرف مشاركة الشعراء عبدالدين حمروش والشاعرة السورية ريم السيد (مقيمة في فرنسا) ومحمود عبدالغني، في فقرة تعرف مشاركة الفنانة هاجر الجبراتي، فيما يصاحبها الفنان مولود أعقا على آلة القانون. فقرة جديدة من “حدائق الأبجدية” تحتفي بالشعر وبالشعراء، وتواصل من خلالها دار الشعر بمراكش رحلة الترحال ضمن تظاهرة “نزاهة شعرية” في محطة ثالثة، وإصرار دائم على تنويع فضاءات التلاقي والبرمجة والتدبير الثقافي.
وتستضيف حدائق الأبجدية شاعرين مغربيين، يمثلان معا مسارا متفردا في التجربة الشعرية المغربية، بل استطاعا سويا بمعية جيل بأكمله، أن يرسما مسارا متفردا على جدراية حيوات الكتابة الإبداعية والنقدية والترجمة. عبدالدين حمروش ومحمود عبدالغني، التزام صارم بالقضايا الإنسانية وبأسئلة الثقافة المغربية وبقضاياها، متابعة لأهم التحديات المطروحة اليوم على الأدب المغربي، وإصرار على قيم التربية والتكوين من خلال الدرس الأكاديمي، ورعاية جيل اليوم في تمثله لقضايا أسئلة الشعر المغربي. وفي اللحظة التي يصر فيها الباحث والشاعر عبدالدين حمروش على متابعة القضايا الآنية، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، ضمن كتابات تستدعي أسئلة النقد والتأويل، يواصل الباحث والمترجم محمود عبدالغني سبر أغوار النص، من خلال حفرياته في الترجمة بموازاة إبداعاته الروائية وكتاباته البحثية.
أما الشاعرة والمترجمة السورية ريم السيد، المقيمة في باريس، والحاصلة على جائزة سيمون لاندري الفرنسية للشعر النسوي (2019)، فقد راكمت تجربة إبداعية متفردة ضمن مسارها الإبداعي الطويل. ثلاثيتها الشعرية ديوان “سورياليزم” والصادر السنة الماضية، تمثل آخر إصداراتها الشعرية والتي تنقلت بين دور النشر الفرنسية والعربية. الى جانب إصداراتها الجماعية: “سوناتا للمطربين وأغان للشعراء”(2015)، وانتهاء ب “صباح الخير باريس، هذه قصائدنا”، (باريس 2022)، ناهيك عن دواوينها الفردية (عندما أشرق في عيوني، مقامات الوجد..)، وترجماتها “ماتبقى من اللون”.
اختارت دار الشعر بمراكش، ومنذ التأسيس، الفضاءات المفتوحة لانتظام أنشطتها وبرامجها الثقافية. برنامج “نزاهة شعرية” جزء مصغر من هذه الاستراتيجية، والتي تنضاف الى الانفتاح على حدائق مراكش الخالدة. مراكش المدينة التي صنفت ضمن أفضل الحواضر الثقافية في العالم، وضمن أفضل 25 مدينة ثقافية في العالم، وفقا لموقع انسادر مانكي الأمريكي لتنضاف لتصنيف دولي آخر جعلها، من أفضل خمس (5) وجهات سياحية في العالم.. وينبني هذا الاختيار على مجموعة من المعايير، لعل أبرزها فضاءاتها الثقافي والفنية، وحدائق مراكش الخالدة هي الوجه الأبرز.